اعلان

حواديت "أهل مصر".. الميراث المر

صورة تعبيرية

مشكلتى ليس لها حل وأعلم هذا جيدا، حتى وأنا أخط لكى قصتى ولكن اسمحي لى سيدتى أن افضفض معكى، فأنا لم أعد أملك سوى الدعاء لله أن يغمرني بفضله ويسترنى فى الآخرة، ويرفع عنى مقته وغضبه فى الدنيا، وإن كنت حرمت الستر فى الدنيا فأنا أرجوه منه عز وجل فى الأخرة.

أنا ابنتها هذه مشكلتي... نعم هى أمى ولكن ما ذنبى؟، من منا يختار أمه أو أبيه؟.. مات أبى رحمه الله وترك لنا إرثا أنا وأختى، ليس كأي أى إرث فقد ترك لنا خطأ اختياره لزوجة غير صالحة، وهو الرجل الذى عرف فى كل مكان بسيرته الطيبة وإلتزامه الدينى

اختار أبى سيدة جميلة، وكان يظن أن الحياة معها ستكون عادية، .. حتى لا أطيل عليكى لم تكن حياتنا سعيدة، أبدا فكانت أمى امرأة مستهترة، بكل ما تعنى الكلمة وسليطة اللسان وكان أبى يعاملها معاملة طيبة ويوفر لها ما تريد على حسب قدراته ولكنها كانت دائمة الشجار معه ومعايرته بضعف إمكانياته المالية، بالمقارنة بأزواج اخواته.

كانت أمى كثيرة الغياب عن المنزل وتعددت خروجاتها مع الصديقات والقريبات والمعارف لدرجه إنى لم أكن أنا واختى نراها إلا وهى تستعد للخروج أو وهى عائدة فى وقت متأخر وحاول أبى معها كثيرا لاصلاحها ولكنها دائما كانت مثل الحصان الجامح، الذي لا يقوى أحد على كبح جماحها.

كان إبى رحمه الله متعلقا بى وباختى ويحرص على رعايتتا وتعويض تقصيرها وارتضى الحياة معها حتى نعيش فى منزل مستقر حتى أتت امى بمالا يحتمله اى رجل، وفى أحد أيام الصيف طلب والدى من أمى تلبية دعوة اخته حضور عقد قران ابنتها فى الاسكندرية وقضاء عدة أيام معهم للتنزه، لم توافق أمى بحجة انها مشغولة فى تجهيز بيت أختها التى كانت تستعد للزفاف قريبا وأمام اصرارها وافق أبى على مضض.

توجهنا إلى محطة القطار وللأسف يومها وصلنا متأخرين وكان الوقت مساءا فخاف أبى علينا من السفر فى مواصلات عادية واتفقنا على معاودة السفر غدا فى الصباح الباكر، ورجعنا إلى المنزل وفتح أبى الباب مناديا على أمى، وصعقنا مما رأينا رجلا غريبا يجرى مسرعا من غرفة أمى فدخل أبى مسرعا إلى الغرفة، واسرعت أمى إلى النافذة ألقت بنفسها من الشرفة،

كل هذا حدث فى دقائق بسيطة وسط ذهول ورعب وبكاء منى وأختى.

ماتت أمى وتركت لنا إرثا من العار لا يقوى على حمله بشر، وها أنا وأختى الآن كبرنا وتخرجنا من الجامعة، ويشهد لنا الكل بدماثة الخلق ونحظى بحب واحترام زملائنا فى العمل، كل مرة يسأل فيها أحد الزملاء عن أسرتنا أنا أو أختى للارتباط بنا نموت رعبا من أن يعرف قصتنا ونفقد احترام الناس لنا فى عملنا.

لم يتقدم لنا أحد إلا ذهب ولم يعد مرة أخرى.. لماذا ادفع أنا وأختى ثمن خطأ لم نرتكبه؟

هل أظل هكذا ألتفت حولى، لهمس الناس ظنا أنهم يتهامسون عنى؟

هل اظل واختى هكذا منيوذين من الكل ويخاف الكل على أبنائه منا؟

مرت خمسه عشر عاما ومايزال الكل يذكر أمى لم يشفع لنا حسن خلقنا ولا علمنا ولا نجاحنا ولا سيرة أبى الطيبة

الرد

لقد توقفت أمام مشكلتك كثيرا فمثل تلك الأمور حقا تترك أثرا يستحيل تغييره فى نفوس الناس، وانصحك أن تغييرى مكان سكنك انتى واختك لتخلقى حولك مناخا وبيئة مختلفة وإذا تمكنتى من تغيير المحافظة فذلك أفضل، وسيساعدك تفوقك انت واختك فى الحصول على فرصة عمل جيدة وتكوين أصدقاء ومعارف جدد.

سيوفر لك هذا الحل على الأقل حياة كريمة، بلا قلق أو خوف من العيون والنظرات والهمس، أثق أن الله تعالى سيعوضك بمن يقدر ما مررتى به ويكمل معكى حياتك.

نقلا عن العدد الورقي.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً