منذ أكثر من عشرين عاما، تعرفت عليه، و كان و لا يزال نعم الأخ الكريم و الصديق الحميم، كنا قد تعارفنا في جريدة الجيل، الصادرة عن حزب الجيل الديمقراطي، الذي يترأسه الرجل المحترم و السياسي المخضرم دكتور ناجي الشهابي.
كان أحمد الخطيب أكثرنا نشاطاً و أسبقنا إلى الخبطات الصحفية التي كانت كفيلة بأن تحدث رواجاً في المجتمع على الرغم من حداثة صحيفة الجيل آنذاك..
كنا نتقاسم سويا رغيف الخبز و طبق الفول و طبق الكشري من عند أبو طارق، لأن مقر الجيل كان في نزلة معروف بشارع رمسيس، بل كنا نتقاسم المعاناة في كثير من الأحيان، حيث العمل الدؤوب و المكافآت المالية النادرة، و أذكر ذات مرة كنا في مؤتمر نظمه حزب الجيل الديمقراطي وقتها، شاركت فيه معظم الأحزاب السياسية آنذاك، و كنا كصحفيين متواجدون بحكم عملنا في صحيفة الحزب، و لكن كان كل شيء منظم أو مشكلة تواجهنا أو أزمة تستحق التدخل لإخراج هذا المؤتمر على أكمل وجه، إلا وجدت أحمد الخطيب يسارع لحلها أو تلافيها، حتى دونما طلب من إدارة الحزب له، فدائما كان كثير المبادرة و العمل تحت ضغط و حاذق في فن إدارة مجموعات العمل معه..
ثم انتقل بعد ذلك للعمل في صحيفة المصري اليوم، لحقت به بعد فترة، و سرعان ما أسس وحدة لمتابعة نشاط جماعات الإسلام السياسي صحفياً، و كانت أول وحدة بهذا الشكل في صحيفة مصرية، بل ربما على مستوى صحافة الوطن العربي، و كان هو الفاعل الأساسي فيها، ثم تطورت حينما قرر الزميل الأستاذ مجدي الجلاد رئيس تحرير المصري اليوم وقتها أن يجعلها قسما مختصاً بنفسه و بصحفييه أعضائه، و كنت واحداً منهم، فصال و جال، و كان شديد الدفاع عن حقوق زملائه في القسم لنيل حقهم في نشر موضوعاتهم و حقوقهم المالية..
أحمد الخطيب لمن لا يعرفه، هو ابن لشيخ أزهري و واعظ منبري، استطاع أن ينهل من معرفته و يبرع في بلاط صاحبة الجلالة، وهو خريج جامعة الأزهر الشريف، فهو سليل بيت أزهري تربية و تعليما، و لربما كان هذا سبباً رئيسياً في فهمه لما بين السطور في أدبيات التنظيمات السياسية لجماعات الإسلام السياسي و أصبح أبرع اختصاصي من صحفيي هذا الملف، و قد كنا قلائل و لكن كانت موضوعاتنا مؤثرة في تشكيل الوعي الجمعي لدى هذا الشعب، الذي سرعان ما انكشفت له سوءات و عورات تلك الجماعات التي دبرت له بليل، و لكن الله تعالى كان لهم بالمرصاد..
ثم ذهب هو إلى جريدة الوطن عند تأسيسها منذ عقد و نيف، و ذهبت أنا إلى الأهرام، و لكن لم ننقطع عن التواصل بشكل مستمر أبدا...
و أخيراً لقي أحمد الخطيب عدله، و قد خلف أستاذنا جميعاً الدكتور محمود مسلم في رئاسة تحرير جريدة الوطن الرائدة، و أثق أنه سيضيف إلى المنصب ما لا يستطيع المنصب أن يضيفه إليه، و أنه سيكمل ما بدأه سلفه في الرقي بهذا المنبر الصحفي في مصرنا الحبيبة...