ads
ads

الأمم المتحدة تحذر: السودان لا يتحمل يومًا آخر من الحرب في ظل تدهور الأوضاع

الحرب في السودان
الحرب في السودان

في تحذير صارخ يعكس خطورة الأوضاع في السودان، دعا المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، رمطان لعمامرة، العالم إلى التدخل الفوري لوقف الحرب الأهلية المستمرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. في بيان صحفي صدر يوم الأحد، أكد لعمامرة أن السودان "لا يستطيع تحمل يوم آخر من الحرب"، مشددًا على أن الوقف الفوري لإطلاق النار هو الأمر الأكثر إلحاحًا.

مأساة إنسانية وأمنية متفاقمة

وصف لعمامرة الوضع في البلاد بـ"القاتم"، مشيرًا إلى أن عدد الضحايا في تزايد مستمر منذ اندلاع الصراع في 15 أبريل 2023. على الرغم من عدم وجود إحصاء دقيق، أكد لعمامرة أن "عدد الضحايا مذهل ويزداد سوءًا يومًا بعد يوم".

وتتفاقم الأزمة الإنسانية مع تدهور الأمن الغذائي بشكل سريع. وأوضح لعمامرة أن أكثر من 12 مليون شخص - ما يعادل واحدًا من كل أربعة سودانيين - نزحوا من منازلهم، بينما يحتاج أكثر من 30 مليون شخص إلى مساعدات إنسانية عاجلة.

المنطقة على حافة الهاوية

حذر المبعوث الأممي من أن الصراع في السودان يهدد استقرار المنطقة بأسرها. وأشار إلى زيادة خطر الاشتباكات عبر الحدود، وتدهور الأمن على طول البحر الأحمر، وتعمق التدخلات الخارجية، مما يخلق بيئة خصبة لتجذر الجماعات المتطرفة. وذكر لعمامرة أن "المنطقة برمتها تتأرجح على حافة الهاوية"، مضيفًا أنهم "يشهدون سباقًا محمومًا نحو القاع".

نافذة أمل ضيقة للسلام

على الرغم من الصورة القاتمة، أكد لعمامرة أن هناك فرصة أمام الأطراف المتحاربة لتغيير المسار وإنقاذ السودان، إذا توفرت الإرادة السياسية والدعم اللازم. ودعا إلى اتفاق فوري لوقف إطلاق النار والانخراط في حوار جاد لمعالجة أسباب الصراع.

وأشار المبعوث الأممي إلى أن موسم الأمطار قد يساهم في تراجع المعارك البرية، مما يتيح "نافذة ضيقة، لكنها تنغلق بسرعة، للشروع في هذا الحوار". وأكد استعداد الأمم المتحدة وشركائها الدوليين للعمل مع الأطراف المتنازعة على اتخاذ تدابير تتيح وصول المساعدات الإنسانية وإنقاذ الأرواح.

نداء عاجل للمجتمع الدولي

وجه لعمامرة نداءً حاسمًا إلى المجتمع الدولي لتوحيد جهوده واستخدام نفوذه السياسي لإنهاء الحرب. وشدد على ضرورة ممارسة "ضغط حقيقي ومستمر" على الجيش السوداني و"قوات الدعم السريع". ورحب بالدور القيادي الذي يمكن أن تلعبه الولايات المتحدة في تنسيق جهود "الرباعية" التي تضم مصر والسعودية والإمارات.

واختتم لعمامرة بيانه مؤكدًا أن "السلام في السودان يصب في مصلحة جيرانه... وحتى القوى العالمية البعيدة". وأضاف: "لم يعد مقبولًا أن نظل مكتوفي الأيدي بينما تُزهق أرواح السودانيين"، مشددًا على أن الشعب السوداني "يستحق فرصة لبناء مستقبل ملؤه الكرامة، والسلام، والفرص".

وفي رسالة مؤثرة نقلها عن المدنيين السودانيين، قال لعمامرة إن رسالتهم الموجهة للأطراف المتحاربة هي: "أوقفوا هذا العنف المروّع".

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
وزير الخارجية: شروط تعجيزية تمنع الوصول لصفقة شاملة حول غزة