فيضانات السودان في الطريق إلى مصر.. و"الري": نستطيع تخزين المياه

فيضانات السودان
فيضانات السودان

آثارت فيضانات السودان 2020 الرعب في النفوس، نظرًا لما تسببت فيه من خسائر جسيمة، وغرق العديد من المدن، لذا بدأ المصريون يتساءلون ما إذا كان يمكن أن تتكرر الكارثة هنا أم لا، ومدى استعداد وزارة الري لموسم الفيضان، بالإضافة إلى ربطهم بين ما حدث ومخاطر سد النهضة وهل يمكن الاستفادة من فيضانات السودان في مواجهة الشح المائى، وهذا ما أوضحه خبراء المياه، ووزارة الري.

قال عبد الفتاح مطاوع، رئيس قطاع الموارد المائية السابق بوزارة الري إن: 'هطول الأمطار بغزارة في إثيوبيا متحركة نحو النيل الأزرق وعطبرة ونهر السوباط في جنوب السودان أدت إلى أن منسوب النيل الأزرق وصل لأعلى نسبة منذ سنوات طويلة حيث بلغ 17.32، وكانت أعلى مناسيب الفيضان التي تم تسجيلها في السابق 17.26، وكذلك كانت المناسيب عالية جدا في نهر عطبرة وأعلى من العام الماضي 'الفيضان أعلى من المتوسط'، وأيضا النيل الأبيض يصب في الخرطوم'.

وأضاف مطاوع فى تصريحاته لـ'أهل مصر': 'الأمطار المباشرة التي سقطت على المحافظات السودانية التي لها علاقة بنهر النيل مثل القضارف والشمالية والنيل الأزرق، وما يحدث هذا العام في الخرطوم هو كارثة، لأن البيانات الواردة من السودان اليوم تقول أن هناك أكثر من 100 ألف منزل تهدمت وتشريد نصف مليون ومقتل أكثر من 100 شخص حتى الآن'.

وأفاد خبير الموارد المائية بأنه 'عندما تقل مناسيب هطول الأمطار في الهضبة الإثيوبية فمن المفترض أن تقل مناسيب المياه في النيل الأزرق أو الرئيسي وبناء عليه فإن كل المياه التي نراها في الخرطوم سوف تعود لنهر النيل من جديد وسوف تسير في اتجاه مصر وبحيرة ناصر خلف السد العالي'.

وفيما يخص استعداد مصر للسيول، قال 'لا بد من تفريغ جزء من مياه بحيرة ناصر إلى مفيض توشكى وتطهير البواغيز الموجودة في نهاية فرع رشيد وفرع دمياط قبل الوصول للبحر المتوسط'، مشيرًا إلى أنه يجب أن تكون محطات الصرف الزراعي بحالة جيدة جدا لأنها يمكن أن تغرق لأننا سنقوم بعملية صرف المياه في نهر النيل ومنها إلى البحر المتوسط.

بينما قال الدكتور عباس شراقي، أستاذ الموارد المائية، 'تشهد معظم الولايات السودانية سنوياً نوعين من الفيضانات والسيول خلال موسم الأمطار (يوليو – سبتمبر): الأول سيول وفيضانات نتيجة الأمطار التي تسقط داخل الأراضى السودانية وهى النسبة الغالبة.

وأضاف 'الثاني فيضان النيلين الأبيض والأزرق الذى يشكل حوالى 10% من جملة الفيضانات والسيول فى السودان وبالتالى فإن سد النهضة سوف يمنع جزء صغيرا من الفيضانات والتى يحتاجها المزارعين فى الرى الحيضى'.

وتابع في تصريحات خاصة لـ'أهل مصر': 'لا علاقة لسد النهضة وتخزين الخمسة مليارات بفيضانات وسيول السودان حيث موسم الأمطار مرتفع فى أثيوبيا والسودان كما كان مرتفعا فى المنطقة الاستوائية بحيرة فيكتوريا فى الربيع الماضى'.

وأشار إلى أن المرحلة المقبلة تتطلب تضافر الجهود المصرية السودانية للحد من مخاطر السيول والفيضانات فى السودان والاستفادة منها ومعظمها من أمطار السودان الداخلية، وذلك عن طريق تطوير النيل الأبيض من خلال تعميقه حيث أن عمقه الحالى 4 - 6 م فى حين أن النيل الأزرق 30 - 40 م عمق، وتطوير مخرات السيول وتوجيهها إلى نهر النيل فى الأماكن المتاحة، وإقامة العديد من السدود الصغيرة على الأنهار والأودية (حصاد مياه الأمطار) خاصة وأن مصر تملك معدات حفر مائي وبري بعد إنشاء فرع قناة السويس الجديد 2015.

ومن ناحيته، أوضح المهندس محمد السباعي، المتحدث باسم وزارة الموارد المائية والري، أنه يمكن الاستفادة من مياه الفيضانات في السودان بمصر وخاصة أن المياه الزائدة في السودان أو أثيوبيا تجري في نهر النيل ولا يمكن تخزينها خلف سد النهضة.

وأكد 'سباعى' في تصريحاته، أن الوزارة لديها القدرة على تخزين المياه ومستعدة لموسم الفيضان لمنع حدوث أي كارثة خلال فصل الشتاء، مشيرًا إلى أن هناك قطاع بالكامل يتابع ملف الفيضان، ويحدد الأمر في أكتوبر المقبل من خلال تقرير نهائي يرفع لوزير الري.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً