يعيش فيها 720 شخصًا ويتحدثون الأمازيغية.. أهل مصر داخل "جارة أم الصغير" أصغر قرية مصرية (صور)

جارة أم الصغير
جارة أم الصغير

واحة الجارة أو القارة أصغر قرية مصرية كما يسميها الأهالي «أم الصغير» التابعة إداريًا لمحافظة مطروح، تقع على بُعد 300 كيلو جنوب مدينة مرسى مطروح وتحديدًا عند الكيلو 150 عند «بئر النص»، وهي نصف المسافة بين مطروح وسيوة وتتواجد الواحة في عمق الصحراء بمسافة 130 كيلو تقريبًا لكي تصل إلى جارة «أم الصغير».

«أهل مصر» أجرت جولة داخل قرية جارة أم الصغير للتعرف على أسرارها من سكانها من عادات وتقاليد الواحة التي تقع في قلب الصحراء الغربية لمصر، حيث خلال طريقك للواحة العديد من نقاط حرس الحدود والتى تُلزم أي مصري، «أيًّا كان»، بطلب تصريح دخول لزيارة أهل الجارة.

قرية قرية 'جارة أم الصغير' أصغر قرية مصرية

وليس فقط مئات الكيلو مترات عبر الصحراء، عليك أن تقطعها حتى تصل إلى واحة «قارة أم الصغير»، وإنما تعتبر علامة الوصول إلى واحة الجارة أيضًا هي انقطاع شبكة المحمول فتشعر بعدها بالعزلة التامة عن العالم.

يتحدثون اللغة الأمازيغية

وما إن تصل للواحة إلا ودقائق تُفرش المضيفة ويأتي شاب صغير بسجل التشريفات ليكتب الزائر فيه كلمة، وهو السجل الذى يعد تأريخًا للواحة، ثم تمتد المائدة ويُوضع عليها طعام بسيط من الفول والجبن والعسل الأسود والخبز الطازج.

وفى شوارع الواحة لا أحد يتحدث العربية بل جميعهم يتحدثون الأمازيغية بطلاقة، حفاظًا عليها من الانقراض، فهي لغة الآباء والأجداد، البشاشة تعم الوجوه التى ترحب بزوار الواحة، بينما الجلابيب البيضاء الفضفاضة والبشرة السمراء أهم ما يميز السكان.

قرية قرية 'جارة أم الصغير' أصغر قرية مصرية

أصغر قرى مصر

محمد جيري إعلامي من واحة سيوة، يقول إن واحة الجارة أو «قارة أم الصغير» هي أصغر قرى مصر تعدادًا حيث يصل عدد سكانها إلى 720 نسمة، وأهل القرية لديهم تفسير عن أسباب انخفاض سكان الواحة في السنوات الماضية بسبب زيادة أعمار كبار السن وحالات الوفاة الكثيرة وعدم وجود رعاية صحية متكاملة، مشيرًا إلى أنه تم إنهاء طريق أو شروف الجارة بطول 93 كيلو وإنشاء عمارة سكنية للعاملين بالقرية ومقترح قيام الجهاز ببناء منازل بدوية دور أرضي لأهالي الواحة.

ويعلو بيوت الواحة 79 من الشرائح الشمسية التى اعتلت أسطح القرية منذ ثلاثة أعوام بمنحة المانية بعد زيارة مجموعة من الباحثين للواحة ورؤيتهم لأحوال أهل القرية الذين كانوا يعيشون على مولد كهرباء ينير القرية من الساعة 6 مساءً حتى 12 ليلًا، ومنذ دخول الطاقة الشمسية مع الكهرباء حاليًا للقرية عرف أهلها التليفزيون والدش وأجهزة الريسيفر، حيث تكفي كل خلية شمسية لتشغيل 5 مصابيح كهربائية وتشغيل جهاز تليفزيون، كما وفرت هذه الألواح تشغيل 13 جهاز كمبيوتر بالمدرسة التى تضم المرحلتين الابتدائية والإعدادية بالقرية.

قرية قرية 'جارة أم الصغير' أصغر قرية مصرية

كان أهل «الجارة» يتعاملون بالمقايضة منذ عدة أعوام لا لأنهم لا يعرفون النقود بل لأنهم لا يجدونها، فلم يكن بها موظف واحد يتقاضى أجرًا أو إنسان يعمل بغير الزراعة، فكانوا يقايضون على محاصيلهم من البلح والزيتون بمنتجات تموينية من سيوة أو مرسى مطروح.

في هذا الصدد، يقول سليمان حمزة، 64 عامًا، مزارع: «نريد أن يكون لنا سنترال للاتصالات أو شبكة محمول ونأمل أن يتم الانتهاء من رصف طريق الواحة إلى النهاية».

قرية قرية 'جارة أم الصغير' أصغر قرية مصرية

التسرب من التعليم

أما عن النساء كبيرات السن فى القرية فهن لا يجدن إلا اللغة الأمازيغية وتقوم الصغيرات بالترجمة لهن من العربية، حيث التقينا مع «سعدة» 50 عامًا، وهي جالسة على حصير ملوّن تقوم بمتابعة عمل بناتها وبنات شقيقتها في عمل منتجات الخوص، بجانبها تجلس «مباركة» 17 عامًا، ابنة شقيقتها، و«فجرية» 12 عامًا، التى تقوم بتقطيع الخوص بحرفية.

وعن «مباركة» فهي حاصلة على الإعدادية، ولكنها لم تُكمل تعليمها لأن المدرسة الثانوي في واحة سيوة ليست في القرية، حيث تقول: «المدرّس كان شايف إني شاطرة وعاوزني أكمل في سيوة»، وتابعت وهي تنظر لخالتها بحذر: «هو اللى كان عاوزني لكن أنا مش عاوزة.. عيب أروح سيوة مالناش أقارب هناك».

قرية قرية 'جارة أم الصغير' أصغر قرية مصرية

يؤكد مستور أحمد علي، 32 عامًا، وهو الجامعي الوحيد، وهو أحد الحاصلين على محو الأمية وتدرّج في التعليم إلى أن حصل على مؤهل عالي وهو الآن مدير المدرسة الابتدائي فى الواحة: «كنا قبل الخلية الشمسية نعيش فى عزلة دون اتصال بالعالم الخارجي، أما الآن فأصبحت الأخبار متاحة وأصبحنا على علم بكل شيء، المياه كثيرة في الواحة والأرض ممتدة وصالحة للزراعة، ولكن لا توجد آلات زراعية وعندنا فقر فى اليد العاملة»، مؤكدًا أنه يبذل جهدًا كبيرًا في توعية التلاميذ بعدم التسرب من التعليم ليصلوا إلى المراحل التعليمية المتقدمة لخدمة أهالي الواحة.

ويعيش في واحة الجارة شاعر العامية الحاج عبد الرحمن مشري، 65 عامًا، الذي يتحدث العربية والأمازيغية بطلاقة، ومن أهم آبيات الشعر له: «مرحبًا بالضيوف بالصحراء الغربية مرحبًا.. مرحبًا برجال الفداء والشرف والتضحية مرحبًا.. مرحبًا بالجيش في وسط الجارية مرحبًا.. اللهم انصر رئيسنا السيسي دعاء من سكان الجارية».

قرية قرية 'جارة أم الصغير' أصغر قرية مصرية

كنز الواحة

وتتميز الواحة بوجود العديد من العيون الطبيعة منذ الستينات، وأثناء تنقيب بعض الشركات عن البترول، تم اكتشاف عينين صافيتين من الماء الأولى تسمى «عين كيفار»، والثانية «عين صافية» تصل درجة حرارتها إلى ٦٠ درجة مئوية، وأطلق عليها الناس اسم «ريجوا» الشركة العامة للأبحاث والمياه الجوفية، حيث قامت الحكومة بإغلاق عين كيفار بعد 15 عامًا تقريبًا من إهدار المياه الجوفية في الصحراء.

ويُوضّح الدكتور محمد سمير، أحد خبراء المياه الجوفية والري، أنه يوجد أبحاث تؤكد اتصال المياه الجوفية التي تقع فيها عين كيفار بنهر يسمي النوبي تحت الأرض كخزان جوفي قادم من تشاد جنوب دولة ليبيا ويمكن بزراعة مساحات تقدر بمليون فدان وإلى الآن لم تتجه الحكومة لهذه المنطقة الغنية بالمياه الجوفية العذبة واستغلالها في الزراعة.

قرية قرية 'جارة أم الصغير' أصغر قرية مصرية

وفي لفتة كريمة من القيادة السياسية المصرية يقوم محافظ مطروح سنويًا بزيارة الواحة لتقديم هدايا رئيس الجمهورية من السلع الغذائية قبل شهر رمضان وتلبية مطالب أهالي جارة أم الصغير، وكان خلال تولي اللواء علاء أبو زيد محافظ مطروح الأسبق، مهام المحافظة، حدثت طفرات للواحة في جميع القطاعات الخدمية في التعليم والصحة والإسكان والزراعة وتم التنسيق مع شركات المحمول.

قرية قرية 'جارة أم الصغير' أصغر قرية مصرية

قرية قرية 'جارة أم الصغير' أصغر قرية مصرية

قرية قرية 'جارة أم الصغير' أصغر قرية مصرية

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً