حراك 23 أغسطس يمنح السراج وميليشياته يوماً واحداً للرحيل.. هل كسر الشعب حاجز الخوف؟ وكيف تحاول تركيا مساندته؟

مظاهرات ليبيا
مظاهرات ليبيا
كتب : سها صلاح

أعلنت حكومة الوفاق الوطني الليبية الغير شرعية ومقرها طرابلس، الجمعة، وقف إطلاق النار في جميع أنحاء البلاد ، ودعت إلى نزع السلاح من مدينة سرت الاستراتيجية، التي يسيطر عليها الجيش الليبي الوطني،كما دعت الحكومة الداعمة المرتزق والميليشيات الإرهابية إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية في مارس.

وعقب تلك التصريحات من ميليشيات الوفاق الوطني رفض الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر تلك المبادرة الهزلية بسبب المطالبة بنزع السلاح من منطقتي الجفرة-سرت، وعلى أثر تلك التصريحات اشتعلت طرابلس والمدن المجاورة في ليبيا لمطالبة السراج بالاستقالة.

اقرأ أيضاً: فايز السراج يدعو لوقف إطلاق النار وانتخابات في مارس المقبل.. خبراء يكشفون سر بيان حكومة الوفاق الوطني في هذا التوقيت

بيان حكومة الوفاق الوطنيبيان حكومة الوفاق الوطني

أرحل.. الشعب الليبي يلفظ من الميليشيات الإرهابية من رحمه

اشتعل ميدان الشهداء وسط العاصمة الليبية طرابلس لليوم الرابع على التوالي، ونزل المحتجون إلى الشوارع هاتفين ضد حكومة الوفاق برئاسة فايز السراج، وضد الإخوان، والمجلس الرئاسي،كما توجهوا إلى منزل السراج بمنطقة النوفليين في طرابلس

في حين ردت بعض الفصائل الموالية للوفاق بالرصاص، من أجل تفريق المتظاهرين، ووثقت بعض اللقطات إصابة أحد الشبان المشاركين في الاحتجاج.

وفي السياق أفادت معلومات العربية بأن الحرس الشخصي للسراج أخرجوه من الباب الخلفي للبيت قبل وصول المحتجين بدقائق، وأضافت المصادر أن رئيس المجلس الرئاسي للوفاق توجه إلى قاعدة المعيتيقة للمكوث هناك، ويأتي هذا بعد أن أطلق المحتجون دعوة مساء الثلاثاء من أجل الاحتشاد من كافة المناطق في تظاهرة كبرى، للتنديد بتدهور الأحوال المعيشية والاقتصادية في العاصمة الليبية.

وتصدر زيادة الفساد مطالب المتظاهرين الذي يرون في هذه الآفة سبباً رئيسياً في تفاقم أوضاعهم المعيشية، ورفعت خلال التظاهرة الأعلام الليبية ولافتات كتب على إحداها 'محاسبة الفاسدين'، كما ارتفعت شعارات منددة بالتدخل التركي وضخ المرتزقة السوريين، بالإضافة إلى الإخوان.

اقرأ أيضاً: رئيس لجنة العلاقات الخارجية السابق في الجامعة العربية: إعلان "السراج" يؤكد مخاوف تركيا من المواجهة العسكرية مع مصر

السراج تحت غضب الشارع الليبي

كان السراج حاول في خطاب متلفز مساء الاثنين تهدئة خواطر المحتجين بتأكيده على 'الحق المشروع' لجميع الليبيين في التعبير عن آرائهم، معترفاً بـ'نصيبه من المسؤولية' عن تدهور الوضع ومذكّراً في الوقت نفسه بأنّ الأزمة 'مستمرة منذ سنوات'.

كما وعد بإجراء تعديل وزاري عاجل يطال خصوصاً الوزارات الخدمية، متعهدا أن يتم 'اختيار الوزراء الجدد على أساس الكفاءة والقدرات وطهارة اليد'، مؤكدا بأنه قد يتم اللجوء إلى اتخاذ إجراءات استثنائية لتنفيذ التعديلات الحكومية لتجاوز مشكلة المحاصصة، في محاولة منه لتهدئة غضب الشارع، دون أن يفلح.

تتواصل التظاهرات في العاصمة الليبية طربلس وتتسع رقعتها في أكثر من منطقة في ليبيا، ضد حكومة الوفاق تنديدا بالأوضاع المعيشية وانتشار الفساد والمطالبة بإسقاط الحكومة بعد غياب الخدمات الأساسية من الماء والكهرباء.

في تطورات الاحتجاجات، أفادت مصادر العربية بأن المتظاهرين حاصروا منزل رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فائز السراج بمنطقة النوفليين في طرابلس الليبية.

كما أفادت صحيفة المرصد الليبية على تويتر أن متظاهرين من الحراك الشعبي وصلوا إلى مقر رئاسة حكومة الوفاق عقب إطلاق النار عليهم في 'ميدان الشهداء'.

كانت وسائل إعلام محلية، بأن المتظاهرين انتقلوا من 'ميدان الشهداء' إلى 'ميدان الجزائر'، وأن أنصار فايز السراج أجبروا آلاف المحتجين على مغادرة 'ميدان الشهداء'.

كما ذكرت أن المتظاهرين يتوجهون إلى مقر رئاسة حكومة الوفاق، غير أن قادة من الشرطة في شارع الاستقلال طالبوهم بعدم التوجه إلى المقر واستجاب المحتجون بالبقاء في 'ميدان الجزائر'.

اقرأ أيضاً: اتفاق "ثالوث الإرهاب" قطر وتركيا و مرتزقة ليبيا.. تعرف على بنوده وخطورته على سرت.. كيف حصل أردوغان على 1.7 مليار دولار من إخوان أوروبا لدعمه؟

مطالب برحيل حكومة الوفاق الوطني

وفي حين يتمسك المحتجون بمطلب رحيل حكومة الوفاق برئاسة فايز السراج ومحاربة الفساد بالبلاد، لم تجد الفصائل الموالية للوفاق على ما يبدو غير التلويح بشارع مقابل.

ورغم وعود السراج بإجراء تعديلات وزارية وصفها بـ'الهامة' واتهامه لـ'مندسين' بتخريب مطالب المظاهرات، يصر منظمو الحراك على الاستمرار في التظاهر حتى تحقيق مطالبهم، داعين جميع المدن الليبية للانضمام إليهم من أجل توحيد الصوت ضد ما يحصل في البلاد.

من جهته، يحاول السراج امتصاص غضب الشارع، عبر تأكيده على تنفيذ خطوات فعلية في مجال مكافحة الفساد، ولعل هذا ما دفع مكتبه الإعلامي اليوم الثلاثاء للإعلان عن لقائه رئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد نعمان الشيخ، من أجل بحث الخطوات التي اتخذت بشأن وضع استراتيجية وطنية لمكافحة الفساد، وتشديده مجدداً على ضرورة فتح جميع ملفات الفساد المتعلقة بإهدار المال العام.

بيان رقم واحد من الشعب الليبي لحكومة السراج

أمهل بيان منسوب لحراك 23 أغسطس الشعبي يحمل الرقم 1، 'المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق ومجلس الدولة 24 ساعة لإعلان استقالتهم احتراماً لإرادة الشعب، كما أكد البيان عن سعيه لتنفيذ عصيان مدني في كامل شوارع العاصمة وإقفال الأحياء في حال رفضت مطالب المحتجين،إلى ذلك، طالب بالإفراج الفوري عن الشباب المعتقلين لدى داخلية الوفاق. وأوضح أن 'المواطنين في طرابلس بدون كهرباء وماء وسيولة والمرتزقة يتقاضون مرتباتهم بالدولار.

تركيا تحاول احتواء المرتزقة بعد انقسامهم بزيادة رواتبهم

في محاولة لاستيعاب حالة التمرد بين الميليشيات المسلحة الداعمة لحكومة الوفاق في ليبيا، خلص الاجتماع بين رئيس الحكومة الليبية فايز السراج ووزيري دفاع قطر وتركيا، خالد عطية وخلوصي آكار، إلى زيادة رواتب المقاتلين بنسبة 30%، بحسب ما أورده موقع 'ليبيا ريفيو'.

اموال تركيا للمرتزقةاموال تركيا للمرتزقة

ووصل عطية وآكار إلى طرابلس، لبحث مجالات التعاون العسكري والأمني، وبرامج بناء القدرات الأمنية والدفاعية لحكومة الوفاق الوطني.

ونقلت تركيا أكثر من 17 ألف مقاتل، محسوبين على بعض الفصائل السورية الموالية لها إلى ليبيا، مقابل 2000 دولار راتب شهري، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وشهدت طرابلس ومصراتة على مدار الأسابيع الماضية صراعاً بين مقاتلي الميليشيات المسلحة في ظل نزاع النفوذ، ومحاولة الحصول على أكثر امتيازات ممكنة، ما مثل عبئاً إضافياً على حكومة الوفاق.

ولم يعد تجنيد المقاتلين السوريين للقتال في ليبيا بالإغراء ذاته، في ظل أنباء عن تأخر الرواتب أو عدم صرفها، واحتجاجات في صفوف المقاتلين، ما دفع بعض الفصائل السورية الموالية لتركيا إلى سجن بعض المجندين في صفوفها حين رفضوا القتال في ليبيا، بالإضافة إلى عمليات تمويه وخداع للمقاتلين، بإيهامهم أنهم ذاهبون في مهمة لحراسة منشآت قطرية، ثم يتم نقلهم للجبهة الليبية.

شهدت طرابلس ومصراتة على مدار الأسابيع الماضية صراعاً بين مقاتلي الميليشيات المسلحة في ظل نزاع النفوذ، ومحاولة الحصول على أكثر امتيازات ممكنة

وفي محاولة للسيطرة على الأوضاع، طالب وكيل وزارة الدفاع صلاح الدين النمروش، من وزيري دفاع تركيا وقطر زيادة المخصصات المالية للمقاتلين.

ونقل الموقع الليبي عن مصادر، لم يسمها، أنّ المباحثات التي جرت بين السراج وعكار والعطية أسفرت عن اتفاق ثلاثي لزيادة الدعم العسكري لحكومة طرابلس، يُعتقد أنه بناءً على طلب النمروش تم الاتفاق على دفع زيادة بنسبة 30٪ في رواتب المقاتلين السوريين المرسلين من تركيا. يأتي ذلك وسط اضطرابات أخيرة على وسائل التواصل الاجتماعي تتعلق بعدم دفع أنقرة الأموال لهؤلاء المقاتلين.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً