ولد على هذه الحالة لم يكن له دخل بخلقته، شاء الله أن لا يكون له يدين وشاء القدر أن يفقد جزء من جمجمته ورغم الإحباط الذي تملكه فترة ما نفض عن كاهله كل هذا ليكون عبدالرحمن وحيد بطلا لا مثيل له ويجسد ملحمة إرادة تدرس لنا جميعًا.
فتح عبدالرحمن عيونه على الدنيا ليجد نفسه ولد دون إكتمال لذارعه فكانت بلا إيدي وعانى في صغره من تشنجات تصيبه وباستشارة الطبيب قال لوالديه أنه بحاجة لأنه يفقد جزء من جمجمته حتى تتوقف هذه التشنجات لأن عظم الجمجمة هو المسبب لهذه الحالة وبالفعل تم إجراء العملية ولكن المفاجأة أن هذه التشنجات لم تتوقف واستمرت في إصابته.
عند استشارة طبيب آخر أرجع السبب لأن هذه حالة عرضية ستتوقف من تلقاء نفسها عند بلوغ سن معين ولم يكن هناك حاجة لإجراء جراحة الجمجمة.
وبذلك شاء القدر أن يجد عبدالرحمن نفسه مختلفا. في صغره لم يدرك سبب اختلاف حالة عن مثيله من الأطفال وهناك من كان يتجنبه ومن كان يتناوله بشكل متنمر كما أن والداه خشيا عليه الاختلاط بأحد أو حتى الترجل بالشارع أو اللعب مع الأطفال كسائر من في سنه وظل عبدالرحمن حبيس الخوف الأمر الذي دعاه يفكر عن سبب لوجوده بالحياة فما يسير حتى يسمع كلمات الدعاء التي توجعه ك 'الحمد لله الذي عفانا مما ابتلي به غيرنا' فتمزقه هذة الكلمات ويتمنى أن يبلغ صاحب الدعوة بأن يقولها في سره حتى لا توجعه لكن هيهات من يفهم أو يشعر.
أستمر عبدالرحمن على هذا النحو حتى أدرك أن في اختلافنا رحمة من الله وأنه نموذج لابد وأن يحتذى به واقسم أن يكون رمزا ويشار له بالبنان. وبالفعل بدأ عبدالرحمن في تسطير ملحمته وقام بالاشتراك في مسابقات الجري.
تمكن من الإلتحاق بالمركز الأوليمبي بمنطقة المعادي، وتوج ببطولة الجمهورية للناشئين لذوي الإحتياجات الخاصة، كما مارس عدد من ألعاب القوى؛ بهدف تقوية أطرافه وإمكانية التحكم في جسده حتى يصير أخف وزنًا، فيصبح من السهل جدًا الركض بسرعة .واستمر عبدالرحمن في تحقيق الانجازات أملا في دخول موسوعة جينيس ، يحلم عبدالرحمن بالحصول على أطراف صناعية ليديه، لمساعدته في إدارة شئون حياته والحصول على وظيفة تليق به، وتناسب وضعه الصحي لأن ليس عنده كامل القدرة لفعل كل المهام.