اعلان

يوم الشهيد.. الاحتفال في سيناء

محمد مخلوف
محمد مخلوف

زف الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، خبراً ساراً كعادته دائماً، هذا الخبر أثلج صدور المصريين بصفة عامة وقلوب أسر الشهداء بصفة خاصة، وهو إعلانه تنظيم احتفالية كبرى في مدن سيناء الحبيبة في أقرب وقت، وذلك للاحتفال بالقضاء على الإرهاب في مصر، وأحيي القيادة السياسية على هذه الفكرة العظيمة التي تؤكد وتبرهن على مدى سعادة القائد الأعلى للقوات المسلحة باستعادة الأمن والاستقرار إلى أهلنا في هذه البقعة الغالية على قلوب كل المصريين.

إن دلالة إختيار الرئيس لسيناء لإقامة احتفالية القضاء على الإرهاب تحمل عدة رسائل هامة، أبرزها أن رجال قواتنا المسلحة بمعاونة الشعب لن يسمحوا بالاقتراب من أهلنا أو أرضنا ، والدفاع عنها يكون بكل قوة ، وما يبرهن على ذلك هي تضحيات رجال الجيش والشرطة وأبناء سيناء المخلصين بأرواحهم لنصل إلى ما نحن فيه الآن من استقرار.

كما نجحت جهود قواتنا المسلحة بمعاونة رجال الشرطة المدنية، في جعل مصر واحة للأمن والاستقرار ، ولعل أبرز نتائج هذه النجاحات القرار التاريخي للرئيس السيسي بإلغاء العمل بقانون الطوارئ ، الذي حظي بإشادات عالمية من مختلف وسائل الاعلام والمنظمات الحقوقية المحلية والإقليمية والدولية ، كما انعكس ذلك على جلب العديد من المسثمرين الأجانب مما كان لذلك دور كبير في دعم الاقتصاد الوطني للدولة، وجعله يتحمل العديد من الصدمات ، فبدون الأمن ما كان في مصر استقرار اقتصادي.

وبدون الاستقرار الأمني ما تحققت كل الإنجازات لمختلف المشروعات القومية في مختلف المحافظات فلا تنمية بلا أمن، كما حظيت محافظة شمال سيناء بدعم كبير من القيادة السياسية وضخت الدولة مليارات من الاستثمارات لعمل العديد من المشروعات التنموية في مختلف القطاعات ، بهدف تحسين جودة حياة المواطنين ومستوى المعيشة ، وتوفير آلاف من فرص العمل لأبناء سيناء.

بعد الاختيار المتميز لمكان الاحتفالية ، فلابد من اختيار أفضل توقيت ومناسبة أيضاً لإقامتها، وهنا أقترح على الرئيس عبدالفتاح السيسي ، رئيس الجمهورية ، أن يتم إقامتها في يوم الشهيد ، ففي رأيي هو أفضل توقيت ومناسبة، وهو اليوم الذي يوافق 9 مارس من كل عام، وتحتفل به مصر منذ انتصار أكتوبر عام 1973 تخليداً لذكرى رحيل رئيس أركان حرب الجيش المصري الفريق أول عبدالمنعم رياض، الذي استشهد عام 1969، حينما توجه للجبهة في اليوم الثاني لحرب الاستنزاف ليتابع بنفسه نتائج قتال اليوم السابق، وليكون بين أبناء قواته المسلحة في فترة جديدة تتسم بطابع قتالي عنيف ومستمر لاستنزاف العدو، وأثناء مروره على القوات في الخطوط الأمامية شمال الإسماعيلية، أصيب إصابة قاتلة بنيران مدفعية العدو أثناء الاشتباك بالنيران وفارق الحياة خلال نقله إلى مستشفى الإسماعيلية، وخرج الشعب بجميع طوائفه في وداعه مشيعين جثمانه بإجلال واحترام ممزوجين بالحزن العميق.

ففي رأيي، فإن اختيار يوم الشهيد لإقامة هذه الاحتفالية هدفه التأكيد على فكرة العطاء دون مقابل، والتضحية بالروح من أجل كرامة الوطن، وأنه لن يتم السماح لأحد أو لأي معتد الاقتراب من أرضنا، فالمصريون لهم مع الشهادة والشهداء قدر وباع وتاريخ طويل‏، ويحتفلون بها وبهم كما يحتفلون بأفراحهم، ويحيون في هذه المناسبة الكثير من ألوان التكريم والتقدير في مناسبات عديدة تخليداً للتضحية وسمواً بقيمتها النبيلة، كما أقترح أن يتخلل هذه الاحتفالية فيلماً تسجيلياً يرصد الحياة لأبناء سيناء خلال موجه الارهاب بعد 2011 التي كانت محفوفة بالمخاطر ويقارنها بالحياة حالياً والأمن والآمان والتنمية التي أصبح ينعم بها المواطنين على أن يكون ذلك مصحوباً بشهادات حية لأهلنا من أبناء سيناء المخلصين ، إضافة إلى إقامة عدداً من الفقرات الرياضية، ومعرض فني يجسد بطولات وتضحيات أبناء سيناء وقواتنا المسلحة وشرطتنا المدنية.

كما أرى وأقترح أن يتم إقامة شعائر صلاة الجمعة في اليوم التالي الذي يوافق 10 مارس، من قلب مسجد الروضة في بئر العبد، الذي شهد مجزرة من قبل الارهابيين يوم 24 نوفمبر 2017، باستهدافهم المصلين داخل المسجد أثناء صلاة الجمعة، واستشهد نحو 300 شخص في هذا اليوم، وأصيب العشرات وكنت من أول الصحفيين الذين تحركوا فوراً إلى سيناء لمتابعة الحادث على أرض الواقع وكان المشهد صعب للغاية ومأساوى فلم يرحم الخونة وأهل الشر الأطفال المتواجدين في المسجد وأطلقوا عليهم النيران.

وأتذكر هنا أنه بعد نحو شهرين من هذه المذبحة، التي توعد وقتها الرئيس السيسي بأن يكون الرد على الأرض حاسم وقوي لردع أهل الشر، تم اطلاق الحملة التاريخية والمتميزة (العملية الشاملة سيناء 2018)، وبالتحديد يوم 9 فبراير 2018، والتي كانت على أعلى مستوى من القوة والاحترافية، ونجحت في تحقيق المعادلة الصعبة بالقضاء على الجماعات الارهابية وفي نفس الوقت حماية المواطنين والحفاظ على حقوق الانسان، حيث شملت تطهير شمال ووسط سيناء ومناطق أخرى بالدلتا والظهير الصحراوي لعدد من المحافظات وبشكل خاص الحدودية لإحكام السيطرة على مختلف المنافذ.

أثق في أن هذه الرسالة ستصل لقيادتنا السياسية الحكيمة والمخلصة التي تعد هدية من السماء لمصر والمصريين وسيوجه بدراستها ، فالرئيس السيسي نجح في إحباط مؤامرة إسقاط مصر، ولذلك فنجد بين الحين والآخر ترويج أهل الشر لشائعات تستهدف شخصه وتحمل ما لم تتحمله الجبال من أجل الوطن والمواطن، والشعب يعي كل مخططاتهم الدنيئة وخير دليل على ذلك وقوف الشعب خلف قيادته يوم 11/11، وعدم الاستجابة لدعوات الهدم حيث اختاروا استكمال مسيرة البناء والتعمير ورفضوا التدمير.. حفظ الله وطننا وشعبنا وجيشنا وشرطتنا المدنية ودام علينا نعمة الأمن والاستقرار.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً