استمراراً لكشف حقيقة ما حدث في تفجيرات بيروت يوم 4 أغسطس 2020 والذي راح ضحيته 180 قتيلاً و5000 مصاباً حتى الآن، استطاعت 'أهل مصر' الحصول على نسخة من التحقيقات التي تجري الآن في النيابة العامة في بيروت لمشاركة متابعينا سلسلة التحقيقات التي بدأنا فيها منذ بداية يوم تفجيرات بيروت، حيث أطلعنا على أجزاء رئيسية سلطت الضوء على أن تفجيرات بيروت لم تكن حادثة بسبب الإهمال بل كانت عمل مدبر بإتقان شديد أكدته الأدلة الجنائية، ولكن هل المتورط حزب الله أم تركيا؟ خاصة بعد كشف التحقيقات التي حصلنا عليها بأن عمال الصيانة الذين شوهدوا في كاميرات المراقبة وجدت صورهم على أحد أجهزة الحاسب الآلي في مطار بيروت والذي كُشف أنهم قادمين على متن رحلة قطرية وصلت قبل التفجيرات بيوم، فكيف كشفت التحقيقات ذلك تعرف على هذا من خلال اللينك التالي:
ماذا جاء في تحقيقات النيابة العامة في بيروت؟
رصدت الأدلة الجنائية في التحقيقات الجارية بتفجيرات مرفأ بيروت داخل العنبر رقم '12' أن الشحنة التي أسفرت عن الانفجار كانت '300 طن' فقط وليست الشحنة الكاملة التي تبلغ '2700' طن من نترات الأمونيوم، وبالبحث في مكان الحادث وجدت أن باقي الشحنة المسجلة في السجلات منذ 2014 عندما دخلت الشحنة إلى بيروت عبر سفينة تركية أختفت،وأكدت التحقيقات أن الطب الشرعي أثبت أن اختفاء باقي الشحنة كان قبل يوم واحد من التفجيرات.
نص تحقيقات نيابة بيروت
ووفقاً للتحقيق الجاري في بيروت وجد 24 طن من المفرقعات النارية بجانب الشحنة المتفجرة الـ300 طن الذي تحدثنا عنهم مسبقاً، و500 متر من بكرات الفتائل البطيئة لتشغيل تلك المفرقعات، كما وجدت مواد الكيروزين والماتلين والنيتروجين.
وأكد الطب الشرعي أن اشتعال 'نترات الأمونيوم' وحده لا يشكل هذا الأنفجار لكن وجود المواد السابق ذكرها بجانبه هي ما أسفرت عن ذلك الانفجار.
كيف حدثت تفجيرات بيروت؟
رصدت التحقيقات التسجيلات الصوتية للاتصالات العاملين في مرفأ بيروت وكاميرات المراقبة واتضح الآتي:
في مساء يوم 3/ 4/ 2020 هاتفت موظفة مرفأ بيروت 'ن.ح' شركة صيانة 'ش.س' لإرسال 3 عمال صيانة للقيام بأعمال اللحام في العنبر 12 الذى يحتوى على الشحنة السالف ذكرها.
وفي صباح يوم 4/8/2020 الذي حدثت فيه 'فاجعة' تفجيرات بيروت كان الثلاث عمال قد تواجدوا في المرفأ الساعة الثامنة صباحاً إلا أن تلك الموظفة قد أكدت لهم أن موعد الصيانة قد تأجل ، حيث قال أحد العمال في التحقيقات : 'قالت لنا تعوا بالغد اليوم ما راح يجي المسؤول'، وفي هذا السياق، أكد التحقيق أن شهادة العمال صحيحة خاصة بعد رصد كاميرات المراقبة التي أكدت أنهم العمال الثلاثة الذي قاموا بعملية صيانة اللحام ليسوا من نفس الشركة التي هاتفتها الموظفة، وأن المرفأ لم يحتاج لعملية صيانة من الأصل.
نص تحقيقات نيابة بيروت
وعقب اعتقال تلك الموظفة روت الحقيقة كاملة في التحقيقات قائلة : 'أن والمدير العام للنقل البري والبحري 'عبد الحفيظ البقيسي' طلب منها الاتصال بشركة الصيانة تلك الفي الموعد الذي ذكرناه سابقاً، وأكد لها عند مجيئهم يتم الاعتذار لهم ومشيراً لها إلى استقبال عمال آخريين يصرح لهم بدخول العنبر '12'، وأكدت الموظفة أنها نفذت الأوامر وأن العمال الثلاثة الذين دخلوا الي العنبر لم يكن معهم ادوات صيانة كالتي تراها دائماً بل كانت معهم 'شكائر' وأدوات غريبة بالإشارة إلى المواد المتفجرة والأسلاك التي ذكرناها في بداية التقرير، مضيفة انهم انتهوا من اعمالهم في الخامسة مساءاً قبل التفجير بساعة ونصف فقط إلا أنهم طلبوا منها أن تسجل في الدفاتر خروجهم في الساعة 12 ظهراً، مشيرة إلى أنهم من جنسية أخرى كان بهم واحداً صومالياً واثنان من سوريا أو تركيا لم تستطع تحديد هويتهم بالضبط، مضيفة ان عقب انتهائهم طلبوا منها اغلاق العنبر وانصراف جميع الموظفين الموجودين قبل الساعة السادسة بحجة أن المواد التي تم استخدامها في الصيانة ستؤثر على رئتيهم'.
نص تحقيقات نيابة بيروت
كما أكدت التحقيقات بالبحث في سجلات الطيران أن رحلة الشركة القطرية رقم 418 قد تضمنت نفس صور الثلاث عمال الذين تمت رؤيتهم في كاميرات المراقبة،ولكن لم يتم العثور عليهم حتى الآن، ولكن تأكدت فرق البحث أنهم مازالوا داخل لبنان.
العمال الثلاثة الذي قدموا على متن الخطوط الجوية القطرية
وفي هذا السياق تم توقيف شفيق مرعي المدير العام العام السابق للجمارك، والمدير العام الحالي بدري ضاهر، وحسن قريطم المسؤول الاقليمي لمرفأ بيروت.
ادعاء النيابة العامة شمل مسؤولين أمنين في مرفأ بيروت' مسؤول مخابرات الجيش في المرفأ ، مسؤول الأمن العام، ومسؤول أمن الدولة، والمدير العام للنقل البري والبحري 'عبد الحفيظ البقيسي'.
هل تركيا وراء التفجيرات؟
يذكر أن اهل مصر قد نشرت تحقيقاً يوم 13 /8/ 2020 بعد تفجيرات بيروت في ٤ أغسطس الجاري، أكدت فيه أن الشحنة المتفجرة في مرفأ بيروت هي 2700 طن من نترات الأمونيوم، لكن الحقيقة التي كشفتها الوثائق عكس ذلك فنصف تلك الكمية فقط هو ما تفجر في بيروت، أما النصف الآخر تمت سرقته من مرتزقة تابعة لتركيا بعد أن أخذت حزب الله حصتها نقدا لتسهيل عملية فتح المرفأ الموجود تحت قيادتها بالقرب من ميناء بيروت، وكانت الموافقة الشيعية مقابل مبلغ من المال قدره ٣٠ مليون دولار و تأجيل المحاكمة في قضية اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري، بالإضافة إلى إبطال صفقة الحكومة مع روسيا وفرنسا بشأن النفط، بعد أن رفضت الحكومة مسبقا إشراك حزب الله في الصفقة، ولعل ذلك ما علمه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال زيارته للبنان عقب التفجيرات الأخيرة في بيروت، لذا أصر على إشراك حزب الله في محاولات إعادة الاحياء.
اقرأ أيضاً: تركيا متورطة في تفجيرات بيروت.. هل دخلت شحنتان إلى المرفأ؟ ولماذا كانت تستهدف ليبيا؟
يذكر أن الشركة التركية المتعاقد معها مجهولة وليس لها انتشار واضح إلا في بعض الدول الإفريقية غير المستقرة التي تمر بمراحل تخبط وفساد اقتصادي لغرض جباية الرسوم عل السلع الواردة دون وجه حق من أجل جني مئات الملايين سنويا مقابل لا شيء إلا توفير بيانات للسلع الموردة.