اعلان

"قوت الغلابة".. هل تستورد الحكومة زيوتًا مجهولة المصدر لطرحها في منافذ التموين؟

زيت أكل- ارشيفية
زيت أكل- ارشيفية

مصر تستورد 97 % من اختياجاتها من الزيوت

خطط مستقبلية لتعظيم المتج المحلي وتقليل الاستيراد

جميع الشحنات المستوردة يتم أخذ عينات منها لتحليلها

تسعى وزارة التموين والتجارة الداخلية، متمثلة في هيئة السلع التموينية والشركة القابضة للصناعات الغذائية، إلى توفير المخزون الاستراتيجي من السلع التي يحتاجها المواطن وتطرحها الوزارة عبر بطاقات التموين، وأهمها الزيت الذي يعد مكونا رئيسيا لا يستطيع المواطن الاستغناء عنه.

وتقابل وزارة التموين أزمة كبيرة في مسألة توفير الزيوت على البطاقات، إذ أن معظم المطروح على البطاقات يتم استيراده من الخارج نظرا لأن مصر لا تمتلك الأدوات الخام اللازمة لتصنيع الزيوت وأهمها زيت عباد الشمس، فالبتالي يتم استيراده من الخارج أحيانا خام ويتم تصنيعه هنا وأحيانا في مراحله النهائية.

الدول المصدرة

خلال الفترة الأخيرة، أثيرت شبهات كثيرة حول نوعية السلع التي تطرح على البطاقات التموينية، وقطعا في القلب منها الزيت التمويني الذي استحوذ على نصيب الأسد من الشبهات والتساؤلات، خاصة أن مصر تستورد أغلب مكوناته، مما جعل البعض يضع تساؤلات مهما حول ما هي الدول التي تستورد منها مصر ولماذا هذه الدول تحديدا.

في هذا السياق، قال مصدر بشركة النيل للزيوت، إحدى الشركات التابعة للشركة القابضة بوزارة التموين، إن مصر وسعت دائر استيرادها من الزيوت لتشمل عدة دول وليست دولة واحدة كما كان الوضع في السابق.

وأوضح المصد لـ"أهل مصر"، أن أهم الدول التي تستورد منها مصر الزيوت هي أوكرانيا وخاصة زيت عباد الشمس التي تتميز فيه ولديها وفرة استراتيجية في هذا النوع من الزيت إذ يعد من أجود الأنواع التي يتم طرحها على البطاقات وللمواطنين.

زيوت مجهولة.. جدل يتكرر

وأضاف المصدر، أنه لا صحة من أن الوزارة تستورد زيوتا مجهولة المصدر، متعجبا ممن يقول هذا الكلام ومستنكرا له، متسائلا: "إذا كان هناك استيراد من جهات مجهولة المصدر فأين الرقابة وأين دور الدولة.

وأكد، أن جميع الشحنات يتم أخذ عينات منها وإرسالها للجهات المختصة للتأكد من جاهزيتها، وبالتالي طرحها في الأسواق.

وتابع، أن هذا جدل يتجدد كل فترة، إذ تم إثارة هذه القضية أيضا في 2017 وقالا إن يتم خلط الزيت بدهون الدجاج وكان هذا الكلام عار تماما من الصحة.

وأردف، أن هناك دولا أخرى تستورد منها مصر زيوتا لكن بكميات أقل وهي الهند مثلا وروسيا، ولكن أوكرانيا تعتبر لها نصيب الأسد في الاستيراد من الزيت.

مجهودات التموين للتخلص من الاستيراد

ووفقا لبيانات سابقة بالوزارة وإحصائيات أعلنتها، فإن التموين استوردت خلال العامين السابقين ، حوالي 97% من احتياجاتها من الزيوت من الخارج، وقد قامت بتشجيع مصانع الزيوت الخام المنتج محلياً بتقديم عروض من الزيت التمويني المحلي (صويا وعباد) في المناقصات والسداد بالجنيه المصري ، مما أدى إلى زيادة قاعدة المنافسة بين الشركات المحلية والشركات الأجنبية.

من ناحيته، قال مصدر بوزارة التموين والتجارة الداخلية، إنه من ضمن إنجازات الوزارة خلال الفترة الماضية هو عمل مبادرات لتشجيع المنتج المحلي من الزيت، إذ أعلنت التموين عن مبادرة تشجيع مصانع عصر الزيوت المحلية ذات القدرات الصغيرة في حدود 3000 طن شهرياً.

وأضاف، أن الهيئة بالإعلان عن تسجيل وتأهيل الشركات التي تمتلك مصانع لعصر بذور فول الصويا أو العباد بطاقة إنتاجية 3000 طن شهرياً زيت صويا خام أو 2000 طن شهرياً زيت عباد خام تشجيعاً لصناعة استخلاص وعصر الزيوت.

وأكد، أنه من المتوقع أن يسهم مشاركة شركات الزيوت التي تمتلك طاقات إنتاج صغيرة في مناقصات الهيئة في تحقيق عدد من المزايا أهمها زيادة قاعدة المنافسة بين الشركات المحلية المشاركة بمناقصات الهيئة وخلق مناخ تنافسي أفضل، واتجاه الشركات الصغيرة لتعظيم قدراتها الإنتاجية والتكنولوجية في مجال عصر البذور الزيتية، وزيادة أرباح هذه الشركات وزيادة حجم استثماراتها وخلق فرص عمل جديدة في هذا المجال.

توفير العملة الصعبة

وفي بيان سابق للوزارة، فإن ذلك سيؤدي أيضا إلى توفير العملة الصعبة للدولة حيث تقوم بسداد قيمة شحنات الزيت المحلي المتعاقد عليها بالجنيه، وتحقيق نسب أفضل من الاكتفاء الذاتي من البذور الزيتية وتقليل الفجوة الاستيرادية نتيجة تشجيع الفلاح المصري على زيادة المساحة المزروعة ببذور فول الصويا أو العباد نتيجة وجود طلب قوي من هذه الشركات على الإنتاج المحلي.

وقالت الوزارة، أن المنافسة أدت إلى اتجاه هذه الشركات لتعظيم واستغلال القدرات الإنتاجية لها ، وتطوير قدراتها التكنولوجية في مجال صناعة عصر البذور الزيتية لاستيعاب الطلب عليها في السوق المحلي، وزيادة قاعدة المنافسة، وزيادة أرباح هذه الشركات وزيادة حجم استثماراتها وخلق فرص عمل جديدة في هذا المجال.

وقالت الوزارة، إن الهيئة تقوم بسداد مقابل الشحنات المتعاقد عليها من الزيت المحلي بالجنيه المصري مما يمثل وفراً في العملة الأجنبية.

كيفية صناعة الزيوت

قامت وزارة التموين في الفتر الأخيرة على تشجيع الفلاح المصري على زيادة المساحة المزروعة ببذور فول الصويا نتيجة وجود طلب قوي من هذه الشركات على الإنتاج المحلي لفول الصويا جنباً إلى جنب مع فول الصويا المستورد ، مما سيحقق نسب أفضل من الإكتفاء الذاتي من البذور الزيتية ويقلل الفجوة الإستيرادية.

وتستخدم التموين مخرجات عملية إستخلاص عصر بذور الصويا في توفير كميات كبيرة من العلف مما يوفر من إستيراد الأعلاف ويتيحها بوفرة داخل السوق المحلي ، مما يزيد من المعروض منها بأسعار تنافسية.

وحتى يتحقق ذلك كان لا بد من ضرورة توافر مخزون إستراتيجي كافٍ من 4 إلى 6 أشهر من كافة السلع الإستراتيجية لضمان تحقيق الأمن الغذائي.

ويتم استعاضة ذلك المخزون باستمرار آخذين في الاعتبار السعات التخزينية التي يتم استكمالها خاصةً صوامع القمح والمخازن الاستراتيجية والمناطق اللوجيستية بهدف تقليل فاقد التداول والنقل والتخزين.

آخر مناقصة

وتعتبر آخر مناقصة دولية أجرتها وزارة التموين، متمثلة في الهيئة العامة للسلع التموينية، كانت من 10 أيام تقريبا، إذ أعلنت أنه تم شراء 11 ألف طن من زيت دوار الشمس في مناقصة شراء عالمية للشحن خلال الفترة من 25 أكتوبر إلى 20 نوفمبر.

وقال متعاملون، إن الهيئة اشترت زيت دوار الشمس من تريدفيلد بسعر 788 دولارًا للطن، يشمل تكلفة الشحن.

وأضافت الهيئة، في بيان لها، أنها تطلب شراء ما لا يقل عن 30 ألف طن من زيت الصويا، و10 آلاف طن من زيت دوار الشمس، على أن يكون تاريخ التسليم في الفترة بين 25 أكتوبر و20 نوفمبر.

تخفيض موازنة دعم السلع التموينية

وكشف مشروع موازنة العام المالي، الذي تم البدء فيها من شهر ونصف تقريبا، تراجع دعم السلع التموينية بنحو 4.6 مليار جنيه، مقارنة بموازنة العام المالي الذي قارب الانتهاء.

وبحسب البيان التحليلي لمشروع موازنة العام المالي الحالي فإن إجمالي دعم السلع التموينية سيبلغ 84.4 مليار جنيه مقابل 89 مليار جنيه في موازنة العام المالي الجاري.

وبحسب البيان الإحصائي للهيئات الاقتصادية بموازنة العام المالي الحالي، بلغت قيمة دعم الخبز نحو 42.5 مليار جنيه و36.4 مليار جنيه دعمًا للسلع التموينية.

وقدرت الموازنة قيمة دعم نقاط الخبز بـ 3.2 مليار جنيه خلال العام المالي المقبل وتكلفة دعم دقيق المستودعات 2.2 مليار جنيه.

وقدر مشروع الموازنة عدد المستحقين لدعم السلع التموينية بعدد 63.5 مليون مواطن بواقع 50 جنيهًا بحد أقصى 4 أفراد وما زاد عن ذلك يتم الاحتساب 25 جنيهًا للفرد.

أسعار السلع التموينية

أسعار السلع التموينية

وفي أواخر ديسمبر 2019، بدأت وزارة التموين والتجارة الداخلية تخفيض 4 سلع للمواطنين على بطاقات التموين، حيث حصل المواطن على المقررات التموينية بقيمة الدعم المخصص له بالبطاقة وتم صرف السكر بسعر بـ8.5 جنيه بدلا من 9.5 جنيه، وعبوة زيت طعام خليط بـ 17 جنيها بدلا من 19 جنيها و كيلو الأرز 8 جنيهات بدلا من 9 جنيهات وكيلو الدقيق المعبأ بلاستيك 6.50 جنيه، بدلا من 6.75 جنيه، مع طرح زيت عباد بسعر 20 جنيها والدقيق المعبأ واحد كيلو فى عبوات ورقية والمحدد بسعر 7.25 قرشا.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً