ads
ads

تسريبات تكشف ثغرات خطة غزو غزة : خلافات حادة في صفوف الجيش الإسرائيلي

الجيش الإسرائيلي
الجيش الإسرائيلي

في ظل التعبئة العسكرية الإسرائيلية الواسعة استعدادًا لعملية وشيكة لاحتلال مدينة غزة، كشفت وثيقة عسكرية مسربة عن تفاصيل صادمة لخطط الهجوم، مسلطة الضوء على خلافات داخلية عميقة وثغرات محتملة قد تؤدي إلى فشل العملية. الوثيقة التي أعدها مسؤول عسكري رفيع تشير إلى أن الخطة تفتقر إلى العناصر الأساسية لتحقيق النصر، مما يضع الجيش الإسرائيلي في موقف حرج قبل بدء الهجوم.

انتقادات لاذعة من داخل الجيش

العميد المتقاعد جاي هازوت، رئيس قسم التدريب في القوات البرية، هو من أعد هذه الوثيقة التي نشرتها صحيفة "يسرائيل هيوم". في تحليله، يرى هازوت أن خطة غزو مدينة غزة، التي أُطلق عليها "عربات جدعون 2"، لا تتبع المنطق العملياتي العسكري المتعارف عليه. وقد حدد هازوت عدة نقاط باللون الأحمر، مشيرًا إلى أنها إجراءات رئيسية لم ينفذها الجيش في عملياته السابقة، ولا ينوي تنفيذها الآن. وتشمل هذه الإجراءات:

فرض حصار شامل: على الرغم من إعلانات الأمم المتحدة عن مجاعة في غزة واتهامات دولية لإسرائيل باتباع سياسة التجويع، يرى هازوت أن الحصار ليس شاملاً بالدرجة المطلوبة.

عزل المقاتلين عن السكان المدنيين: وهو ما يعتبره هازوت ضروريًا لنجاح أي عملية عسكرية.

قطع خطوط الإمداد: نقطة حاسمة في حروب العصابات يرى أنها لم تُنفذ بشكل فعال.

تتعارض هذه الادعاءات مع التقارير الدولية التي تتهم إسرائيل بارتكاب "إبادة جماعية" في القطاع، حيث أودت حملتها العسكرية بحياة أكثر من 63 ألف فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال. ورغم ذلك، يصر هازوت على أن الجيش لم يقم بالإجراءات الكافية لضمان تحقيق أهدافه.

وفي المقابل، رفض الجيش الإسرائيلي هذه الانتقادات، مؤكدًا أن عملياته حققت أهدافها وأن استنتاجات هازوت لا أساس لها من الصحة.

تعبئة ضخمة وتجدد الخلافات السياسية

مع اقتراب موعد الهجوم، بدأت إسرائيل بتعبئة واسعة النطاق لقوات الاحتياط، حيث التحق نحو 40 ألف جندي بالخدمة. تأتي هذه الخطوة في إطار سعي رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لتسريع وتيرة الهجوم، وهو ما يضع حكومته في صدام متجدد مع قيادات الجيش.

وفقًا لمصادر عسكرية وسياسية، شهد اجتماع للمجلس الوزاري الأمني مؤخرًا مشادات حادة بين نتنياهو ووزراء يرغبون في المضي قدمًا في الهجوم، وبين رئيس أركان الجيش إيال زامير، الذي دعا إلى تأجيل العملية والسعي لاتفاق وقف إطلاق النار. وحذر زامير من أن الهجوم الجديد سيعرض الرهائن للخطر، ويزيد الضغط على الجيش الذي يعاني من الإرهاق.

هذا الخلاف ليس الأول من نوعه، فقد حذّر الجيش الإسرائيلي في مناسبات سابقة من تعريض الرهائن للخطر، وأكد على الحاجة إلى مزيد من الوقت للجهود الإنسانية. وقد أظهرت استطلاعات الرأي أن نسبة كبيرة من جنود الاحتياط غير راضين عن خطط الحكومة، متهمين إياها بالافتقار إلى استراتيجية واضحة أو خطة لما بعد الحرب.

غارات مستمرة وارتفاع أعداد الضحايا

في ظل هذه التطورات، تستمر الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة، مما أدى إلى مقتل 25 شخصًا على الأقل، من بينهم 16 في مدينة غزة. وقالت السلطات الصحية في غزة إن العديد من الضحايا سقطوا أثناء محاولتهم الحصول على الطعام في ظل الظروف الإنسانية المتردية.

وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية بأن 13 شخصًا آخرين، من بينهم 3 أطفال، ماتوا بسبب الجوع وسوء التغذية خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، مما يرفع العدد الرسمي للوفيات بسبب الجوع إلى 361 شخصًا، معظمهم من الأطفال. وتشكك إسرائيل في هذه الأرقام، مرجعة الوفيات إلى أسباب طبية أخرى.

يُذكر أن الحملة العسكرية الإسرائيلية على غزة مستمرة منذ ما يقارب العامين، بعد هجوم "حماس" في السابع من أكتوبر 2023. وقد أسفرت هذه الحملة عن مقتل عشرات الآلاف من الفلسطينيين، في وقت تشير فيه إحصاءات إسرائيلية إلى أن الهجوم الأولي أسفر عن مقتل 1200 شخص واقتياد 251 رهينة. وتوقفت محادثات وقف إطلاق النار في شهر يوليو الماضي، ولم يتم تحقيق أي تقدم منذ ذلك الحين.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً