اعلان

كل أصدقائك خانوك.. من هم حلفاء أثيوبيا في سد النهضة؟

سد النهضة
سد النهضة

'الصديق وقت الضيق'.. مقولة شائعة تقال حينما تجد من أصدقائك ما لم تكن تنتظره منهم وقت الشدة، ربما ينطبق هذا المثل الشعبي على من تعدهم مصر حلفاء لها وشركاء استراتيجيين، ولكنهم في ذات الوقت يحابون أعداءها ويقدمون لهم جميع سبل الدعم، الحديث هنا عن أصدقاء مصر الذين يشاركون في سد النهضة الإثيوبي تمويلًا وبناءً، ذلك المشروع الذي لا تُخفي مصر أنه يمثل 'تهديد وجودي' لها، ولكن الخطير أن شقًا كبيرا من ذلك يجري بأموال عربية، لاسيما الخليجية، فلا تفتأ الاستثمارات العربية تتدفق على البلد الأمهري.

الصين- بناء وتشييد

الصين التي تربطها بمصر شراكات اقتصادية قوية وتبادل تجاري بين البلدين يقدر بنحو 13 مليار دولار سنويا، شاركت في السد تمويلا وبناء، متناسية أن مصر هي أول دولة اعترفت بها في العالم الثالث، وفقا لمقال كتبه د. محمد حسين أبو الحسن ونُشر على موقع 'المرصد المصري'.

وعلى الرغم من نفي إثيوبيا تمويل الصين لسد النهضة، إلا أنها منحت عقد بناء السد لشركتين صينيتين؛ إحداهما هي مجموعة Gezhouba الصينية (شركة هندسية مملوكة للصين ومقرها ووهان ) والتي تم التعاقد معها مقابل 40.1 مليون دولار لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه مسبقاً حول تشييد سد النهضة الإثيوبي الكبير (GERD).

كما منحت إثيوبيا شركة صينية أخرى تدعى 'فويت' للطاقة الكهرومائية المحدودة عقداً بلغت قيمته 113 مليون دولار للمشاركة في بناء السد. وذلك وفقا لبيانات صادرة عن جامعة 'جونز هوبكنز' الأمريكية، التي أشارت أيضا إلى تقديم الصين قروضاً تقدر بـ 13796 مليون دولار لإثيوبيا وحدها في الفترة ما بين عامي 2000 و 2017.

أمريكا- تخاذل وبيع أوهام

أمريكا التي تمتلك من أدوات الضغط ما يمكّنها من توجيه مسارات الأزمة في أي اتجاه تريده، إلا أنها، وهي القوة العظمى، فشلت في فرض 'اتفاق واشنطن' على إثيوبيا ومنحت الفرصة لأديس أبابا للتملص منه والتهرب من توقيعه، في تخاذل أمريكي واضح تجاه الحليفة مصر، ما دفع البعض للقول بأن واشنطن 'تتآمر' مع إثيوبيا وإسرائيل -التي لا يخفى دورها هي الأخرى في تحصين سد الخراب- ضد الوجود المصري على الخريطة.

فلم تستخدم واشنطن أدواتها لصالح شعب مصر ولخير شعوب البلدان المشاطئة للنهر -كما تزعم- بل لإيهامه بحل المشكلة صوريًا.

ألمانيا- توريد توربينات

تتمتع كل من مصر وألمانيا بثقل سياسي رفيع في شتى المحافل الدولية، وفقا للهيئة العامة للاستعلامات التي قالت إن العلاقات السياسية بين البلدين تقوم على أُسس تحكمها الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، ولكن لعل برلين لم تراعي تلك المصالح المشتركة حينما وقعت مجموعة الهندسة الميكانيكية الألمانية 'فويث' اتفاقا لتوريد 3 توربينات للسد الإثيوبي.

ونقلت هيئة الإذاعة والتلفزيون الإثيوبية (فانا) عن مدير العمليات التجارية في شركة المعادن والهندسة الإثيوبية (ميتيك) التي يديرها الجيش، عبدالعزيز محمد، قوله: 'جرت ترسية العقد على (فويث) في مناقصة بخصم 5.9 مليون دولار في كل توربين (من التوربينات الثلاثة)'.

إيطاليا- المقاول الرئيسي في بناء السد

تساهم إيطاليا في بناء السد الإثيوبي ولها تاريخ ممتد من المشاريع في البلد الواقع في منطقة القرن الإفريقي، حيث تعتبر شركة 'ساليني إمبريجيلو' الإيطالية المقاول الرئيسي في مشروع بناء السد، وحصلت 'ساليني إمبريجيلو' الشركة المتخصصة في بناء السدود، على عقد في عملية بناء السد، خاصة وأن الشركة تمتلك سابقة أعمال في إثيوبيا قبل سد النهضة، حيث عملت الشركة الإيطالية بنجاح في مشاريع أخرى داخل إثيوبيا مثل 'Gilgel Gibe 2' و 'Gilgel Gibe 3'.

كما منحت السلطات الإثيوبية عقد توريد الكابلات ذات الجهد المنخفض والعالي للسد لشركة 'Tratos Vaci SPA' الإيطالية في عام 2012.

فرنسا- تشغيل محطات الطاقة

في يناير 2013، دخلت فرنسا سباق تمويل وبناء السد المثير للنزاعات، حيث وقعت شركة 'ألستوم' عقدًا بقيمة 250 مليون دولار مع شركة ميتالز آند انجنيرنج كوربوريشن (ميتيك) الإثيوبية - المقاول الرئيسي السابق للمشروع- لتوريد توربينات ومولدات لمحطة الطاقة المائية لسد النهضة، بحسب ما أعلنته الشركة على موقعها الإلكتروني.

تقوم 'ألستوم' بجانب التوريد بالإشراف على تركيب جميع المعدات الكهروميكانيكية للمصنع، بما في ذلك 8 توربينات 375 ميجاوات و8 مولدات للمرحلة الأولى.

ويتضمن العقد أيضًا تشغيل الهندسة وتشغيل محطات الطاقة، كما ستشرف 'ألستوم' على برنامج لتطوير المهارات محليًا والدراية في مجال الطاقة الكهرومائية.

إسرائيل- تحصين السد عسكريًا

دولة الاحتلال هي العقل المدبر والمستفيد الأكبر من السد الإثيوبي، حيث سعت تل أبيب خلال السنوات الأخيرة إلى رفع مستوى علاقاتها بإثيوبيا التي تعتقد أنها باتت أرضاً خصبة للاستثمارات ووقعت معاهدات عدة معها تتعلق بالمياه والكهرباء. لما لا والكل يعلم أن قرابة 130 ألف يهودي من أصول إثيوبية يعيشون داخل حدود الكيان الصهيوني.

ففي يوليو من العام 2019، كشف موقع 'تيك ديبكا' الاستخباري الإسرائيلي النقاب عن سعي تل أبيب إلى تحصين سد النهضة الإثيوبي، ومساعدة أديس أبابا على حماية سدها الذي قد يتعرض في أسوأ الأحوال إلى هجمات في حال فشل المفاوضات مع مصر والسودان.

وذكر الموقع أن طواقم من ثلاثة مصانع متخصصة في الصناعات العسكرية والدفاعية والجوية في إسرائيل أنهت مؤخراً (2019) العمل على نصب منظومات دفاعية جوية متطورة من طراز 'Spyder-MR' حول السد الإثيوبي.

ونقل الموقع عن مصادر استخباراتية وأمنية إسرائيلية القول: إن 'تل أبيب بدأت في نصب المنظومات الدفاعية حول سد النهضة في شهر مايو 2019، واستغرق الأمر نحو شهرين ونصف من العمل المتواصل'.

وأشار إلى أن شركة الصناعات الدفاعية الإسرائيلية 'رفائيل' وفّرت لإثيوبيا منظومة 'بيتون' الدفاعية وكذلك منظومة 'ديربي' وهي من صناعة محلية إسرائيلية، في حين وفّرت الصناعات الجوية الإسرائيلية ' MBT Missiles Division of Israel Aerospace Industries' شاحنات خاصة تحمل المنظومات الدفاعية.

وتؤكد المصادر الإسرائيلية أن منظمة 'Spyder-MR' الدفاعية الجوية هي المنظومة الوحيدة في العالم التي بإمكانها إطلاق صاروخين من طرازين مختلفين معاً، وهما 'بيتون' الذي يصل مداه إلى خمسة كيلومترات، و'ديربي' الذي يصل مداه إلى خمسين كيلومتراً.

تركيا- دور مشبوه خلف الكواليس

تركيا وإن لم تكن حليفا لمصر إلا أنه وجب ذكرها هنا في معرض الحديث عن داعمي وبُناة السد، فأنقرة، التي تربطها اتفاقية دفاع مشترك مع أديس أبابا، تُعدّ أبرز المستثمرين في مشروع سد النهضة، وتستهدف وحدها زراعة أكثر من مليون فدان، إضافة إلى قيامها بتوقيع عقود برامج، لتوليد الطاقة الكهرومائية من السد.

وتطلع تركيا بدور مشبوه خلف كواليس التصعيد الإثيوبي في ملف السد. وفي ظل وجود قاعدة عسكرية تركية في الصومال، مع التواجد في ليبيا المتاخمة لجارتها السودان، توهم الجانب الإثيوبي بقدرة تركيا على حسم الموقف عسكرياً، وقلب معادلة القوة في الإقليم، في ظل تعهد تركيا بحماية منشآت السد من أيّ هجوم مصري محتمل، ومد الجيش الإثيوبي بأجهزة إنذار تركية متطورة. وبالإيعاز من تركيا، وصل الموقف في مفاوضات السد حدّاً غير مسبوق من التشنّج والمماطلة، والسعي إلى الانفراد بقرار مصيري لدول الجوار. وذلك وفقا للكاتب سامح إسماعيل، في مقال له نُشر على موقع 'حفريات'.

قطر- ضخ استثمارات ضخمة

بالنظر إلى السد الإثيوبي على أنه مشروع يحمل بالأساس أهدافا سياسية تتصل بإضرار مصر، في إطار تحالف قطري تركي يعمل ضد مصر ويحركه التنظيم الدولي لجماعة الإخوان، تلك الأيادي وجدت في إثيوبيا وسيلة ضغط شديدة في هذه المرحلة على مصر.

ووفقا لصحيفة 'البيان' الإماراتية، فإن قطر تمول السد الإثيوبي من خلال ضخ استثمارات وتوقيع اتفاقيات مع إثيوبيا، وزراعة مليون و200 ألف فدان في منطقة السد بأموال قطرية، إضافة إلى ضخ 8.5 مليارات دولار استثمارات رجال أعمال قطريين.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً