الخوف من المستقبل وعدم القدرة على نسيان الماضي يمنعك من أن تعيش اللحظة الراهنة، مما يعرضك للإجهاد النفسي والفكري، لذا تعلم أن تقيّم الأحداث في أوقاتها، وألا تعطي الحدث أكبر من حجمه، وأن تؤمن بالقضاء والقدر، لأن هذا من ترتيب ربنا لك، فهناك علامات تُرسل اليك لكي تهجر كل ما يؤذيك ولكنها النفس البشرية، التي تبدع في إيذاء نفسها.
أنظر إلى النصف الممتلئ من الكوب، فلديك حياه تجعلك أن تعيش سعيدًا، مثل التحدث مع أقرب الأصدقاء والاستمتاع بالطبيعة من حولك، وهذا كان مقتطف من مقال سابق بعنوان "هدنة"، وفضلت أن أبدأ به لأنه دليل على أن الله لا يضيع أجر المحسنين.
وبعد تفكير وجدت أن الحل يكمن في أن تصنع بنفسك طوق نجاة من الظروف الحياتية وضغط العمل، وغيرهم، وأن تصل إلى مرحلة من السلام النفسي والثقة لتحقيق ما تريد بكل أريحية، دون ضغوطات مزعجة.
الهدف والوصول للمراد ليس بالأمر السهل، يجب تكوين ثقة راسخة لتحقيق أحلامك، وعدم اليأس من تحقيقها، لأنها قابلة للتحقيق طالما أنّك بذلت الجهد لإنجاحها، يجب أن يسيطر الحلم على حياتك ويجب أن تزرع هذه الرغبة داخل قلبك وعقلك.
ولتحقيق أهدافك ينبغي عليك وضع خطة استراتيجية للعمل على إنجاز الهدف، وبطبيعة الحال فليس هناك خطة موحدة للجميع، فكل خطة تعتمد على الشخص والأهداف، تفحَّص باستمرار الإنجازات التي قمت بتحقيقها واسأل نفسك هل قمت بتحقيق الأهداف في الفترة الزمنية المحددة؟ هل ما زلت ترغب في تحقيق حلمك؟ هل تشعر أنك انحرفت عن الطريق نحو الحلم؟ لا تُجهد نفسك، تأمل، استرخي، صدَق نفسك.
لا تجعل موقف ما مر بحياتك أو بدلها 180 درجة أن يحول بينك وبين سعيك، كل شيء سيمر، وستجد عوض الله لك، وحينها ستندم على كل الأوقات التي ضاعت هباء في التفكير أو الندم على شيء ما، لا تدع سلوك الآخرين يدمر سلامك الداخلي، جدد طموحك واستمر.
لا يعيش الإنسان بدون طموح، وإلا أصبحت حياته بلا معنى، وكما قال الشاعر إذا كانت النّفوس كبارًا، تعبت في مرادها الأجسام، فلا يظن صاحب الطموح أن أمانيه سوف تتحقق بدون تعب، ذلك بأن تحقيق الطموح يستلزم من المرء بذل الجهد، ومواجهة التحديات بكل قوة، والحكمة الشهيرة تقول من تعب أولًا، يرتاح آخرًا.
لحلمك قوة تلهمك، تشجعك، توقد عقلك، لتفعل كل ما في وسعك لتراه أمام عينيك، اسأل نفسك ماذا تريد؟ ثم لماذا تريد؟ وكيف ستصل ما تريد؟، وتذكر أن الفرق بين النجاح والفشل هو الفعل.
نحن من نصنع مستقبلنا بأيدينا، والأمر متروك لكل فرد، مثل البذور يمكن أن تصبح شجرة مثمرة، ويمكن أن تكون بلا قيمة، تشغل مكان فقط في حياتك ولكن بلا داعي أو فائدة، وذلك يتوقف على الاهتمام بها ومراعاتها بكل حب.
كن راضيًا، قنوعًا، مهتمًا بأن تحسن إلى الجميع، وسترى كم سيحل بحياتك من سلام ومودة وفرحة، وابحث لنفسك دائمًا عن "طوق نجاة".