توفيت مادلين أولبرايت، أول وزيرة خارجية أمريكية، اليوم، عن عمر يناهز 84 عاما، بعد صراع مع مرض السرطان، وساعدت «اولبرايت» في توجيه السياسة الخارجية الغربية أثناء الحرب الباردة.
وأعلنت أسرة «أولبرايت» وفاتها، اليوم الأربعاء، في بيان صحفي، ويذكر لـ«اولبرايت» أنها كانت شخصية مهمة ومحورية في فتره إدارة الرئيس بيل كلينتون للولايات المتحدة الأمريكية.
ولدت ماري جانا كوربيلوفا، كما تطلق عليها أسرتها، في مدينه براغ عاصمة تشيكوسلوفاكيا عام 1937، وهربت مع عائلتها إلى الولايات المتحده خوفا من الغزو النازي، ثم تخرجت أولبرايت من كلية «ويلسي» عام 1959، كما تزوجت في نفس العام وأنجبت ثلاثة اطفال (آن- اليس- كاثرين) حتي انفصلت عن زوجها عام 1983.
التحقت بعد ذلك بحامعة كولومبيا بهدف الحصول على درجة الماجستير والدكتوراه، وأكملتها عام 1976، قبل أن تبدأ الخدمة الحكومية والعمل في الشأن الخارجي.
عملت في البداية كسفير للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، ثم أصبحت أكبر دبلوماسي في البلاد خلال فترة ولاية الرئيس «كلينتون» الثانية، وخلال فترتها كوزيرة دافعت «أولبرايت» عن توسيع حلف الناتو، وسعت إلى الحد من انتشار الأسلحة النووية.
ومن أبرز جهودها سعيها لإنهاء العنف في بلاد البلقان، وكانت جاده في حث الرئيسي «كلينتون» على التدخل في كوسوفو عام 1999، وهذا لمنع إباده جماعية للمسلمين على يد الزعيم الصربي السابق سلوبودان ميلوسيفيتش، وفي النهاية أوقف التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة العدوان الصربي، وأعلنت «كوسوفو» استقلالها عام 2008.
وآخر مواقفها كان في مقال سابق تم نشره في جريده «نيورك تايمز» الامريكية انتقدت فيه «أولبرايت» الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، وحذرت من أنه سيرتكب خطأ كارثي، وكتبت: «بدلًا من تمهيد طريق روسيا نحو العظمة، فإن غزو أوكرانيا سيضمن العار للسيد بوتين من خلال ترك بلاده معزولة دبلوماسياً، ومعطلة اقتصادياً، وضعيفة استراتيجياً في مواجهة تحالف غربي أقوى وأكثر اتحاداً».
حصلت «اولبرايت» على وسام الحرية الرئاسي من الرئيس باراك اوباما، وقال عنها إن صلابتها ساعدت في إحلال السلام في البلقان ومهدت الطريق لإحراز تقدم في أكثر مناطق العالم اضطرابًا.