اتهم انفصاليون يمنيون، الجمعة، المملكة العربية السعودية بشن غارات جوية استهدفت قواتهم في محافظة حضرموت شرقي اليمن، في تطور ينذر بتفاقم التوتر داخل التحالف الذي يقاتل جماعة الحوثي منذ سنوات، وسط غياب أي تأكيد رسمي سعودي بشأن الهجوم.
وقال المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي يطالب بانفصال جنوب اليمن ويحظى بدعم إماراتي، إن الضربات الجوية وقعت في مناطق تابعة لمحافظة حضرموت، دون أن يوضح طبيعة الأهداف التي جرى قصفها. وحتى الآن، لم تتضح حصيلة الخسائر البشرية أو المادية الناتجة عن هذه الغارات.
وبثت قناة “عدن المستقلة”، التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي، مقاطع فيديو قالت إنها توثق لحظات وقوع الضربات، وتظهر انفجارات في مناطق مفتوحة. وفي أحد التسجيلات المصورة، يُسمع صوت رجل يتهم الطائرات السعودية بالوقوف وراء القصف، في حين لم يتسنّ التحقق بشكل مستقل من صحة هذه المقاطع أو توقيتها.
من جانبها، لم تعلن السلطات السعودية مسؤوليتها عن تنفيذ أي غارات في حضرموت، ولم يصدر تعليق رسمي فوري رداً على طلبات الاستفسار التي وُجهت إليها من قبل وسائل إعلام دولية.
ويأتي هذا الاتهام بعد يوم واحد من دعوة السعودية للقوات الانفصالية المدعومة من الإمارات إلى الانسحاب من محافظتين جنوبيتين سيطرت عليهما مؤخراً، في خطوة اعتُبرت مؤشراً على تصاعد الخلافات داخل التحالف العربي، الذي يضم أطرافاً متباينة المصالح، رغم اشتراكها في مواجهة الحوثيين المدعومين من إيران في شمال اليمن.
ويرى مراقبون أن أي تصعيد عسكري بين أطراف التحالف نفسه قد يهدد بتقويض التفاهمات الهشة القائمة، ويفتح الباب أمام صراعات جانبية تزيد من تعقيد المشهد اليمني، الذي يشهد حرباً مستمرة منذ نحو عقد، تسببت في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.
وفي ظل غياب موقف سعودي رسمي، تبقى الاتهامات المتبادلة مرشحة لمزيد من الجدل، خاصة مع استمرار التحركات العسكرية المتسارعة في جنوب اليمن، وتداخل الحسابات الإقليمية والدولية في هذا الملف شديد الحساسية.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
