في عدد من المناطق المحلية، أثارت ممارسات شعبية مرتبطة بالأحلام والكوابيس جدلاً واسعًا بعد قيام عدد من أفراد أسرة بتعليق هياكل عظمية لأسماك في غرف النوم، معتقدين أنها وسيلة فعّالة لطرد ما يسمّى بـ"التابعة" أو "القرين"، ومنع ظهور الكوابيس أثناء النوم.
وبحسب إفادة أحد أفراد الأسرة، فإن والدتهم اعتادت — عند شكوى أحد الأبناء من أحلام مزعجة أو إحساسات غريبة أثناء النوم — على شراء السمك وطهيه ونزع لحمه، ثم الاحتفاظ بالهيكل العظمي والرأس بشكل سليم، قبل تجفيفه وتعليقه داخل غرفة النوم، بدعوى أن "التابعة" تخشى هذا الهيكل ولن تعود للظهور في الأحلام.
ويقول الابن إن إخوة له اقتنعوا تمامًا بهذه الممارسة وبدؤوا بتنفيذها، رغم محاولاته المتكررة لإقناعهم بأنها بدعة لا أصل لها في الدين، وأنها قد تندرج ضمن مظاهر الشرك لاعتقاد الناس بقدرة شيء غير مشروع على دفع الضر أو جلب النفع.
وفي رد فقهي على هذه الممارسات، أكدت مصادر شرعية أن ما تقوم به الأسرة يعدّ خرافة لا دليل عليها شرعًا ولا حسًّا، ولا يوجد في القرآن أو السنة ما يشير إلى أن تعليق عظام السمك أو أي مواد مشابهة يمكن أن يطرد التابعة أو القرين أو يمنع الكوابيس.
وأوضح متخصصون في الفتوى أن تعليق أي تمائم بقصد رفع البلاء أو الحماية من الشرور — من غير ما ثبت شرعًا — يدخل في دائرة الشرك الأصغر، مستشهدين بقول النبي صلى الله عليه وسلم: "من علّق تميمة فقد أشرك". وأضافوا أن ما يُسمّى "التابعة" لا أصل له في الشرع، وأن "القرين" — رغم ثبوته — لا يملك ضرًّا ولا نفعًا إلا بإذن الله.
ويشير رجال الدين إلى أن الوسائل الشرعية المعتبرة للحماية من الأحلام المزعجة تشمل:
قراءة المعوّذات،
آية الكرسي،
الأذكار الواردة قبل النوم،
النوم على طهارة،
وهي السنن التي ورد فيها نص صحيح يحفظ المرء من تسلط الشيطان.
ودعا المختصون إلى التوعية والرفق في معالجة مثل هذه الممارسات، مؤكدين أن الاعتماد على الوسائل غير المشروعة قد يفتح باب الخرافات والوسوسة، ويصرف الناس عن الأسباب الدينية الصحيحة في الاستشفاء والوقاية.