سقوط قناع الخليفة المزعوم.. "أردوغان" يبيع مسلمو الإيجور للصين بـ"حفنة" أموال

مسلمو الإيجور
مسلمو الإيجور
كتب : سها صلاح

عادت قضية مسلمي الإيجور منذ فترة وجيزة على السطح مرة أخرى، بعد اعتزام تركيا الزاعمة أنها تدافع عن الأقليات المسلمة بتسليم مسلمو الإيجور مقابل 'حفنة' من الأموال لدعم الإرهاب في الدول العربية بها، وكانت قضية مسلمو الإيجور القناع الذي كشف عن الوجه الحقيقي عن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، حيث تعتزم الصين تقديم بعض المساعدات المالية لتركيا، من بينها شراء بعض السندات المزمع إصدارها باليوان، بحسب ما جاء في صحيفة 'South China Morning Post'، ونقلت الصحيفة الصينية عن محللين صينيين، أن استجابة بكين لتحركات أنقرة للتواصل مع 'أصدقاء جدد' في محاولة لوقت انهيار الليرة التركية، جاءت من منطلق سياسي أكثر منه اقتصادي.

اقرأ أيضاً: باشا آغا حول 169 مليون يورو للقطاع العسكري التركي.. كيف اكتشفت مصر تلاعب أنقرة بمقدرات ليبيا؟ وما الرد القادم؟

الصين تلعب في الشرق الأوسط دون مشاكسة أمريكا

تقول الصحيفة أنه من المقرر أن تدرس بكين بعناية خياراتها في مساعدة تركيا ولن تقدم حزمة إنقاذ كبيرة بسبب المخاطرة التي قد يتعرض لها الدعم على نطاق أوسع، ما سيؤدي إلى زيادة استفزاز الولايات المتحدة.

وأدى توتر العلاقات الأميركية ـ التركية إلى فقد العملة التركية ما يقرب من 20% من قيمتها مقابل الدولار الأميركي العام الماضي، وواصلت الانخفاض منذ بداية العام الجاري.

وأثارت تهديدات الليرة وسوق الأوراق المالية والاقتصاد مخاوف كبيرة لدى أردوغان وحكومته، ما دفعهم إلى البحث عن أصدقاء اقتصاديين جدد من خصوم الولايات المتحدة التقليديين.

واضافت الصحيفة إن فرصة قيام الحكومة الصينية بتمديد المساعدات لتركيا كبيرة ولكنها سترتكز على حسابات سياسية وليست اقتصادية بالنظر إلى المخاطر المرتبطة باتخاذ مثل هذه الخطوة.

واوضحت أنه: 'كما هو الحال مع أي قرض أو إصدار سندات، هناك دائماً احتمال للتخلف عن السداد، وسيكون هذا الخطر مرتفعاً بشكل خاص عندما تكون دولة ما في وسط العاصفة'.

الفوز بكرسي في الشرق الأوسط

وترى الصحيفة أن مساعدة بكين لأنقرة تأتي في إطار 'توحيد صفوف بعض الإخوة الصغار' في مواجهة التهديدات التجارية الأميركية، واستدرك قائلاً إن أي مساعدة من الصين ستكون بمثابة لفتة سياسية أكثر من كونها ستجلب الدعم الأساسي لليرة التركية.

وأوضحت أن الليرة التركية لا تزال هشة بسبب انعدام ثقة السوق في رغبة حكومة أردوغان في اتخاذ الإجراءات اللازمة لدعم العملة التركية.

اقرأ أيضاً: "أهل مصر" تفتح سرداب ليبيا.. الأسلحة بثمن "علب السجائر" في طرابلس.. وخبراء: أردوغان استعان بالحرس الثوري لتكوين جيش موازي

شهادات ضحايا مسلمي الإيجور

تروي 'إيموزي كوانهان'، 59 عامًا، أماً مسلمة لطفلين، تتحدث إلى ابنها عندما انقطع الاتصال الهاتفي فجأة، وكانت تلك هي آخر مرة تسمع فيها صوت كوانهان، التي تمكنت من الفرار من الصين ووصلت إلى ما كانت تعتقد أنه ملاذ آمن في تركيا، التي يحكمها، رجب طيب أردوغان.

وتقول 'كوانهان' انها هربت من كاشجار في شينجيانج بالصين إلى تركيا للنجاة بحياتها من حملة قمع خانقة تشنها السلطات الصينية ضد الإيجور الصينيين، ولكن يبدو أن الصين قامت بتعقبها وبعد مرور عام، لا يمكن تأكيد ما إذا كانت على قيد الحياة.

وتعتقد عائلة الأرملة كوانهان أن السلطات التركية قامت بتسليمها إلى مصير مجهول في الصين عبر طاجيكستان، ويعتقدون أنها، مثل مئات آخرين.

ألاعيب صينية وتواطؤ تركي

وتقول صحيفة التليجراف إن بكين تتلاعب باتفاقيات تسليم المجرمين لسحب الإيغور إلى معسكرات ما يسمى بـ'إعادة التعليم'،ويجادل الناشطون بأن اعتماد أنقرة الاقتصادي المتزايد على بكين يضر بقدرتها على تحمل الضغوط الصينية وحماية الإيجور النازحين إليها من شينجيانج.

وبينما ترفض تركيا إعادة الإيجور مباشرة إلى الصين، يقول نشطاء إنه يقومون بإرسالهم عبر دولة ثالثة، مثل طاجيكستان، حيث يسهل على السلطات الصينية تأمين تسليمهم إليها.

ويوضح تحقيق الـ'تليجراف' أن تواطؤ الأتراك يرجع إلى أسباب اقتصادية، وحرص حكومة أردوغان على ضمان استمرار الاستثمار الصيني في تركيا.

سياسات أردوغان الفاشلة

أجبرت الأزمات الاقتصادية المتكررة والشقاق الأوروبي-التركي، بسبب سياسات أردوغان الفاشلة، تركيا على الاستثمار في صداقات أخرى، وخاصة الصين. وكجزء من استراتيجية بكين للحزام والطريق، استثمرت الشركات الصينية المليارات في تطوير البنية التحتية التركية، وتهدف بكين إلى مضاعفة الاستثمارات إلى أكثر من 6 مليارات دولار بحلول نهاية العام المقبل.

وجاء هذا التحسن في العلاقات التركية-الصينية واعتماد أنقرة المتزايد على استثمارات بكين على حساب اللاجئين الإيغور،ويقول جنكيز: إن 'هناك الكثير من المال على المحك، وبالتالي تأتي قضيتنا في المرتبة الثانية بعد ذلك'.

وعلى الرغم من أن أنقرة تدعم علناً محنة الإيغور، إلا أن أنقرة تعوقها الاتفاقيات الثنائية مع وزارة العدل الصينية، والتي تلزم السلطات التركية بالتحقيق في الشكاوى، التي تثيرها الصين ضد اللاجئين الإيجور.

كما أن تركيا تحرص، في نفس الوقت، على تحسين مكانتها الدولية بشأن كيفية تعاملها مع الإرهابيين وسط اتهامات بأنها كانت لينة مع الجهاديين الأجانب المتسللين إلى سوريا في السنوات الأولى من الحرب الأهلية السورية، وهي الاتهامات التي يُعتقد أن بكين تستغلها وتروج لها.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً