ما حدث من غناء و رقص و تمايل و ضرب بالدف و الموسيقى في محراب مسجد السلطان أبي العلاء بالقاهرة، جريمة مكتملة الأركان، و متهمها الأول في نظري هم قيادات وزارة الأوقاف ، الذين لولا موافقتهم ما كان ليتجرأ هؤلاء الأراذل باقتحام الضوابط الشرعية التي تراعى في التعامل مع بيوت الله تعالى و حرمتها و آدابها..
لقد حولوا محراب المسجد إلى ساحة رقص و طبل و زمر و ميوعة، لم ترد بها نصوص شرعية تبيحها البتة، هذا المحراب الذي ما فتأ أئمته يتلون فيه كتاب الله تعالى في الصلوات، فترق له القلوب و تخشع له الأفئدة و تخضع له الجوارح و تدمع له العيون منهمرة خوفاً من الله تعالى و وجلا من مهابة و جلال الموقف و المصلون وقوف بين يديه متذكرون حالهم حينما يعرضون على ربهم في الآخرة.
إنني أطالب رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، بإصدار أمره الرفيع بالتحقيق الفوري مع وزير الأوقاف شخصيا و وقفه عن عمله و توجيه التهمة إليه بالتقصير و تزييف الوعي الجمعي الديني لدى المصريين، و فصل إمام وخطيب مسجد السلطان أبي العلاء من وظيفته و كذلك مفتش إدارته و مديرها و إحالة كل من له علاقة بهذا الجرم المشهود إلى النيابة العامة لنيل عقوبتهم المستحقين لها بسبب إجرامهم في حق الله تعالى و بيوته المقدسة، ليكونوا عبرة لغيرهم..
كما أطالب فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيب المطيب، بإصدار بيان شديد اللهجة يظهر فيه الحكم الشرعي لهذه المهزلة و الجريمة المكتملتي أركانهما، ثم التنديد الشديد لتغول هؤلاء المغرضين من بعض أئمة الأوقاف غير المؤهلين علمياً لتصدر الإمامة و الخطابة و تبوأ مقام اعتلاه النبي صلى الله عليه وسلم تسليما كثيرا دون حرص على قدسيته، لأن أئمة الأوقاف إلا ما رحم ربي غير مؤهلين علمياً بحق طالما سمحوا بهذه الجريمة النكراء، حتى و لو كانوا حملة مؤهلات عليا، طالما لم يعملوا بما تعلموه في الأزهر الشريف بين أروقته، فهم و العوام سواء..
و ما اتخذه وزير الأوقاف من قرارات بإيقاف إمام المسجد و مفتش إدارته و التحقيق معهما، هو نوع من المحاسبة و لكن غير الكافية، و حتى لا يعتبرهما الناس أنه تم تقديمهما كبشي فداء، فلا بد من محاسبة الجميع بأشد أنواع القرارات العقابية المخولة للوزير بحكم صلاحياته و ليصل الأمر أيضاً إلى مسئول قطاع الدعوة في الوزارة، حتى لا تتكرر مثل هذه المهازل، و الجميع يعرف أن الوزير شديد و ربما باطش في قراراته لضبط آليات العمل داخل واحدة من أهم وزارات الدولة، حتى إن كل مرؤوسيه لترتعد فرائصهم من مجرد ذكر اسمه..
كما أطالب لجنتي الشئون الدينية في مجلسي النواب والشيوخ بالتحقيق الفوري العاجل في هذه الجريمة النكراء المنظمة، فهل أمرنا الله تعالى و رسوله صلى الله عليه وسلم تسليما كثيرا بالاحتفال بالنبي صلى الله عليه وسلم تسليما كثيرا في المساجد بهذا الشكل الذي يتخذ من تعاليم الشيعة الباطنية منهجاً؟!!
لا و الله ما حدث، و ما هكذا تورد الإبل يا وزير الأوقاف، فاتقوا الله تعالى يا أئمة المساجد في المسلمين في مصر، فما عاد لنا من شيء نعتصم به و تطمئن قلوبنا فيه و تسكن خواطرنا بين جنباته سوى المساجد بيوت الله تعالى، فلا تبدلوا ديننا هداكم الله..