روايات وأساطير سجلت عبر ذاكرة الأجيال، لتروي عبر مجالس الكبار والصبية معا قصص ملوك الشحاتين وممتلكاتهم بمحافظة المنيا بعد انتشار ظاهرة التسول بشكل ملفت للأنظار بمختلف مراكز محافظة المنيا وتمركزهم في المقام الأول بمدينة المنيا والتي يتردد على أعتابها المئات يوميًا للتسول.
الفئة الأكثر انتشارا بالمدن والمراكز
صبية لم تتجاوز أعمارهم ما بين الخمس والعشر سنوات وفتيات ونساء يحملن بين ذراعيهن أطفال رضع تصدروا المشهد في الفئة الأكثر انتشارا بمراكز ومدن محافظة المنيا ضمن قوائم المتسولين التي تتأرجح شمال وجنوب ووسط محافظة المنيا خلال رحلات التسول المستدامة في شوارع المحافظة في المقابل ظل عدد من أزواجهن بالمنازل لحراستها وخصص التسول للنساء لإحضار المال والطعام والرجال في الانتظار بالمنازل.
ظاهرة التسول
ففي مدينة المنيا تتمركز الفئات المختلفة من المتسولين بأعالي الكباري بالمدينة وبجوار مواقف السيارات وبمنطقة محمد بدوي وسكة تله والمناطق الراقية بأرض سلطان وشلبي، غرب مدينة المنيا، ولكل متسول منطقته، كما أن للأطفال مناطق مخصصة لهم فوق وأسفل الكباري وبرفقة بعض النساء، حيث تنام الأطفال على بقايا ورق الكرتون بوسط الشوارع العامة لأكثر من 12 ساعة متواصلة.
انتشار ظاهرة التسول بشكل كبير
يقول محمد سعيد، أحد أهالي محافظة المنيا، إن ظاهرة التسول انتشرت بشكل كبير جدا في المحافظة خاصة في مدينة المنيا، حيث أصبح لكل متسول منطقة مخصصة له يحتكرها لصالحه ولصالح من يتبعه، لافتًا إلى أن المنطقة الأكثر احتكارا للتسول هي منطقة شارع سكة تله بمدينة المنيا، التي يحتكرها عدد من النساء برفقة عدد من الأطفال، حيث يقمن بوضع عدد من بقايا ورق الكرتون الممزق ويقمن بوضع الأطفال عليها والنوم لأكثر من 12 ساعة متواصلة تبدأ في الصبح وتظل حتى المساء ويذهبن إلى منازلهن ليلًا ويعدن مرة أخرى في الصباح لذات المكان وهذا الوضع مازال قائم منذ سنوات.
ظاهرة التسول
من جانبه يقول علي خليفة، أحد الأهالي، إن هناك عدد كبير من المتسولين يتردد من قرى مراكز المنيا المختلفة للتسول في مدينة المنيا خاصة بمنطقة المواقف وبالقرب من الجامعة وبالمناطق الراقية، مشيرًا إلى أن عدد كبير من هؤلاء لديهم ممتلكات ومنازل خاصة بهم إلا أنهم يواصلون عملية التسول بشكل مستمر، موضحًا أن هناك نساء في القرى يملكن أكثر من 20 رأس ماشية ويأتين إلى المدينة للتسول وشراء ماشية أخرى.
أشهر الشحاتين
بينما يقول محمد حمد، أن أشهر الشحاتين هم الجمسة وهم مجموعة كبيرة من النساء يخرجن يوميًا لمدة 5 أيام قاصدين المدينة للتسول بها من الصباح وحتى المساء وتخرج نساء الجمسة جميعهن من المنازل ويبقى الرجال بالمنازل لرعاية الماشية، ويقوم الرجال برعاية الماشية طوال اليوم حتى تعود النساء بما تحصلن عليه من مبالغ مالية نظير التسول، لافتًا إلى أن فئة الجمسة هي الأكثر شهرة بين المتسولين فهي لقمة عيشهم الوحيدة على الرغم من امتلاكهم مجموعة كبيرة من الماشية حيث يحرصن على تربية الجاموس وليس الأبقار ويستفدن من بيع الألبان والجبن.
ظاهرة التسول
واختتم حمد قائلا: 'رغم أن فئة الجمسة ونسائهم تعد من الفئات الأكثر فقرا لكون ممتلكاتهم فقط عبارة عن ماشية ولا يتمكنوا من جلب لقمة عيش لهم سوى من أعمال التسول والذهاب إلى الموالد الشعبية والإقامة بها لعدة أيام بمختلف المحافظات ويخرجن على أرزاقهن ويعدن إلي منازلهن بعد انتهاء فترة المولد، إلا أن تلك الفئة انتشرت بشكل كبير'، مطالبًا بضرورة قيام الدولة بمواجهة ظاهرة انتشار التسول بشكل كبير بمحافظة المنيا.