أكتب لكم مقالتي هذه وتنتابني مشاعر قومية كبيرة ونزعة شيمفونية عميقة نابعة من إحساسي بمكانة هذا الوطن وعراقة تاريخه وأصالة شعبه وقدرة جيشه وحكمة قيادته السياسية ، ففي ظل حملات التشكيك وبس اليأس وزرع الفتن والإضطرابات ، لم يكن بمقدوري إلا أن أفصح عما يدور في خلدي من حقائق غفل عنها كثيرون وشكك في مصداقيتها أصحاب الهوي والمطامع ، ففي الوقت الذي كانت تتصدي ذراع الجيش المصري للإرهاب في سيناء ، كانت ذراعه الأخري طولي في مجال التنمية في ربوع مصر من مدارس وطرق وكباري وأنفاق ومشاريع عملاقه في كامل القطر المصري ، في ظل مراقبة حسيسة لما يدور حولنا في العالم وفي المنطقة ، فهذه ليبيا الجديدة الموحدة بشرقها وغربها قد أتت الينا لتعيد مصر توازنها وتعيد إعمارها ، وهذه تونس تستعين وتستهلهم ما حققته مصر من سياسات وأستراتيجيات حققت لها إستقرارها وتنميتها ، وهذه السودان قد عادت لتتبني وتتطابق مع الرؤية المصرية في ملف سد النهضة وفي السياسات الخارجية الإقليمية وتستعين بخبراتنا في إعمار هذا البلد الشقيق وبناء جيشه ، وهذه لبنان تقف مصر علي أبوابها كي تعيدها للراية العربية من جديد وتمدها بالطاقة والكهرباء بعد ان تخطفتها بعض القوي الإقليمية وأعادتها للوراء ولعصر الظلام والإنقسام، وهذه العراق تطلب من مصر يد العون لإعادة الإعمار بعد أن تاهت بين الأتراك والإيرانيين ، لتكون مصر بمثابة عامل امان وتوازن ورافعة حقيقية ، لتحاكي التجربة المصرية الفريدة في النهوض والبناء والوحدة الداخلية ، وهذا الخليج العربي كاملا مكتملا ، تتشابك أيدينا في أيديهم معبرين عن وحدة المصير والهوية العربية ، أما سوريا فلا تزال المحاولات جارية بقوة لعودتها للحضن العربي من جديد ، كل هذا يدور في صمت في ظل سياسة خارجية رشيدة وحكمة متوازنة بين الاقطاب العالمية الشرقية والغربية رغم تضاربها في تناغم عجيب وموازنة بين القوي الكبري ، فتزيد مصر من بسط نفوذها في المنطقة ويتسرب نفوذها بإستمرار مقلصة الدور الإيراني والتركي ، فيأت الجميع الي مصر ، كيف لا وهي مفتاح الشرق الاوسط وغرة تاج إفريقيا وشقيقة العرب الكبري ومنبر الإسلام الوسطي، وفي الوقت الذي يتضح فيه للعالم أجمع عودة الدور المصري الاصيل في تحقيق التوازن في المنطقة ، تتجه الأنظار لما حققته مصر من تنمية إقتصادية ومعدلات نمو كبيرة ونهضة عمرانية عملاقة وبنية تحتية وفوقية ضخمة تفاخر بها الدول الكبري في ظل أزمة كورونا التي كانت كفيلة بتدهور إقتصاديات كبري في العالم ، فقد حرص الرئيس السيسي منذ الوهلة الأولي علي ان تضع الدولة يدها في شتي المجالات وأن تكون مصر في المكانة التي تستحقها ، ليعلن عن تدشين الجمهورية الثانية بعاصمتها الجديدة ، في ظل إنجاز مبادرته لحياة كريمة لتنمية الريف المصري وتطوير الموانئ والسكك الحديدة والطرق وبناء المدن الجديدة وتطوير المدن الكبري ، لتظهر مصر في أحسن حلة وابهي مظهر من جديد ، لنفاخر ببلدنا كل البلدان وننعم بما حبانا به الله من إستقرار وسلام وتنمية ، فلا يمر يوما دون أن تفتتح الدولة مشروع عملاق جديد بمعدل متتابع ومتزايد وفي وقت قصير ، في ظل تخطيط دقيق ورؤية مدروسة وثاقبة ومعدلات إنجاز مذهلة ، لنعلن للعالم أننا سليل حضارة عظيمة وثقافة أصيلة وقادرون أن نتبوأ مكانة تليق بنا في العصر الحديث .
كتب : أحمد الخطاري