انتهى ماراثون الانتخابات الرئاسية، ومع هذه النهاية، بدأ سقف أحلام وطموحات المواطن المصري البسيط يرتفع، ولما لا؟، وقد كافح هذا المواطن كفاحًا كبيرًا خلال السنوات الماضية، للوقوف بجانب الدولة في خطتها للإصلاح الاقتصادي.
وهنا سأعيد ما قولته مرارًا وتكرارًا قبل الانتخابات الرئاسية، وهو أن من حق الرئيس عبد الفتاح السيسي أن يتولى ولاية جديدة وأن يأخذ فرصته الكاملة حتى يستطيع جني ثمار ما بناه وما بدأه خلال الفترة الماضية، بل من حقه أيضا، وهو أكثر من طالته سهام النقد، أن يثبت للمواطن المصري أنه كان الأجدر على قيادة سفينة الوطن خلال سنوات عجاف من تاريخ مصر.
لكن دعوني أذكر الرئيس بالمواطن المصري الكادح، الذي كافح وتحمل كثيرًا في سبيل الإصلاح والتنمية.
سيدي الرئيس، وأنت على أعتاب ولاية جديدة، تذكر ابنك وأخيك وابنتك وأختك من المصريين، الذين كافحوا معك خلال سنوات عجاف عاشتها مصر، وعادوا وانتخبوك مرة ثالثة.
سيدي الرئيس، إن من حق هذا المواطن، ومثلما كنت تقول دائمًا، ومثلما قال متحدث حملتك الانتخابية، أن يشعر بالرضاء في ولايتك الجديدة، وأن يجد من القرارات والقوانين والإجراءات التي تساعد في تحقيق هذا الرضاء.
سيدي الرئيس، جميعنا يعلم أنك تحملت الكثير وعانيت واشتغلت واجتهدت في طريق طويل من الإصلاح والتنمية، أيضا المواطن البسيط تحمل معك واجتهد وصبر، وآن الأوان أن يجني ثمار هذا الصبر وهذا الكفاح.
سيدي الرئيس، ابنك المواطن البسيط ينتظر حلًا سريعًا للسيطرة على غول الأسعار، وكل ما يريده المواطن أن يكفي بيته فقط "طلب وحيد طلبه أحد المواطنين".
سيدي الرئيس، ابنك المواطن يريد في ولايتك الجديدة، أن يجد دواءً رخيصًا، وفرصة عمل لابنه، ومدرسة ومستشفى تليق به وبمصروفات رمزية، وبرامج حماية اجتماعية عديدة تحقق آماله وطموحاته.
سيدي الرئيس، سأترك لك ما يطلبه المواطن البسيط منك خلال ولايتك الجديدة، وكما عبر هو بنفسه عن هذه الطلبات:
- الالتفات لمصالح الشباب من أجيال التسعينيات لأنهم ظلموا وهم أكثر من تضرروا من خطة التنمية وتبخرت أحلامهم بسبب ارتفاع الأسعار مقارنة مع زيادات المرتبات الزهيدة التي يتقاضوها في مقابل خطة التنمية.
- البحث عن دخول تدر عوائدها المالية لإنعاش الاقتصاد المصري، بعيدًا عن جيوب المواطنين التي تحملت فوق طاقتها في السنوات الـ10 الأخيرة، معتقدين أنها فترة مؤقتة ستعود عليهم بانتعاشة اقتصادية فردية وهو ما لم يحدث حتى الآن.
-توقف الحكومة عن إطلاق تصريحات تهمش من دور التخطيط ودراسات الجدوى لأن هذا الأمر يُفقد الشباب المتعلم الأمل في النهوض بالدولة المصرية.
- التقليل من سياسة الاقتراض وتطوير الصناعة والزراعة والتعليم لتحقيق اكتفاء ذاتي والاستيراد في أضيق الحدود.
- الإنصات للخبراء الاقتصاديين للعبور من الأزمة الاقتصادية مع الوضع في الاعتبار الظروف المعيشية المعدومة لمعظم المواطنين في الوقت الحالي.
- إقالة الحكومة برئاسة مصطفى مدبولي كنوع من إشعار المصريين بالتغيير في سياسات الدولة عن الـ10 سنوات الماضية، وتجديد دماء الحكومة بسياسات مختلفة.
- حل أزمة احتكار السلع خاصة السجائر
- عدم رفع أسعار الخدمات (الكهرباء والمياه والغاز) وعدم رفع أسعار الوقود
- عدم فرض أي ضرائب جديدة لانعكاساتها السلبية على الأسعار
- عفو رئاسي عن جميع المحبوسين بسبب آرائهم السياسية عقب ثورتي 25 يناير و30 يونيو
- السماح بعودة المواطنين بالخارج المهددين بالحبس بسبب انتماءاتهم وآرائهم السياسية لأرض الوطن
- توفير فرص عمل حقيقية للشباب
- التأكد من المشاركة الفعالة للطبقات الكادحة من المجتمع
- الحرص على توفير وحدات سكنية مناسبة للشباب المقبلين على الزواج.
كلمة أخيرة
سيدي الرئيس، أتمنى لك التوفيق في ولايتك الجديدة، كما أتمنى أن تجني ثمار ما بدأته وما بنيته، كما أتمنى أن تعمل على إرضاء المواطن البسيط الذي كافح وصبر واجتهد معك خلال السنوات الماضية.