يقول المولى سبحانه وتعالى في سورة ابراهيم : مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ ۖ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ. فما هو معنى مُهْطِعِينَ ؟ اختلف المفسرون في معنى كلمة مُهْطِعِينَ، فجاء في تفسير الطبري : مُهْطِعِينَ عن قتادة ( مُهْطِعِينَ ) يقول: منطلقين عامدين إلى الداعي.و عن ابن عباس ، قوله ( مُهْطِعِينَ ) يعني بالإهطاع: النظر من غير أن يطرف. وعن سعيد بن جبير والحسن البصري وقتادة أنّه الإسراع في المشي، وقال سعيد بن جبير هو النّسلان؛ أي: هو مشي كالخبب أو دون الخبب، يعني المشي السريع، وروى أيضًا بعض أهل العلم عن ابن عبّاس أنّه قال إنّ الإهطاع هو إدامة النظر من غير أن يطرف المرء، وقال بعضهم إنّ المهطع هو الذي لا يرفع رأسه .
وفي تفسير ابن كثير : ذكر تعالى كيفية قيامهم من قبورهم ومجيئهم إلى قيام المحشر فقال : ( مهطعين ) أي : مسرعين، كما قال تعالى : ( مهطعين إلى الداع يقول الكافرون هذا يوم عسر )، وقال تعالى : ( يومئذ يتبعون الداعي لا عوج له وخشعت الأصوات للرحمن فلا تسمع إلا همسا ) إلى قوله : ( وعنت الوجوه للحي القيوم وقد خاب من حمل ظلما ) وقال تعالى : ( يوم يخرجون من الأجداث سراعا كأنهم إلى نصب يوفضون )، وقوله : ( مقنعي رءوسهم ) قال ابن عباس ، ومجاهد وغير واحد : رافعي رءوسهم . ( لا يرتد إليهم طرفهم ) أي : [ بل ] أبصارهم طائرة شاخصة ، يديمون النظر لا يطرفون لحظة لكثرة ما هم فيه من الهول والفكرة والمخافة لما يحل بهم ، عياذا بالله العظيم من ذلك ; ولهذا قال : ( وأفئدتهم هواء ) أي : وقلوبهم خاوية خالية ليس فيها شيء لكثرة الفزع و الوجل والخوف .
إ