'ظروف البيت ظلمتني وكنت عايشة عند جدتي وسبت المدرسة واشتغلت عشان أصرف على نفسي وعلى أختي الصغيرة وجهزنا نفسنا واتجوزنا الحمد لله'، بهذه الكلمات تسرد 'رانيا' ضحية زواج القاصرات، قصة كفاحها في الحياة والتي بدأت قصتها عندما أُعجب بها شاب يُدعى 'أسامة' يبلغ من العمر 23 عامًا، يعمل معها فى نفس المصنع، فتقدم لخطبتها ووافقت بعد موافقة أسرتها حيث كانت حينها طفلة صغيرة لا تعرف معنى 'الزواج'، ولم تكن تُدرك الطفلة بأنها صغيرة على الزواج ولكن جريمة تُرتكب في حق نفسها وارتكبها المسؤولين عن رعايتها وعن طفولتها لتتزوج من الشاب المقيم بمحافظة الدقهلية.
مأساة طفلين زوجة والدهم تعذبهم حرقا بالنار
وتُضيف 'رانيا'، أن الزوج وفر لها شقة مفروشة ببورسعيد لتبدأ حياة جديدة كانت تعتقد بأنها الأفضل وعِوَضًا عن الحياة الشاقّة التي عاشتها قبل الزواج، إلا أن فرحتها تلك لم تدُم كثيرًا، فسرعان ما تحوّلت إلى سنين غُربة تعيشها وتفتقر للاحتواء من قِبل الزوج الذي لا يشعر بأي مسؤولية تجاهها ولم يُراعي طفولتها، متابعة: 'ذات يوم بعد الزواج شعرت بمغصٍ شديد فأخبرت جدّتي بأنّي أُعاني من بدر شديد في معدتي لكنها أخبرتني بأنني حامل، وذهبت معي إلى طبيبة أمراض نساء وتعجبت الطبيبة كثيرًا وقالت لجدّتي بأني طفلة وسألتها عمّن غرر بي وضحك عليّ، ولكنّ الجدّة أخبرتها بأنّي مُتزوجة'.
مآساة طفلين زوجة والدهم تعذبهم حرقا بالنار
وتُضيف أن زواجها كان بقسيمة زواج عليها صورتين للزوج و الزوجة و لم تسجل فى الشهر العقاري لأنها لم تبلغ السن القانوني للزواج و تمر الشهور و تنجب رانيا ابنها الأول 'آدم ' والثاني 'محمد ' لتنقلب الحياة ويتغير الزوج تماما عندما أدرك أنه مسؤول عن طفلين بل ثلاثة 'الزوجة أيضا' وتهرب من المسؤولية بتعاطي المخدرات.
وانفصل الزوجان بعد 6 سنوات لتبدأ الزوجة تحمل المسؤولية وعادت رانيا لتعيش مع عمها و زوجته في منزل جدتها.
مآساة طفلين زوجة والدهم تعذبهم حرقا بالنار
تزوجت رانيا للمرة الثانية ولكن بعد بلوغها السن القانوني بعد أن واجهت الحياة قسوة الحياة على حسب تعبيرها، وتضيف: ' الله رزقني بزوج صالح راعاني و راعى أبنائي وتحمل مسؤولياتنا وأنجبت منه طفلين أيضا و كان دائما يشعر بأن أي رزق له ياتى من عند الله أولادي سببا فيه'.
وتضيف: 'استمرت الحياة وذات يوم جاء طليقى لرؤية أبنائه وطلب مني أن يقضي معهما وقت طويل ليشبع منهما حسب قوله فأخذهم و لم يعودا، وبحثت لأعرف أنه أخذهما إلى بلدته فذهبت لأحضر أولادى وأعود ولكني تعرضت لعنف كبير منه و من أخواته 'ضربونى' و قمت بعمل بلاغ فى قسم الشرطة التابع لبلدته 'المنزلة' و عدت بدون أولادي، وتألمت كثيرا لبعدهما عني، لازمتنى الكوابيس و استيقظت ذات يوم على سماع رنة الموبايل الخاص بها ليخبرني أحد جيران زوجي السابق أن أولادي في حالة صعبة من كثرة تعذيب زوجة أبيهم لأنها تضربهم وتحرقهم بالنار'.
مآساة طفلين زوجة والدهم تعذبهم حرقا بالنار
وتابعت: 'ذهبت إلى بيت طليقي في بلدته لأجد أبنائي قد تعرضا لعذاب كبير من زوجة أبيهم التي انعدمت فيها مشاعر الأمومة بل مشاعر الإنسانية وأخبرونى أنهما حاولا الهروب أكثر من مره بل إنهما من كثرة الضرب حاولا القفز من شباك المنزل و عندما كانوا يخبرون والدهم ' أسامه' بتعذيب زوجته لهما يقول 'تستاهلوا' انتم بتعملوا شقاوه'.
و تستكمل رانيا حديثها فتقول استعنت بلجنة حماية الطفل ببورسعيد وقامت ناهد عبد الرازق مسؤولة اللجنة باصطحابها إلى قسم شرطة الضواحى ببورسعيد و عملت محضر إثبات حالة بالحروق التي تركت علامات على جسم أولادى و بعدها تم استدعائي فى النيابة ببلدة زوجي 'المنزلة' وأخذوا أقوالي و لكن وكيل النيابة قال لى لا تطلبي عرض أولادك على الطب الشرعى الموضوع موش 'مستاهل ' وإلا سيتم عمل محضر لك و لن تخرجى من هنا و كان فيه نوع من 'التهديد' و الضغط على للتنازل عن المحضر'.
وقال المحامي السيد سليمان بالمنزلة دقهلية فى تصريحات خاصة لـ 'أهل مصر '، إنه سيتقدم بطلب لمدير النيابة إحالة الأطفال للطب الشرعي بالمنصورة لبيان عما إذا كان فيهم عاهة مستديمة من عدمه و تساءل كيف يتم إخلاء سبيل المتهمة ' زوجة الأب ' و بدون عمل تحريات على الواقعة و كان يجب التحفظ عليها لبعد التحريات و خاصة بعد ان شاهد رئيس النيابة بعينيه الإصابات و الحروق الموجودة بالأطفال.
و تستغيث الأم بالرئيس عبد الفتاح السيسي للحصول على حقها.