"بايدن" يغازل الإخوان في خطابه الأخير.. هل سيكون المرشح الأمريكي فرصة الجماعة الإرهابية للعودة للحياة؟

بايدن
بايدن
كتب : سها صلاح

مع اقتراب ماراثون الانتخابات الأمريكية نوفمبر المقبل، تتوارى تساؤلات عديدة عن مسار العملية الانتخابية، ومن الرابح الذي سيعتلي كرسي الدولة العظمى، وعن الكتل الناخبة وتوجهاتها والولاءات العقائدية التي تحكم الاقتراع، لكن أمرًا ليس مستغربا برز بشكل كبير الآونة الأخيرة، وهي دعم المؤسسات الإسلامية للمرشح الديمقراطي 'جون بايدن' المنافس للرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب، ولكن الأمر لم يعلن عنه سوى من جانب واحد فقط وهو الطرف الإخواني في أمريكا ببداية الأمر، ولكن أمس ظهر أن الطرف الآخر يتجاوب مع المطالب الداعمة له من جماعة الإخوان .

اقرأ أيضاً: تركيا تتجه إلى الصومال لدعم الإرهاب في الأراضي الليبية.. كواليس اجتماع خلوصي أكار بقطر

المرشح الأمريكي "جون بايدن" يغازل الإخوان

'من رأى منكم مُنكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان'، هكذا بدأ 'جزن بايدن' أن يخطو على طريق الرئيس الأمريكي السابق 'باراك أوباما' في مغازلة الإخوان المسلمين خلال قمة انتخابية افتراضية، وفقا لمعايير الإجراءات الوقائية بسبب فيروس كورونا.

وأضاف بايدن بعد افتتاحيته بهذا الحديث: 'لنجعلها فترة رئاسية واحدة مشيرًا لانتخابات الرئاسة الأمريكية في ٣ نوفمبر المقبل، مؤكدًا أنه سينهي حظر دخول مواطني دول إسلامية إلى الولايات المتحدة في أول يوم لرئاسته للبلاد إذا جرى انتخابه للمنصب.

وتعهد بايدن بإشراك قيادات مسلمة في إدارته الرئاسية، ودعم حقوق الإنسان والأقليات المسلمة حول العالم، مثل الروهينغا والإيغور، إضافة إلى قضايا من يعيشون في سوريا واليمن وغزة، وقيام دولة فلسطينية مستقلة.

وقال المرشح الديمقراطي لانتخابات الرئاسة الأمريكية، إنه سيعمل مع الكونجرس لإصدار تشريع جديد لمواجهة جرائم الكراهية والإهانة، التي طالت الأمريكيين ذوي الأصول الإسلامية واللاتينية والإفريقية خلال فترة حكم ترامب.

وعلى صعيد الشرق الأوسط، قال بايدن إنه سوف يعود إلى 'الدبلوماسية الأمريكية القائمة على المبادئ'، لمساعدة أبناء جميع العقائد، أما عن القضية الفلسطينية فأنا سأدعم حل الدولتين وليس 'صفقة القرن'.

اقرأ أيضاً: إيران تشحن مرتزقة من "بوكو حرام" لليبيا.. كيف استعانت تركيا بحلفيتها الإرهابية؟

أهم ما جاء في خطاب "جون بايدن"

في هذا السياق قالت صحيفة 'ميدل إيست آي' لنتوقف قليلاً عند النقاط التي أثارها 'جون بايدن' خلال خطابه الأخير، والذي يدعم للتساؤل هل سيعيد 'بايدن' أمريكا لما قبل 'ترامب' عندما دعم 'أوباما' ثورات الربيع العربي وحكم الإخوان في الدول العربية والاتفاق النووي الإيراني ، خاصة وأن 'بايدن' استجاب سريعاً لدعم الإخوان وغازلهم بحديث نبوي شريف، لإعطائهم الضوء الأخضر لاستكمال دعمه، ثانياً جاء في خطابه أيضاً أنه سوف يعود إلى 'الدبلوماسية الأمريكية القائمة على المبادئ'، لمساعدة أبناء جميع العقائد، لنستوقف عند تلك الجملة قليلاً.. هل هي إعلان واضح للعودة إلى سيادة 'أوباما' أم أنها إشارة واضحة لإعادة إحياء المياه الراكدة للإخوان في الولايات الأمريكية التي دحرها إلى حد ما الرئيس ترامب الذي يرقص على كل الحبال سويًا، ولكن دون إخفاق في تسليم دولته لقبضة الإخوان على عكس 'أوباما'، ولكن هل هناك دليل واضح على دعم الإخوان لـ'جون بايدن' أم أنها افتراضات فقط؟

وأضافت أنه ينبغي التوضيح في البداية أن بايدن لا يهم الإسلاميين الأمريكيين بشكل شخصي، والدليل أنه وقبل أن يتم اختياره كمرشح للحزب، كان هناك تعاون كبير بين المرشح السابق السناتور بيرني ساندرز، وإخوان أمريكا، فقد ضم إلى فريقه الانتخابي أعضاء من قلب جماعة الإخوان ، مثل الليبية أبرار عميش عضو مجلس إدارة مقاطعة فيرفاكس، والتي عملت كرئيس مشارك لحملة ساندرز في فيرجينيا، وإضافة إلى عميش كان ساندرز قد اختار أيضاً سميرة إبراهيم المنحدرة من عائلة مرتبطة بالإرهاب الدولي.

وأردفت الصحيفة: الآن ولأن ساندرز قد أخفق في مسعاه، فقد بدا جلياً أن الأصوات الإسلاموية في الداخل الأمريكي تسعى إلى دعم جوزيف بايدن، لا لأنه الرجل المنشود، بل لأنه الرئيس الذي لا يملك رؤية وسهل المنال، ويمكن للدولة الأمريكية العميقة، وساعد في ذلك الرئيس الأمريكي سابق 'باراك أوباما' الذي أعلن دعمه بشكل صريح للمرشح الأمريكي 'جون بايدن'، لذا فقد حول 'أوباما' جميع مصادره الخفية داخل الأروقة الأمريكية للعودة بشكل غير مباشر، فالفارق بين الرئيس السابق والمرشح كبيراً جدا حيث إن 'أوباما' كان لديه هدف واضحاً وهو علو شأن الإسلاموية في أمريكا بما يخدم مصالحه، ولكن 'بايدن' ليس لديه هدف معين لذا فهو أكثر سهولة للاختراق من جانب الجماعة المحظورة.

ماذا لو ربح "بايدن" الرئاسة الأمريكية؟

تؤكد الصحيفة أنه بمجيء بايدن سيكون العالم مختلفاً تماماً، فخلال ساعات عقب مغازلة 'بايدن' للإسلاميين في أمريكا أعلن مرشد عام الإخوان المسلمين ترحيبه بجون بايدن، مؤكداً أنه متفائل جداً بحدوث تغيير في البيت الأبيض لصالح من أسماهم 'الباحثين عن الديموقراطية'.

أما عن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان المستعمر المحتل لعدة دول عربية، عبر عن عظيم تقديره للتجربة الأمريكية الديموقراطية على الرغم من أن سجونه تئن بأكثر من 350 ألف سجين سياسي.

وعلى نفس الخطى قناة الجزيرة القطرية كما قنوات اليسار الغربية 'السي إن إن، النيويورك تايمز' لم تتوقف عن بث مباشر لاحتفالات مؤيدين -طارئين- لجون بايدن في بعض المدن العربية، ترى فيها شباناً فلسطينيين يحملون صور بايدن وخامنئي وأردوغان ويجوبون شوارع قطاع غزة ورام الله، على الرغم من أن بايدن يعد من المؤيدين المخلصين لتل أبيب.

أما طهران فهي تبدو أكثر العواصم ابتهاجاً بفوز 'بايدن' حليف إيران في البيت الأبيض، وخلال ساعات من وصوله بدأت المفاعلات الإيرانية ترفع من طاقتها التشغيلية، وتسريبات تتحدث عن صدور أوامر بالاستعداد لتجربة أول تفجير نووي في الصحراء الإيرانية.

وعقب خطاب 'بايدن اليوم' من المتوقع أن يصدر بايدن خلال الأيام والأسابيع القادمة حزمة من القرارات التي ستحدد مسار وملامح العلاقات الأمريكية في العالم والشرق الأوسط، تتبنى خطاً يسارياً متطرفاً ومناهضاً للقوى المحافظة.

من أهمها التخلي عن حلفاء تقليديين رغم خطورة ذلك على المسار السياسي والاقتصادي، ودعم الثورات والاحتجاجات وقوى اليسار والإخوان التي تحاول تبني جولة أخرى مما يسمى الربيع العربي التي أحبطتها الشعوب العربية نفسها، عندما اكتشفت أنها إعادة مجرد إعادة رسم للمصالح والتنفع للشرق الأوسط على حساب أمنها واستقرارها الذي ضمنته على مدى قرون قوى تقليدية راسخة.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً