اعلان

قهوة حميدو (2 ) .. بدر أحمد وزملائه .. شباب على طريق نجيب الريحاني وعادل إمام

بدر احمد
بدر احمد

يعرف كل من يهتم بالحركة المسرحية المصرية أن المقاهي الشعبية هى مثلت بذرة البداية لكثير من التيارات المسرحية المصرية وكانت هي نقطة البداية لكثير من رموز المسرح المصري، فقهوة مقهى 'فينكس' في شارع محمد على كانت هي المنصة الفنية الاولى التي انطلق من عليها اسطورة المسرح المصري نجيب الريحاني ، ومقهى 'فينكس' كان شاهدا على ميلاد نجوم كبار، أصبح اليوم ملتقى الكومبارس الذين يجلسون عليه في انتظار عمل، ربما يكون بوابتهم للنجومية ومنهم فؤاد المهندس ورشدي أباظة وفريد شوقي، وعادل إمام .

بدر أحمد وزملائه وعودة لمسرح القهوة

وعلى مقهى حميدو في شارع فرعي من شارع النادي بالجيزة لم اكن اتوقع ان اجد حركة مسرحية نشطة وواعدة يؤسس لها بدر أحمد وزملائه بمسرحيات جادة يعرضونها على مسرح الراحلة نهاد صليحة، لفت نظري بمجرد ان جلست على المقهى اسم الاستاذة الدكتور الراحلة نهاد صليحة استاذة جيلنا فقمت اقرأ الملصق المدون فيه اسمها وخلال الخطوات المعدودة من مقعدي لمكان الملصق تزاحمت على عقلي ذكريات الراحلة وهي تجمعنا، وكان عددنا لا يزيد عن عشرات ، في قاعة محاضرة الأدب بكلية الإعلام بجامعة القاهرة وتنادي لعامل القاعة ليطلب من بوفيه الكلية افطارا لكل الحاضرين لديها من طلاب وطالبات.

يعرض بدر وزملاءه مسرحية الجثة الي ماتت على مسرح نهاد صليحة بأكاديمية الفنون ، والمسرحية من إخراج عمر حسن إدارة الفريق : م / سعاد عيد ، ومساعد مخرج بدر احمد الذي فاجأني مجددا بأن نفس الفريق يستعد لعرض آخر هو ثورة المانيكان .

احمد بدر ورفاقهاحمد بدر ورفاقه

مسرح المقهى تجرد الجمهور من السلبية وتدفعه للتأثير

الحقيقة إن تجربة بدر أحمد ورفاقه، وإن كانت تدور على مسرح حقيقي وليس على المقهى، إلا أن شجاعة بدر في أن يعلن عن مسرحيته بملصق في المقهى الشعبي الذي اعتاد الجلوس عليه يعيد بالحاج فكرة إحياء مسرح المقهى، في محاولة دمج الممثلين مع الجماهير في مكان اعتادوا الجلوس عليه مش المقهى الشعبي ينعكس على علاقة الممثل بجمهوره طوال مدة العرض، بحيث تتبدل الأدوار وتتصاعد الأقوال بما يتيح للجمهور أن يدلو برأيه ، ومع تكرار ذلك يعتاد الجمهور على أن يتمرد على خوفه من المواجهة، ويكتسب القدرة على تحويل الواقعة المسرحية إلى واقعة حقيقية حية يتدخل بموجبها فى مجريات الواقع، عامداً تقويمه، والإسهام في تغييره.

ويمكن القول إن تجارب مسرح المقهى في مجتمعات وبيئات ثقافية واجتماعية أخرى تساعد من خلال تراكم المشاركة بين الممثلين وبين الجمهور على أن يتجرد الجمهور من السلبية ليس فقط من من خلال مشاركته في الحوار المسرحي، حتي يختلط الأمر في بعض الاحيان على المشاهد في التمييز بين الممثل وبين زبون المقهى، بل أن مثل هذه العروض بتراكم الخبرات تؤدي لتغيير معرفي في سلوك نفس الجمهور ليتخلصوا من السلبية ويصبح نفس هذا الجمهور مشاركا بشكل أكثر إيجابية في الشأن العام .

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً