كشفت الشرطة السودانية، عن تفاصيل جديدة لمحاولة الاغتيال الفاشلة التي استهدفت رئيس وزراء البلاد، عبد الله حمدوك، وتعرض موكبه لإطلاق نار وتفجير إرهابي أول أمس الاثنين، في العاصمة الخرطوم.
وبحسب بيان صادر عن رئاسة الشرطة السودانية، تناقلته وكالات الأنباء فإن العبوة التي استهدفت موكب حمدوك، كانت شديدة الانفجار، ووصل قطر آثارها إلى 1500 متر، وأورد البيان أن العبوة التي تزن 750 غراما، تم زرعها على جانبي الطريق، وهي مصنوعة من مادة "أذيد الرصاص"، وهي مادة شديدة الحساسية، ولذلك، خلفت حفرة من 90 سنتميترا وعرض 65 سنتميترا وعمق 35 سنتيمترا.
يذكر أن أعلن وزير الإعلام السوداني، فيصل صالح في مؤتمر صحفي، أن موكب حمدوك تعرض صباح الاثنين إلى "هجوم إرهابي" أثناء سيره من منزله إلى رئاسة مجلس الوزراء.
وأضاف أن الموكب تعرض إلى تفجير وإطلاق رصاص في منطقة كوبري كوبر شمال شرقي الخرطوم.
وكانت المعلومات قبل المؤتمر الصحفي تفيد بأن محاولة الاغتيال تمت عبر تفجير فقط، لكن إطلاق النار يعني أن منفذي الهجوم كانوا بالقرب من المكان.
وأكد صالح أن رئيس الوزراء ومرافقيه لم يصابوا بأي أذى خلال الهجوم باستثناء شخص واحد جرح بشكل طفيف في كتفه نتيجة سقوطه عن دراجة بخارية.
ووقع الهجوم في وقت تواجه فيه حكومة حمدوك صعوبات جمة في إدارة أزمة اقتصادية حادة كانت سبب خروج احتجاجات لأشهر ضد البشير واستمرت حتى بعد الإطاحة به.
وأظهرت لقطات بثتها محطات تلفزيون إقليمية ووسائل للتواصل الاجتماعي موكبا وبه عدد من السيارات الرياضية المتعددة الأغراض البيضاء التي لحقت بها أضرار وسيارة تعرضت لأضرار جسيمة.
وقال ثلاثة شهود لرويترز إن الهجوم وقع قرب المدخل الشمالي لجسر كوبر الذي يربط شمال العاصمة بوسطها حيث يقع مكتب حمدوك.
وأشاروا إلى أن الموكب استُهدف على ما يبدو من منطقة مرتفعة.
ويقود حمدوك حكومة مؤلفة من تكنوقراط بموجب اتفاق لتقاسم السلطة بين الجيش والجماعات المدنية لفترة انتقالية تستمر حتىأواخر 2022.
وقال وزير الإعلام إن حمدوك يمارس عمله بشكل طبيعي في مكتبه برئاسة الوزراء.
وأشار إلى أن السلطات الأمنية بدأت التحقيق في الحادث من أجل معرفة مرتكبيه.
وتابع صالح "نحن نعلم أن هناك من يستهدف ثورة الشعب السوداني والمكاسب التي حققها بنضالاته"، مؤكدا أن "إرادة الثورة باقية".
وقال خالد عمر وهو عضو بارز في ائتلاف مدني دعم الثورة في تغريدة على تويتر "محاولة اغتيال الرئيس عبد الله حمدوك هي حلقة جديدة من حلقات التآمر للانقلاب على الثورة السودانية... وحدة وتماسك القوى الشعبية التي أنجزت الثورة هي حائط الصد لحماية السلطة المدنية. لا يجب أن يثنيا الإرهاب عن ذلك".
وبعد محاولة الاغتيال الاثنين، دعا تجمع المهنيين السودانيين الذي قاد التحرك ضد البشير إلى مظاهرات لإظهار الوحدة والدعم للحكم المدني.
وقُوبلت محاولة الأغتيال التي تعرض لها الأثنين رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك بإدانات عربية ودولية.
فقد أدانت وزارة الخارجية الإماراتية بشدة الهجوم الإجرامي الذي استهدف موكب حمدوك ، وعبرت عن وقوف الإمارات مع السودان ودعم مرحلته الانتقالية بما يضمن الاستقرار والسلام للسودان وبما يحقق طموحات وآمال شعبه .
وذكرت وكالة الأنباء السودانية أن المستشارة الألمانية انجيلا ميركل والرئيس الصومالى محمد عبد الله فرماجوو والشيخ خالد بن خليفة بن عبدالعزيز آل ثاني اجروا اتصالات برئيس الوزراء السوداني للاطمئنان عليه بعد تعرضه لمحاولة اغتيال فاشلة.
كما ادانت جامعة الدول العربية محاولة الاغتيال التي وصفتها بالإرهابية،وجددت التزامها بالوقوف مع السودان في عملية الانتقال الديمقراطي التي تمر بها البلاد وفي كل ما يتخذه من إجراءات للحفاظ على أمنه واستقراره ومواجهة كل تهديد يمس سلامة أراضيه ورفاهية شعبه.
وأعربت بعثة الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة في دارفور (يوناميد) عن أسفها العميق لمحاولة الاغتيال.
وادانت مصر والسعودية محاولة الاغتيال التي استهدفت حمدوك.
وقال منسق الأمم المتحدة المقيم ومنسق الشؤون الإنسانية في السودان سيلفا راماشاندران ان المنظمة الدولية تدين بشدة الهجوم على حمدوك.