تراجع سوق الكمامات الطبية في مصر خلال الفترة الأخيرة، الأمر يبدو جليا عندما تنظر في الشارع المصري حيث تراجع وعي المواطن، على الرغم من تراجع إصابات فيروس كورونا، إلا أن الفيروس مازال متواجدا بدليل وجود إصابات ووفيات تقع يوميا وتعلن عنها وزارة الصحة ويعود بتحذيرات الصيادلة من عدم الوعي وتجاهل شراء الكمامات والمطهرات.
المواطنين أصبح لديهم اطمئنان
وقال الدكتور محمد الشيخ نقيب صيادلة القاهرة، إن هناك تراجعا كبيرا وواضحا في شراء الكمامات الطبية والمطهرات من الصيدليات، رغم استمرار تواجد فيروس كورونا في مصر، حتى وإن كانت حالات الإصابات بسيطة لكن السبب هو أن المصريين كباقي المجتمعات في الخارج، فبسبب القيود التي كانت موجودة طوال الفترة الماضية، فالجميع يحاول الخروج عنها بعدما عادت الأمور لمسارها الطبيعي ونزول المواطنين أعمالهم، ومن ناحية أخرى الآمان فأصبح لا يوجد حالات كثيرة بمضاعفات خطيرة، لكن جميعها حالات بسيطة يمكن أن يحصل المصابين على الأدوية في منازلهم حيث تكون الأعراض نزلات برد وإنفلونزا بسيطة لا يتطلب الأمر دخول مستشفيات أو وضعهم على جهاز تنفس صناعي.
وأضاف الشيخ في حديثه لـ "أهل مصر"، أن المواطنين أصبح لديهم اطمئنان نوعا ما بأنه في حالة إصابتهم بفيروس كورونا هذه الأيام سيمكنهم الشفاء بأدوية بسيطة والعزل في المنزل، لافتا أن الجميع أصبح يحاول التخلص من القيود المفروضة كما حدث في الدول الكبرى التي زادت فيها أعداد إصابات ووفيات فيروس كورونا بكثرة، لكن عندما عادوا مرة أخرى فتحوا الشواطئ وكان نزولهم بكثرة، لكن الأمر عاد عليهم بمخاطر الدخول في الموجة الثانية لأنهم كانوا بدون أي اجراءات احترازية يتم تطبيقها.
وأشار أننا لا يمكن أيضا أن نقول بأن الفئة التي أصبحت ترتدي كمامات هي الفئة المتعلمة والمثقفة فقط، لكن لا يعتمد الأمر على ذلك لأن حتى الفئات الواعية أصبحت لا ترتدي الكمامات ولا تحافظ على إجراءات الوقاية من مرض كوفيد 19 أو التباعد الاجتماعي لمنع نقل كورونا سواء لهم أو منهم للآخرين.
وأكد أن الخطر مازال موجود لكن من الممكن أنه كما يقول عددا من المراكز البحثية في العالم، هو انخفاض شدة كورونا بسبب حرارة الجو وزيادة درجات الحرارة على الرغم من نفي البعض الآخر لهذا، لكن من المتوقع أن يكون هناك موجة ثانية في الشتاء وسيكون لزاما على المواطنين حينها الالتزام بإجراءات احترازية أكبر بكثير.
ولفت نقيب صيادلة القاهرة، أن الجوامع سيتم فتحها يوم الجمعة المقبلة وسنرى الوضع فالناس يتبادلون السلامات والأحضان والقبلات بشكل كبير، مشيرا أن الاقبال على شراء الكمامات الطبية والمطهرات تراجع بنسبة 90% وأكثر، مؤكدا أن الصيدليات كانت تبيع في الفترة الماضية حوالي 100 كمامة طبية، لكن إذا باعت الصيدلية كمامة أو اثنين فقط باليوم سيكون جيدا جدا، لافتا إلى وجود أكثر من 34 إصابة بين الصيادلة حتى الآن.
تراجع الالتزام بارتداء "الماسكات"
وكشف الدكتور محمد إسماعيل عبده، رئيس الشعبة العامة للمستلزمات الطبية بغرفة القاهرة التجارية، تراجع الالتزام بارتداء "الماسكات" مقارنة ببداية انتشار فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19"، متابعا: "الناس كانت مصابة بخوف وهلع من تفشي الوباء وبالتالي كان هناك إقبالا شديدا على جميع المستلزمات الطبية وعلى رأسها الكمامات، على الرغم أن الماسك لا يتم ارتدائه دائما ولا ينصح بذلك، ولكن يكون فقط في الأماكن المزدحمة رغم أنه لا يعطي وقاية 100% أيضًا".
وقال الدكتور عبده، في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر": في الأماكن المفتوحة لا ينبغي للأفراد إرتداء "الماسكات"، فعند التنفس في حالة الشهيق والزفير عند ارتداء الماسك يتنفس الشخص ثاني أكسيد الكربون، وبالتالي إذا ارتداه فترة طويلة يؤدي إلى اختناقه بعض الشيء مما يجعله يقوم بإنزاله أو عدم الرغبة في ارتدائه، وكل هذا يفسر أسباب من تراجع استخدام الكمامات الطبية في الفترة الأخيرة.
كورونا مازال متواجد
في حين قال الدكتور مدحت صليب، طبيب صيدلي، إن الفترة الأخيرة تراجع سوق الكمامات وتصنيعها مع شراءها من الصيدليات، وأصبح الطلب عليها قليل للغاية، ويمكن أن يظل أكثر من يوم لا يدخل الصيدلية أحد ليطلب كمامة، ويرجع ذلك لعدة أسباب من تراجع الوعي بأن فيروس كورونا مازال متواجد بيننا، حيث أن الخطر مازال متواجد على الرغم أنه لا يوجد أي مضاعفات للإصابات وكثير منها حالات بسيطة كأعراض نزلات البرد العادية، ويمكن أن تحدث لأحد دون أن يعرف ويعتقد أنها دور برد أو إنفلونزا عادي، وهناك سبب الإقبال أيضا على الكمامات القماشية كبديل للطبية الأمر الذي أثر بشكل كبير على سوق الكمامات في مصر.
وأضاف خلال حديثه لـ "أهل مصر"، أنه يتعرض لموقف دخول شخص الصيدلية لشراء الكمامة فقط لمجرد كونه يدخل مترو الأنفاق وإمكانية ايقافه في بعض المحطات، لكن ليس بسبب خوفه على صحته أو نفسه أو الأخرين، فالجميع أصبح يتعامل بشكل عادي وكأن لا يوجد فيروس بيننا، لافتا إلى تراجع سوق الكمامات والمطهرات في مصر بنسبة تصل لـ 95% مقارنة بالاقبال الذي شهدته الصيدليات من قبل.