يحاول اردوغان تحقيق حلم الدولة العثمانية وإعادة إحياءها مرة أخرى بالتدخل في شئون الدولة العربية وفرض سيطرته علي بعضها و إرسال مرتزقة في أخرى مثلما يفعل الآن بشكل جلي في سوريا و ليببا، ولكن لم يستطع حتى تلك اللحظة الوصول إلى أغراضه بسبب القوانين الدولية ووقوف مصر حائلا بينه وبين مخططاته الاستعمارية، والغريب في هذا الأمر أن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان يريد أن يستمر خارجيا رغم أنه محتل داخلياً، ففي الآونة الأخيرة ظهرت أزمة قناة اسطنبول على الساحة والتي تسمح لدويلة قطر بشراء الكثير من الأراضي في العاصمة التركية أسطنبول، فما هي تلك القناة؟ وهل ستكون نهاية اردوغان؟
ماهي قناة إسطنبول؟
قناة إسطنبول هو اسم مشروع تركي لممر مائي على مستوى سطح البحر، جاري إنشائه من قبل تركيا على الجانب الأوروبي من تركيا، ليصل البحر الأسود ببحر مرمرة، ويربطه بذلك ببحري إيجة والمتوسط،قناة إسطنبول ستشق الجانب الأوروبي الحالي من إسطنبول وبذلك ستشكل جزيرة بين قارتي آسيا وأوروبا، الممر البحري سيتجنب البسفور.
هل هي كارثة بيئية؟ وما الهدف من إنشاءه؟
يعد مضيق البوسفور حاليًا أحد أكثر الممرات المائية ازدحامًا في العالم،تشكل آلاف ناقلات النفط جزءًا من 53000 سفينة مدنية وعسكرية عبرت عبر مضيق البوسفور في عام 2017 ، مقارنة بنحو 12000 سفينة عبرت قناة بنما ، و 17000 قناة السويس.وتقول ناشيونال جيوغرافيك أنه في البحر الأسود ، سيتم ربط القناة بمطار جديد بقيمة 10 مليار يورو من المقرر افتتاحه هذا العام والذي سيضم أكبر مبنى داخلي في العالم. لذا ستتعامل القناة مع 200 مليون مسافر سنويًا ، جنبًا إلى جنب مع مركز شحن جوي.
قناة اسطنبول
وزعمت الحكومة التركية إنها درست إمكانية حدوث زلازل وأمواج مد على القناة والمناطق المحيطة بها ، وسعت إلى تقليل الأثر البيئي للمشروع.
لكن العديد من خبراء البيئة في المنطقة يقولون إن الحكومة لم تستشرهم،وقد انتقد بعض هؤلاء الخبراء المشاريع الضخمة ، قائلين إنها يمكن أن تكون لها عواقب بيئية خطيرة وتعرض إمدادات المياه الضعيفة بالفعل للخطر.
وفي هذا السياق، تقول 'جيهان بايسال'، عضو الدفاع عن الغابات الشمالية في تركيا: 'نسمي هذه المشاريع بالفعل' الإبادة الجماعية ، فهذه المشاريع الثلاثة مترابطة وتغذي بعضها البعض، إن الفكرة وراءها هي تعزيز قيمة العقارات من خلال المضاربة ، وتعزيز قطاع البناء ، لأن ذلك يغير اتجاه الاقتصاد، وبالتالي فإن الحكومة تنظر إلى الربح دون النظر إلى الكوارث البيئية'.
ما دور قطر في بناء قناة إسطنبول؟
تقول صحيفة Sözcü، الاثنين، عن خطة استثمارية للأراضي المحيطة بمشروع قناة إسطنبول الذي تعتزم حكومة الرئيس أردوغان البدء به قريباً، وبحسب ما نشرته الصحيفة التركية فإن شركات تتبع لوالدة أمير قطر موزة بنت ناصر المسند اشترت أراضي بمساحة 44 فدانا في منطقة المشروع.قناة اسطنبول
وبحسب الصحيفة، فإن الشركات القطرية التابعة للشيخة موزة وضمن خطة لوزارة البيئة والتطوير العمراني التركية ستتكفل بإنشاء مرافق تجارية وسياحية من ضمنها فنادق ومطاعم وأسواق تجارية، ومشروع للسياحة الصحية.
ونقلا عن Sözcü، أسست الشيخة موزة شركة Triple M Gayrimenkul Turizm Ticaret Anonim Şirketi في تركيا برأسمال 100 ألف ليرة في 8 نوفمبر 2018، وكانت حصة الشيخة موزة في الشركة 45.45 % من أسهم الشركة التي اتخذت من منطقة باشاك شهير في إسطنبول مقراً لها، بينما كانت حصة زوجة نائب رئيس الوزراء القطري السابق عبد الله بن حمد العطية 31.82، وحصة الشيخة منيرة بنت ناصر المسند 22.73% من الأسهم، واشترت الشركة 44 ألفا و702 متر مربع من الأرض على طريق قناة إسطنبول بعد شهر ونصف من إنشائها.
قناة اسطنبول
لماذا يعترض عمدة اسطنبول على المشروع؟
قال إمام أوغلو عمدة إسطنبول أن هناك مشاكل عديدة في تركيا كالبطالة والاقتصاد، ويمكننا إضافة الزلازل أيضاً، لذا فإن الحكومة لديها أسباب للإسراع في إنشاء قناة إسطنبول، فهذا لصالح مجموعة محددة من الأشخاص'.وأكد إمام أوغلو أنه سيتجه إلى وزارة البيئة والتطوير العمراني للاعتراض على مشروع القناة: 'لا فرق لدينا إن كانوا قطريين أو من أي بلد آخر، سأقدم اعتراضي على هذا القرار، فأيًا كان من سينفذ هذا الاستثمار، فقد جهزوا المشاريع لصالح فئة معينة من الناس، هذا القرار هو مذبحة لإسطنبول، وهو يعادل ملايين الخيانات بحق المدينة، لن نسمح بخيانة إسطنبول لأسباب قانونية'.
امام اوغلو
وحذر أكرم امام أوغلو من أن هناك 'آثار كارثية ستطال إسطنبول، خاصة مخاطر تتعلق بالزلازل'، ما دفعه إلى مواجهة مباشرة مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في أكثر من مناسبة، حيث وصف إمام أوغلو المشروع بـ 'التبذير غير المبرر' تارة، وبأنه 'خيانة لإسطنبول' تارة أخرى، بينما دعا أردوغان الذي يصف المشروع بالحلم، إمام أوغلو إلى 'الاهتمام بشؤونه بعيداً عن المشروع' و'الجلوس في منزله ومشاهدة إنجاز المشروع'.