شعور بالقلق انتاب الكثيرين من أولياء الأمور، بعد إعلان الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى، أن 'السناتر' ومراكز الدروس الخصوصية لن تفتح أبوابها مرة أخرى، وأنه لا تفكير في الترخيص لها ولا حاجة لخدماتها، مؤكدا أنها ليست سوى إهدارا للوقت ومضيعة لأموال أولياء الأمور، خاصة أن النظام الجديد لا يعتمد على الحفظ والتلقين وإنما على الفهم والاستنتاج.
وبعد إعلان موعد بدء العام الدراسي القادم 2020/2021، بدأ أولياء الأمور يشعرون بالقلق من عدم فتح السناتر وخاصة أن التعليم سيكون مدمجا، ويتم استخدام التعليم عن بعد منعا للتجمعات بسبب انتشار فيروس كورونا المستجد، مما جعلهم يفكرون فى بديل عن الدروس الخصوصية للأبناء.
ورصدت "أهل مصر" آراء بعض أولياء الأمور حول وجود بديل للسناتر ومراكز الدروس الخصوصية.
المصريين الأحرار: تحسين الظروف المادية للمعلم
يقول نبيل السيد زكى، من لجنة التعليم بحزب المصريين الأحرار، إن الدروس الخصوصية كانت ظاهرة صحية عند ظهورها في الثمانينات، والطالب الذي يحتاج مزيداً من الشرح ببعض المواد كان يبحث عن مدرس ذي سمعة طيبة ويذهب إليه ليرمم مجهوداته ويكمل مشواره في التحصيل بهدف المنافسة للحصول على مراكز متقدمة، والآن تفشت الظاهرة وأصبح الطالب يعتمد على الدرس الخصوصي في كل المراحل وفي كل المواد، وهجر المدرسة وأسعد هذا السلوك بعض المدرسين فتركوا الشرح داخل المدرسة لأسباب بعضها حقيقي وبعضها مفتعل، المشكلة أن المدرس المتفوق صار متهما في وسط الزحام.
وأضاف ' زكى ' فى تصريح خاص لـ'أهل مصر' أن الطالب يحتاج لمن يشرح له إن لم يكن في المدرسة فعن طريق الدرس الخصوصي، وسيظل محتاجا للدرس طالما لا يوجد شرح بالمدرسة، كما أن الطالب ليس مقتنعا بتطوير الوسائل التعليمية فتجد معه التابلت وعليه كل الدروس والشروح والتمارين ولكنه لا يفتحها أو لا يعرف كيف يستغلها، ويقال إن الدروس الخصوصية هي التي تعيق التطوير وهذا اتهام بعيد عن الصواب، فالمدرس لا يجبر أحداً من الطلاب ولا من أولياء الأمور، ويجب مراعاة شعور المعلم وعدم اتهام الجميع بالجشع والطمع وخلافه، حينما يكون التطوير جدياً فسوف يختفي جزء كبير من الدروس الخصوصية ويقل الزخم حولها ولن يبقى في الدرس إلا طالب محتاج فعلا لمزيد شرح من المدرس الخصوصي.
وتابع: 'المعلم يجب ألا يكون محل اتهام كما يجب على الدولة أن تحسن من الظروف المادية للمدرس وتعيد إليه هيبته وكرامته بالفصل، كما يجب على الدولة معالجة مشكلة البلطجة كظاهرة لم تكن موجودة في السبعينات وأوائل الثمانينات، ومعالجة بعض الظواهر السلبية مثل التسرب والغياب وخلافه، كما أن الطالب كره العملية التعليمية بسبب الإفراط النظري فلن يحقق ذاته إلا إذا أقدم على التجارب وأجراها بيديه أمام المعلم، في كل كبيرة وصغيرة'.
مصر والتعليم: مجاميع المدارس بدلا من الدروس الخصوصية
وتقول أميرة يونس، مؤسس جروب 'مصر والتعليم' على الفيسبوك: أقترح عودة المجاميع بالمدارس بعد اليوم الدراسي تحت إشراف الوزارة، مع زيادة سعر الحصة بشكل مناسب، ويكون للمعلم نسبة تحددها له المدرسة، بدلا من النظام الحالي.
وتابعت يونس، لـ'أهل مصر': يجب إرضاء المعلم وحصوله على نصيب عادل من دخل المجاميع، مع عدم زيادة الأعداد داخل الفصل، مشيرة إلى أن المجاميع أمان للطلبة حيث إنها داخل المدرسة، وتكون بعد مواعيد اليوم الدراسي، والأنسب أن تكون يوم الإجازات، وكل طالب يختار المدرس المفضل له.
تعليم بلا حدود: محاضرات بدلا من الحصص
وعلقت فاتن أحمد، ولى أمر، وأدمن جروب 'تعليم بلا حدود': لا يوجد بديل حقيقي للدروس الخصوصية سوى عودة دور المدرسة وبقوة، بمعنى أن يجد كل من الطالب والمدرس فيها ما يعوضه عن الدروس، بالنسبة للطالب لن يأتي ذلك إلا بتخفيض الكثافة فى الفصول وتخفيف المناهج وعودة الأنشطة، مع تعديل راتب المعلم وتعويضه ماديا بما يجعله يحقق المستوي المعيشي المناسب، وتحقيق الأدوات المساعدة في التعلم، وتغيير مناهج كلية التربية بما يتناسب مع التعليم التكنولوجي والتابلت.
وتابعت فاتن: لـ'أهل مصر: أرى في السناتر تجربة لا يستهان بها وإلا ما كانت جذبت الطلبة لها، فلماذا لا تقوم المدرسة بعمل محاضرات بدلا من الحصص، وأن يقوم بتدريس المادة مدرسان أحدهما للشرح والآخر لمتابعة الطلاب من واجبات وإرسال تقرير لولي الأمر.