كانت بلدتي الصغيرة منشأة رضوان، أجمل البلاد، من حيث العادات والتقاليد و الحفاظ عليها و على الآداب العامة و الأخلاق الحميدة بين أهلها و بعضهم البعض، و احترام كبار العائلات من كل أفراد البلد، و كان لا يخرج عن طوع كبير عائلة ما أحد منها، إلا عوقب بعقاب رادع، و الأهم من هذا و ذاك، لم تكن المنشية تسمع يوماً عن المخدرات أو أنواعها، بل كان أهلها طيبون و ما زالوا كذلك، لكن ذهبت كعادتي لقضاء إجازة عيد الأضحى المبارك وسط عائلتي و أهالي قريتي، ففوجئت، بل إن صح القول فقل صدمت من هول ما رأيت من وجوه غريبة و أفعال مريبة لم نعهدها في هذا البلد الطيب أهله، وجدت ما يشيب له الرأس، و هو أن بعض أصحاب التكاتك يقفون على النواصي و قوارع الطرق و أطراف البلد يبيعون المخدرات للناس و ما زاد الطين بلة هو أنني سمعت من بعض الأهالي خلال حديثي العابر معهم أنهم يبيعون البودرة أيضاً، ذاك السم القاتل السريع في فعله، بل يبيعون ذلك و الله لأطفال صغار السن مقارنة بتحديد عمر الطفل وفقاً للقانون المصري، بعضهم غريب لم أعرفه و البعض الآخر صغير السن، فلم أعرف من أي العائلات هم، لكنهم يشبهون أهلهم من الوجوه، و لعل هذا النداء و تلك الصرخة و المناشدة المكلومة و الاستغاثة المحمومة تلقى صدى لدى مساعد وزير الداخلية لأمن الجيزة و رجاله الأكفاء من إدارة المباحث العامة و المخدرات، و مباحث منشأة القناطر التابع لها منشأة رضوان، لعل رسالتي تصلهم جميعاً، فيكثفون حملاتهم ضد تجار المخدرات و مروجيها و يشدوا على أيديهم و تكون ضربتهم موجعة قاصمة لهؤلاء الأراذل الذين يتعمدون تدمير شبابنا و أطفالنا..
بالله عليكم يا رجال الأمن أنتم حماة هذا الوطن و أهله، و أملنا في منعكم هؤلاء المجرمين كبير جداً، فلا تخذلونا و كونوا عند حسن ظننا بكم كعهدنا بكم و معكم، و دعاؤنا من خلفكم حتى ييسر الله تعالى أمركم و يحفظ بكم بلادنا و أمننا و حياتنا.
و إنني إذ أتابع الموقف عن كثب، أنتظر ردة فعل قوية من مديرية أمن الجيزة تعيد الأمور إلى نصابها و تزج بالمجرمين إلى حيث مكانهم الحقيقي و هو السجن..
و الله من وراء القصد و هو يهدي السبيل..