هل يمكن أن يكون تدخين الشيشة مباحا من باب دفع الضرر الأكبر بالضرر الأصغر ؟

هل يمكن ان يكون تدخين الشيشة مباحا ضمن القاعدة الفقهية حول دفع الضرر الأكبر بالضرر الأصغر ؟ وهل يمكن للمسلم أن يدخن الشيشة إذا كانت بديلا له عن تدخين مواد أكثر ضررا عليه ؟ وهل يمكن أن يباح للمسلم تدخين الشيشة إذا كان امتناعه عنها سوف يفقده عقله والقدرة على التحكم في أعصابه لفترة مؤقتة أو دائمة؟

يذهب جمهور العلماء للقول بأن فقد تقرر في الشريعة قاعدة نصها: الضرر يزال، ودليلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: لا ضرر ولا ضرار. رواه أحمد والبيهقي. ولإزالة الضرر حالتان:

الأولى: أن يزال من غير أن يترتب على إزالته ضرر آخر فيزال.

الثانية: أن يترتب على إزالته ضرر آخر. وهذه الحالة لها ثلاث مراتب:

الأولى: أن يكون الضرر الثاني أكبر من الأول، فلا يزال ضرر بأكبر منه.

الثاني: أن يكون الضرر الثاني مساوياً للأول، فلا يدفع ضرر بمثله.

الثالث: أن يكون الضرر الثاني أخف من الأول فيزال، ويعبر العلماء عن هذه المرتبة بما ذكرته في سؤالك، وبعضهم يعبر بقوله: الأشد يزال بالأخف، وبعضهم يعبر بقوله: يختار أهون الشرين، والمسمى واحد وإن اختلف التعبير.

هل يمكن أن يكون تدخين الشيشة مباحا من باب دفع الضرر الأكبر بالضرر الأصغر ؟

ومن ذلك أن لا يكون هناك ضرر قد وقع ولكن اضطر الإنسان إلى شيء ما ولا يستطيع تحقيقه إلا بارتكاب ضررين أحدهما أعظم من الثاني فإن عليه أن يرتكب أخفهما ضرراً، وأحسن من تكلم عن ذلك الإمام عز الدين بن عبد السلام في كتابه: قواعد الأحكام في مصالح الأنام، وكتابه الآخر: القواعد الصغرى، والإمام الشاطبي في الموافقات، والقرافي في الفروق وغيرهم.

ولكن مع ذلك فلا يجب الأخذ بهذه القاعدة في اعتبار أن تدخين الشيشة من المباحات بل هى من المحرمات بالنظر لتأثيرها الضار على الصحة العامة وعلى صحة الأفراد المدخنين لها.