اعلان

كمال الرخاوي يكتب: لمصر لا لسواها

     المحامى    د . كمال الرخاوي
المحامى د . كمال الرخاوي

دائما ما تكون معاول الهدم سريعة في متناول المتآمرين وتتم بسهولة ويسر، وأيضا كلمات الإصلاح ما أسهل أن تتردد على الألسنة بطلاقة ويسر، ولكن ما أصعب أن تخرج إلى حيز التنفيذ، وإن الإصلاح الذي تشهده مصر يحتاج منا إلى الصبر والعمل والعدل والكفاح حتى تستوي الحقيقة الرائعة فوق أرض مصر الطاهرة، مصر الجديدة، مصر الرخاء الحرية العدل العدالة، التي نعلم ونعمل على بنائها، فنحن في حاجة إلى التعقل والإدراك، والصبر على كل ما نظن أنه لا يحتمل لأنه سيحتمل من أجل مصر الغاية والوسيلة.

من منا لا يتذكر الفساد الذي تشعبت وتعملقت سبله، وتنوعت وسائله حتى فاحت رائحته، والثورة التي اهتزت معها أركان المؤسسات في 2011، استهدفت مؤسسة الرئاسة والحاشية وأصحاب النفوذ أو السلطة غير المشروعة، فالسلطة توجه للصالح العام لا للصالح الخاص، الذي صنع الأزمات الاقتصادية وغيرها من الأزمات التي ترقى إلى مرحلة عبث روى السخط الشعبي، عبث طال الدستور نفسه بتعديلات تمهد الطريق لتوريث مصر أرضا وشعبا ومستقبل.

وبعد إزاحة الورثة والمورثين جاء الإخوان المسلمون ليقفزوا فوق مصر، لا لتوريثها بل لنقلها إلى أوليائهم فى الخارج، حكما إخوانيا سعى إلى هدم البناء الدستورى عندما ضرب المحكمة الدستورية العليا ذاتها بالحصار وغيره من سبل التآمر، وإعداد مشروع ضال ضليل لتفريغ القضاء من خبراته لتفريغ القضاء من خبراته وتجريده من تاريخه الشامخ وأخونة العدالة رمز الوطن الذى يشهد التاريخ على قوته وصلابته فى مواجهة المحتل والمتغطرس والمتربص لمصر وشعبها.

ولم يتوقف معول الهدم الإخوانى عند هذا الحد بل عمل على العصف بكل مبادئ الشرعية الذى ظل يتغنى بها حتى أنفاسه الأخيرة، ليؤكد أنه حافظ لا فاهم، وكان التعالى الإخوانى سببا فى تصاعد الإحتقان من قلوب المصريين ليتحرك على الأرض فى 30 يونيو ليستعيد الشعب مصر مرة أخرى، حتى تولى المسئولية رئيس ونظام أقسم الجميع على الحافظ على الوطن وسلامة أراضية.

ولم يتوقف الإخوان بعد إزاحة حكمهم من استهداف الوطن بالداخل والخارج، فاستعانوا بالإرهاب، سلاح العصابات فى مواجهة الجيوش النظامية الكبرى، ولم يترددوا فى استخدام سلاح الإرهاب لأن جيش مصر ليس نظاميا فقط بل من الشعوب الكبرى فى العالم، فجنوده خير أجناد الأرض، وقد شهدوا هم على ذلك، فرصاصة شهداء الوطن كانت فى الصدر لا فى الظهر مثل جنودهم، جنود الشيطان.

كل ذلك يؤكد بما لا يدع مجال للشك، أن مصر وحاكمها وشعبها فى مرمى الاستهداف الداخلى والخارجى، وهو ما يدعونا جميعا للاصطفاف جنبا إلى جنب فى مواجهة التحديات ما ظهر منها وما بطن، لنبنى درعا قويا للوطن تتحطم عليه كل أهداف وطموحات الأعداء الخبيثة، ليس من أجل الحياة الكريمة التى تتصدر قائمة أهداف القيادة السياسية فحسب، بل من أجل مصر لا لسواها.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً