تحل اليوم الأحد الموافق 15 نوفمبر 2020، الذكرى 131 على ميلاد طه حسين علي سلامة، الملقّب بـ 'عميد الأدب العربي'، الأديب الذي ذاع صيته وسطع نجمه في الأدب والنقد، إذ كان أديباً وناقداً مصرياً، وعلماً من أعلام الحركة الأدبية العربية في العصر الحديث، ومن أهمّ إنجازاته تطوير الرواية العربية، أمّا أشهر مؤلفاته فهو كتاب 'الأيام' الذي نشره في عام 1929م وتناول فيه سيرته الذاتية بأسلوب إبداعي.
حياة طه حسين
عاش طه حسين حياة أسرية صعبة، وكان ترتيبه السابع بين 13 طفلًا فى أسرة من الطبقة المتوسطة، وأصيب فى سن مبكرة بعدوى في العين 'الرمد'، وبسبب سوء التعامل مع حالته وعدم تلقي العلاج اللازم، فقد نظره وأصيب بالعمى في الرابعة من عمره، ولكن فقدان بصره لم يضعف من عزيمة والده في إلحاقه بكتاب القرية، إذ تفاجأ الشيخ محمد جاد الرب بذكاء طه حسين، فقد تمكن من تعلم اللغة والحساب والقرآن الكريم في فترة زمنية قصيرة.
ملهمة طه حسين
التحق الأديب بالكُتَّاب ثم أُرسل إلى جامعة الأزهر وتدرج حتى سافر لتلقي العلم في مونبلييه، وهناك تعرف على السيدة الفرنسية السويسرية سوزان بريسو، وتزوّج منها في عام 1917م، وقد كان لها أثرا كبيرا في حياته، فكانت بالنسبة له الزوجة والصديقة التي وقفت بجانبه في مسيرته العلمية، فكانت حبه الكبير وأفضل صديق له، كما أنها كانت مستشارته ومساعدته، وقدّمت له الدعم الدائم، فقد كانت تقرأ له الكثير من الكتب، حيث أن المراجع اللازمة له لم تكن متوفرة في برايل.
وحرصت الزوجة المخلصة على أن تكون سندا له في مرحلة مهمة من مراحل حياته، فكانت تحضر له الكتب المكتوبة بطريقة بريل، حتى يتمكّن من القراءة بنفسه، كما ساعدته على التعمّق أكثر في الثقافة الفرنسية واللاتينية، ممّا جعله يلمّ إلماماً كبيراً بالثقافة الغربية، وكانت سبا في تعاطفه مع المهزومين وفهمه لأعمق المشاعر وأفكار المرأة كزوجة وحبيبة وأم.
وليكتمل المشهد الجميل في حياتهما، رُزق طه حسين من سوزان باثنين من الأبناء، هما: أمينة التي تزوّجت من الدكتور محمد حسن الزيات وزير خارجية مصر الأسبق، ومؤنس الذي حصل على شهادة الدكتوراة وعمل في من منظمة اليونسكو في باريس.
وتوفي طه حسين في الثامن والعشرين من شهر تشرين الأول عام 1973م، وبوفاته خسر الأدب العربي أحد أهمّ أعمدته.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
