'لكل جريمة أداة'.. مقولة معروفة لرجال الأدلة الجنائية عند اكتشاف خيوط الجريمة المكلفين بتجميعها من مسرح الحادث لأن مسرح الجريمة يختلف كثيرًا عن أي مسرح آخر، فالإبداع فيه يكون للمجرم الذي يفكر ويخطط حتى لحظة ارتكاب الجريمة، وبعدها يغادر المسرح فورًا مصحوبًا بلعنات الضحية.
وفور اكتشاف الجريمة يعتلي المسرح آخرون، مهمتهم الأسياسية تتبع الهارب، وإعادته إلى المسرح ليعيد أمام كاميرات النيابة تمثيل دوره الذي لعبه سرًا دون علم أحد.
«أهل مصر» تواصلت مع خبراء أمنين وقانونين لتوضيح أهمية مسرح الجريمة في الكشف عن هوية الجناة والفاعلين الأصليين أو الحقيقين في الوقت الذي يكون فيه من النادر أن يتمكن الفاعل الأصلي أو الجاني من إخفاء كل أثر له بمسرح الجريمة، وهل أداة الجريمة سبب فى تخفيف العقوبة؟ مثل هل جريمة القتل بالسكين مثل الخنق أو بعصا خشبية؟.
في البداية يقول اللواء مجدي البسيوني مساعد وزير الداخلية الأسبق والخبير الأمني، إن الجريمة لا تموت، فمهما كان المجرم ومدى حرصه على ارتكاب جريمته لا بد أن يترك أثرا في مسرح الحادث حتى وإن لم يترك أي أثر إلا أن الجريمة لا زالت ترتبط به حتى يتم حلها ولذا يطلق عليها 'خيوط الجريمة'.
ويتابع: 'خبراء الأدلة الجنائية، تظهر أمامهم عدة نقاط، أن مكان الحادث هو الشاهد الصامت الذي لا يكذب، بأدواته بطباعه لأن خبراء الأدلة الجنائية متدربين على التعامل مع مسرح الجريمة حتى ينتهي من تغطية المكان بالكامل ويأتي الفني رافع البصمات، مستعينا بأدوات تساعد على اكتمال ظهور مرتكب الجريمة، ولذلك لابد من التحفظ عليه حتى الحكم على مرتكب الجريمة والانتهاء منها'.
ويضيف في حديثه لـ'أهل مصر': أداة الجريمة لا تخفف الحكم ولكن النية تخفف، فعلى سبيل المثال لو أحضرنا الشومة وضربت أكثر من مرة ما يؤدي إلى الوفاة فهذا قتل عمد ولكن ليس هناك فرق بينها وبين السلاح الناري، أما إذا كانت الأداة غير مرخصة فيتم محاسبته، ولذلك فالنية هي من تحكم فإذا كانت الطعنة في مقتل إذن النية هو القتل عمدا، أما السلاح مثل الشومة مثل أي شيء آخر، عندما تتعدد الضربات وإزهاق الروح، العبرة بالنية، أو أي آداة حادة تعتبر أداة لمرتكب الحادث، ولذلك قانون الضرب تم تعديله'.
اللواء أشرف أمين مساعد وزير الداخلية الأسبق والخبير الأمني، قال إن خبراء الأدلة الجنائية لديهم القدرة على معرفة أداة الجريمة، بعد دفنها بسنوات، وحين استخراجها لتحليل رفات الجثة، لمعرفة الأداة، بينما المساعدة معهم، إذا اعترف المتهم بارتكاب الواقعة وكيفية استخدام آداة الجريمة، لإنهاء حياة الضحية، مثل ما حدث في واقعة سفاح الجيزة الأيام الماضية، بعدما قتل زوجته بالسم وهي من إحدى ضحاياه.
وتابع أمين في تصريحات خاصة لـ'أهل مصر'، أن مصلحة الطب الشرعي والمعمل الجنائي لديهم العديد من الوسائل لمعرفة آداة الجريمة، وليس من الصعب ما يرجع إلى تطور في الأجهزة لاستنباط الحقائق الموجودة لكشف ملابسات الجريمة ولتحديد هوية الجثة، وأيضا لمعرفة العالم أجمع بتطور الموجود، للحد من الجريمة، بالإضافة أن خبراء الأدلة الجنائية والطب الشرعي بيعتمدوا على جزئين، الأول المعلومات التي يتم أخذها من محيط هذه الواقعة، والآخر من مناقشة المتهم، ومن خلال اعترافاته تفصيليا حول الحادث'.
ومن الناحية القانونية شرح حسن شومان الخبير القانوني، أداة الجريمة بقوله إنها وسيلة من خلالها تم ارتكاب أي حادث ما، وهي هدف رجال البحث الجنائي والأدلة الجنائية في مسرح الجريمة فهي أول شئ يتم البحث عنه من قبل رجال المباحث الجنائية ورجال الطب الشرعي في مكان الحادث للوقوف على ملابسات الجريمة المرتكبة وأداتها'.
ويواصل 'أداة الجريمة المستخدمة تؤثر فيه حجم العقوبة لأنها قد تغير من قيدها ووصفها أو قد تجعل الأداة هناك ظرفا مشددا أو مخففا لارتكاب الجريمة مثال من الظروف المشددة التي نص عليها المشرع في جريمة القتل وهي من ضمن سبع ظروف مشدد بتجعل عقوبة القتل العمد من مؤبد تصل إلى إعدام في حالة وجود ظرف مشدد منها القتل بالسم، وهو أداة ارتكاب الجريمة والمشرع بسبب أنها تجعل الشخص مغدورا ولم يستطع الدفاع عن نفسه فالمشرع شدد العقوبة لإعدام بدلا من المؤبد في حالة القتل بالسم، فأداة الجريمة تؤثر تأثيرا قويا في العقوبة'.
وأضاف شومان في تصريحات خاصة لـ'أهل مصر'، أن القاضي في المحكمة في إصداره للعقوبة في الجريمة يتم التفريق ويتأثر في عقيدته من ناحية الأداة المستخدمة، وكذلك القانون تأثر بالأداة وأصبح هناك أنواع في العقوبة حسب الأداة المستخدمة ولذلك لو لم يجد قانونا يفرق، وأداة الجريمة تختلف في القيد والوصف وهو قد يتغير من قتل بسيط أو جريمة بسيطة فقد يصل هناك إلى ظرف مشدد أو مخفف، وأن هناك أدوات الجريمة لو تم استخدامها تجعل هناك القيد وبالتالي العقوبة ستختلف'.
نقلا عن العدد الورقي .