عاصر جيلي العدوان الثلاثي الغاشم على مصر، وتحديدا مدن القناة الثلاث، والتي تم تدميرها بنسبة 80% من قبل طائرات العدو بأسطول (إنجلترا وفرنسا وإسرائيل)، بدأ العدوان في أول نوفمبر 1956 واستمرت عمليات قتال هجوم بري، وبحري، وجوي حتى مارس 1957، وقدرت خسائرنا آنذاك بحوالي 15 ألف شهيد ومصاب ومفقود، بالإضافة إلى الخسائر المادية في المنشآت والموانيء والمطارات والمدن السكانية.
وضرب العدوان معسكرات ألماظة والهايكستب وطريق السويس، كما حاول تدمير فيلا سكن الزعيم عبد الناصر، وغيرها من منشآت محيطة بالضاحية العريقة، وتصدى لها الجيش والبوليس والأهالي، وانتشرت الدبابات، والمجنزرات، ووحدات الجيش والدفاع المدني وسرايا المتطوعون ومعهم الفدائيون الثوريون الأحرار ووحدات قتالية مدربة منذ حرب 1948 وصل عددهم لحوالي 5000 مقاتل مدني.
كانت قوة الجيش المصري في ذلك الوقت تقدر بحوالي 50 ألف مقاتل، وكانت الأسلحة قديمة من بقايا الحرب العالمية الثانية، وذلك بسبب الاحتلال البريطاني لمصر عام (1882 - 1954).
وفي عام 1949 تم تأسيس مجموعة كبيرة من الفدائيين الثوريين المصريين المدنيين، وتم تدريبهم بواسطة مجموعة متميزة من الضباط الأحرار في صحراء مصر، ومن ضمنهم: كمال رفعت، وحسن التهامي، وصلاح مصطفى، وصلاح سالم، وحسن إبراهيم.
وتم توزيع السلاح على الأهالي، وإعلان حالة الطوارىء، وقيدت التحركات، ومازلت أتذكر البنادق الروسية الجديدة (نصف أليه عيار، والرشاشات السويدية ماركة كارل جوشاف، رشاشات برين، شمايزر).
وكرم الزعيم الراحل جمال عبدالناصر في 1957، العديد من الأبطال خلال احتفالية كبرى وتم توزيع الميداليات على 1500 فدائي بطل، من ضمنهم : القبطان حسين بيومي، والقبطان يحيى علام، والقبطان عادل السيد، والقبطان صلاح اليد، والقبطان عادل عبدالرحمن، والقبطان إسماعيل شاكر، والطيار جلال أدهم، والطاير عزيز عزت، والطيار جميل عزت، والطيار سالم البسيوني، والسفير توفيق التهامي، والسفير نجيب حامد، والدكتور عبدالحميد عمر، والدكتور محمد لطفي، والمهندس صالح بيومي، والمهندس جميل فوزي، والسيد مراد مكرم، والسيد علي طلوم، والسيد محمد طلوم، والسيد عبدالله طلوم، والسيد عبدالعظيم المصري، والسيد عبده نافع.
وقدرت خسائرنا خلال العدوان الثلاثي بـ100 مليون جنيه، و900 شهيد (مدني وعسكري)، و3500 مصاب، و400 أسير، و350 مفقود.
وعلى الجانب الأخر، قدرت خسائر العدو بنحو 1000 قتيل، و400 أسير، و80 طائرة متنوعة، و10 وحدات بحرية، 35 مركبة قتالية، 10 مستودعات حربية، 70 مركبة متنوعة.
في الأخير يجب أن نعترف أن العدوان الثلاثي كان ملحمة تاريخية عاشها شعب مصر في تلك الفترة، ولها ذكريات أليمة في النفوس، ولكنها أظهرت معدن الشعب المصري الأصيل ذو حضارة الـ 7000 سنة ق.م، شعب مقاتل، وطني مغامر، مضحي، محب لجميع أطيافه، مطيع للقائد، ملبي لنداء الوطن.
كل التحية والتقدير والاحترام لكل من حمل السلاح للدفاع عن وطنه تحيا مصر حرة أبية.