ads
ads

إسرائيل تستمر في استهداف الصحفيين في غزة لإخفاء آثار جرائمها ( تحليل )

الجيش الإسرائيلي
الجيش الإسرائيلي

في استمرار لنمط استهدافها للصافيين، قُتل ستة صحافيين في غارة جوية إسرائيلية على خيمة عملهم داخل عيادة في مجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة. ومن بين الضحايا كان مراسلو قناة الجزيرة أنس الشريف ومحمد قريقع، بالإضافة إلى المصورين إبراهيم ظاهر ومؤمن عليوة، ومساعدهما محمد نوفل. كما قُتل الصحافي المستقل محمد الخالدي الذي كان يعمل مع عدة مؤسسات إعلامية.

أدانت مصادر محلية ومؤسسات صحافية هذا الهجوم، مؤكدة أنه يندرج ضمن سياسة ممنهجة لإسكات الأصوات الإعلامية التي توثق الأحداث والمعاناة الإنسانية في القطاع.

تحليل: استراتيجية إسرائيل في استهداف الصحافيين

تتبنى إسرائيل، منذ بداية حربها في غزة، استراتيجية واضحة تستهدف الصحافيين بهدف حجب الصورة الكاملة للعمليات العسكرية وتأثيرها على المدنيين. وفيما يلي تحليل لأبرز ملامح هذه الاستراتيجية:

تبرير عمليات القتل بالادعاءات الأمنية

في كل مرة تستهدف فيها صحافياً، تلجأ إسرائيل إلى تبرير ذلك بالادعاء بأنه ينتمي إلى فصائل فلسطينية. ففي حالة أنس الشريف، الذي كان صوتاً مهماً لسكان شمال غزة، ادعى الجيش الإسرائيلي أنه قائد لخلية تابعة لحركة حماس، وأنه مسؤول عن إطلاق صواريخ على المدنيين.

غير أن مصادر فلسطينية متعددة، بما في ذلك أفراد من عائلته، نفت هذه الادعاءات، مؤكدة أنه كان ناشطاً سابقاً في الحركة لكنه تركها منذ سنوات، ولم يشكل أي تهديد. هذا النمط من التبرير يهدف إلى نزع الصفة المهنية عن الصحافيين وتصنيفهم كـ"أهداف مشروعة"، وهو ما يسمح بتجاهل قوانين حماية الصحافيين في مناطق النزاع.

الاستهداف المتزايد للصحافيين المستقلين

لم تقتصر عمليات القتل على المراسلين التابعين للمؤسسات الكبيرة، بل امتدت لتشمل الصحافيين المستقلين الذين يوثقون الأحداث بعيداً عن أعين القنوات الكبرى. ووفقاً لإحصائيات من مؤسسات فلسطينية تُعنى بشؤون الصحافة، وصل عدد الصحافيين الذين قُتلوا إلى 238 صحافياً. هذا العدد يشمل الصحافيين الذين قُتلوا في غارات مباشرة، والذين قضوا أثناء تغطيتهم للأحداث، أو بسبب قصف أهداف قريبة منهم.

يُعد استهداف الصحافيين المستقلين محاولة لإغلاق كل المنافذ التي يمكن أن تُظهر الحقيقة من زوايا متعددة، خاصةً أن هؤلاء الصحافيين يعملون في ظروف بالغة الصعوبة وفي مناطق يصعب على الإعلام الأجنبي الوصول إليها.

محاولة إسكات الأصوات المحلية

لطالما اعتمدت إسرائيل على استهداف الصحافيين كجزء من جهودها للسيطرة على الرواية الإعلامية. فمنذ بداية الحرب، تعرض العديد من الصحافيين المحليين للاستهداف، وفقد بعضهم عائلاتهم.

أصبح الصحافيون المحليون، مثل أنس الشريف ومحمد قريقع، أصواتاً حية لسكان القطاع، حيث لم يغادروا مناطقهم، ووثقوا المعاناة الإنسانية بشكل مباشر. هذا الدور الحيوي جعلهم أهدافاً رئيسية. كما أن هذا الاستهداف المتواصل خلق بيئة من الخوف والترهيب، مما يجعل من الصعب على أي صحافي أداء عمله دون الخوف على حياته وحياة عائلته.

تقرير إخباري: حصيلة الخسائر في صفوف الصحافيين

يُظهر هذا النمط من الاستهداف منهجية واضحة تهدف إلى إخفاء حقيقة ما يحدث في غزة من خلال إخماد صوت الصحافة. بينما يسعى العالم لفهم مجريات الأحداث، تعمل إسرائيل على طمس الأدلة وإسكات الشهود.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً