أثارت دعوة المساكنة في مصر الجدل مؤخرًا، والتي علق عليها عبد المنعم فؤاد المشرف على رواق الأزهر الشريف، واصفًا لها بأنها شذوذ أخلاقي وزنا، وهذا كما ورد عنه في تصريحات تليفيزيونية مساء أمس الثلاثاء، في برنامج 'حضرة المواطن' الذي يقدمه المذيع سيد علي، على قناة الحدث اليوم.
إذ قام مقدم البرنامج السيد علي بنقل بيان عن الأزهر الشريف الذي ذكر أن الدعوة إلى المساكنة، هو تنكر للدين والفطرة، ودعوة صريحة لسلوكيات محرمة، وفي مداخلة هاتفية للمشرف على الأزهر الشريف الدكتور عبد المنعم فؤاد الذي صرح بعدة تصريحات حول المساكنة كما سترد في السطور التالية.
تصريحات المشرف على رواق الأزهر الشريف عن المساكنة
أيد الدكتور عبد المنعم فؤاد رفض المقدم السيد علي لدعوة 'المساكنة' في مصر، وأيد موقفه في رفضها في بداية مداخلته الهاتفية، وناقش معه المقدم عن بيان الأزهر الشريف، واصفًا أن البيان واضح وحاسم، ليعلق الدكتور فؤاد قائلًا: 'ستظل مصر البلد المبارك الذي أوصى الرسول صلى الله عليه وسلم خيرًا'.
وأضاف في تصريحاته 'وكلما ظهرت جراثيم، أهل الحق وأهل العلم وأهل الخير سيتصدون لذلك، وسيشفى المجتمع بإذن الله، مجرد أن توضع هذه الامور على كراسي الإعلام هذا نوع من الشذوذ الأخلاقي، وإن أتيت بأي مسمى آخر لن يخرج عن هذا المسمى'.
واستنكر من يقوم بمناقشة المسألة فلسفيًا وليس دينيًا، قائلًا: 'ماذا تناقش هل تناقش الزنا؟'، وأكد قائلأً: 'أنه من الزنة والزنة لا يمكن أن تكون إلا صورة واحدة، وهي مخالفة الفطرة ومخالفة شرع الله تعالى، وهو الفاحشة بعينها'.
وذكر قول الله تعالى في سورة الإسراء: 'وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا ۖ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا (32)'، ووضح الفاحشة تناقش على الهواء من منظور فلسفي، فيخرج من يدعي أن هذا أمر طبيعي.
وصرح أنهم أيضا يناقشون بعض المشايخ، وكأن المسألة تحتاج إلى مناقشة، متسائلًا: 'هل هذا يناقش؟'، وشدد على أن الأزهر الشريف سيظل صريح وواضح وسيظل حافظًا لبيضة الإسلام، وستظل مصر هي التي تصدر علم الإسلام وتصدر بيضة الإسلام إلى الدنيا كلها.
وأكد أن الأخلاق بدأت من مصر وستظل مصر آمنة ومطمئنة بأهلها، وبكل من يدافع عنها، وأكد في ختام تصريحاته أن الأسم الحقيقي للمساكنه هي الزنا، فنحن لا نزين الباطل، مشبهًا بتسمية الشذوذ الجنسي بأنه 'مثلية' لتغيير المسميات، وبالمثل تغيير الزنا بالمساكنة، مستنكرًا أن هناك من يقبل على ابنته أو أخته أن تقوم بهذا، وهاجم كافة المجتمعات التي تقوم بهذا الفعل.
الدعوة إلى المساكنة
أثارت الدعوة إلى المساكنة في مصر جدل واسع في الفترة الأخيرةن ودخل الأزهر الشريف في الجدل المثار حولها ليحسم الجدل في بيانه الذي ورد نصه: 'ما يسمى بالمساكنة إنكار للدين والفطرة، وتزييف للحقائق، ومسخ للهوية، ودعوة صريحة إلى سلوكيات مشبوهة محرمة، والإسلام أحاط علاقة الرجل والمرأة بمنظومة من التشريعات الراقية، وحصر العلاقة بينهما في الزواج؛ كي يحفظ قيمهما وقيم المجتمع، ويصونَ حقوقهما، وحقوق ما ينتج عن علاقتهما من أولاد'.
وأضاف البيان 'يحرم العلاقات الجنسية غير المشروعة، ويحرم ما يوصّل إليها، ويسميها باسمها وهو الزنا، ومن صورِها ما يسمى بالمساكنة، التي تدخل ضمن هذه العلاقات المحرّمة في الإسلام وفي سائر الأديان الإلهية والكتب السماوية، والعلاقات الجنسية خارج إطار الزواج وإن غلفت مسمياتها بأغلفة منمقة مضللة للشباب علاقات محرمة على الرجل والمرأة'.
وختم الأزهر الشريف بيانه عن المساكنة في مصر قائلًا: 'يشد على أيدي الآباء والأمهات والمُؤسسات الثَّقافية والتَّربوية والتَّعليمية فيما يضطلعون به من أدوار تربوية نحو النَّشء تعزِّز قِيَمَ الآداب والفضائل الأخلاقيَّة والدِّينية القَويمة والرَّاقية، وتُحَصِّنهم من الوقوع في مستنقعات الشّهوةِ والرَّذيلة'.