في واحد من أكثر الأيام المخيفة في التاريخ الأمريكي 6 يناير 2021، اقتحم بلطجية ترامب مبني الكابيتول، حيث كان هدفهم منع المشرعين من إنهاء التصديق على فوز الرئيس المنتخب جو بايدن قبل تنصيبه في 20 يناير.
وشهدت أمريكا فوضى تشبه الفوضى التي صاحبت ثورات الربيع العربي، والتي ساندتها أمريكا حين طالب الرئيس السابق باراك أوباما وغيره بانتقال سلمي للسلطة في الدول التي شهدت تلك الثورات، وأمس انقلبت الآية، وانتقل المشهد سريعا للبلد الزاعمة للديمقراطية بتحطيم النوافذ وحصار النواب ووضع قنابل كانت في امكانها جعل المبني ركاما، وكأنه مشهد لجماعة الإخوان المحظورة وهم يزعمون الدفاع عن شرعيتهم الموهومة.
اقتحام الكونجرس
وأظهرت صور عددا من أنصار ترامب وهم يفتحون مطافئ حريق باتجاه عناصر الشرطة ويشتبكون معهم داخل مبنى الكونجرس.اقتحام الكونجروس
وتم إغلاق مبنى الكابيتول والأعضاء بداخله فيما نشبت اشتباكات عنيفة بين أنصار ترامب والشرطة.
وأذيع إعلان بذلك داخل المبنى أثناء اجتماع النواب للتصويت على تأكيد فوز جو بايدن بالرئاسة، وبسبب 'تهديد أمني خارجي' منع دخول أو خروج أي شخص من مجمع الكابيتول، بحسب الإعلان.
وحطم المحتجون حواجز معدنية عند الدرجات السفلى للمبنى، وتصدت لهم الشرطة مرتدية زي مكافحة الشغب، وحاول البعض الاندفاع عبر صف الشرطيين الذين أطلقوا رذاذ الفلفل على الحشد، وهتف البعض وسط الحشد 'خونة'.
اقتحام الكونجروس
وقالت شرطة واشنطن إن امرأة توفيت بعد إصابتها بالرصاص أثناء الفوضى، وقال مكتب التحقيقات الاتحادي إنه أبطل مفعول عبوتين ناسفتين مشتبه بهما.
حظر تجول
وإثر ذلك، فرضت رئيسة بلدية واشنطن موريال بوزر حظرا للتجول يشمل كامل المدينة، حيث بدأ سريانه عند الساعة السادسة مساءً، على أن يتواصل حتى الساعة السادسة صباح الخميس.عودة للكونجرس
وبعد الأحداث الدرامية، أعلنت الشرطة تأمين مبنى الكونجرس بعد الساعة الخامسة والنصف مساء، واستأنف الأعضاء الاجتماع بعد قليل من الساعة الثامنة مساء لمواصلة عملية التصديق على نتائج الانتخابات.وقال نائب الرئيس الأميركي مايك بنس لدى استئناف الجلسة: 'أقول لأولئك الذين أشاعوا الفوضى في مبنى الكونجرس اليوم، أنتم لم تفوزوا'.
اقتحام الكونجروس
وذكر زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل: 'سنؤكد الفائز بانتخابات 2020'، ووصف اعتداء أنصار ترامب بأنه 'تمرد فاشل'.
وكان المشرعون يبحثون مسعى في اللحظة الأخيرة من جانب أعضاء مؤيدين لترامب للطعن على النتائج، وهي خطة لا تحظى بأي فرصة للنجاح على الأرجح.
انقلاب الجمهوريين علي ترامب
انقلب عدد من الجمهوريين في مجلس الشيوخ الذين كانوا يميلون إلى إطالة حيلة الرئيس في حالة من الاشمئزاز من اقتحام حصنهم من الديمقراطية في تتويج قبيح لرئاسة خارجة عن القانون.ولكن على الرغم من المشاهد الفظيعة التي ارتكبها أنصار ترامب، إلا أن أكثر من 100 من حلفائه في مجلس النواب - غالبية الجمهوريين - ما زالوا يصوتون لصالح الادعاءات المزورة تمامًا بشأن تزوير الانتخابات.
اقتحام الكونجروس
بنس يقر التصديق علي فوز بايدن
ولكن قبل وقت قصير من الساعة الرابعة صباحًا صباح الخميس، قرأ بنس الحصيلة النهائية للأصوات الانتخابية - 306 إلى 232 لصالح الرئيس المنتخب - حيث انتصر الدستور وإرادة الشعب على محاولة ترامب المذهلة للانقلاب.ترامب يصرح بالانتقال السلمي للسلطة
بعد ذلك بوقت قصير، أصدر الرئيس بيانًا مكتوبًا تعهد فيه بالانتقال المنظم في 20 يناير على الرغم من أنه قال إنه لا يتفق مع نتيجة الانتخابات، وكرر مرة أخرى مزاعم كاذبة حول كيف كانت الحقائق إلى جانبه.
اقتحام الكونجروس
من هي جماعة يراود بويز التي قادت الانقلاب؟
وفقا لوسائل إعلام أميركية، فإن جماعة 'براود بويز' قادت المتظاهرين لاقتحام الكونجرس، حيث استغلت الجماعة كلام ترامب واتخذته شعارا لها.وخلال كلمات ترامب مساء الأربعاء لأنصاره، قال إنه ينبغي لهم التوجه صوب مبنى الكونغرس للتعبير عن غضبهم بشأن عملية التصويت والضغط على المسؤولين المنتخبين لرفض النتائج، وحثهم على 'القتال'.
وضاعفت هذه الكلمات من مخاوف الأميركيين، الذين اعتبروه أمر عمليات من الرئيس لـ'براود بويز' لاقتحام مبنى الكونجرس.
وزحف عناصر الجماعة نحو العاصمة واشنطن، قبل ليلة من تصديق الكونجرس على نتائج الانتخابات التي فاز بها بايدن، في مشهد لم تراه الولايات المتحدة منذ 200 عاما.
والمعروف عن جماعة 'براود بويز' أنها نشأت عام 2016، وهم يمجدون العرق الأبيض ويتخذون من الفاشية الجديدة سياسة لهم وألد أعدائهم هم المهاجرون واليساريون المتطرفون.
اقتحام الكونجروس
ويتخذ عناصر الجماعة من العنف السياسي ولغة الكراهية نهجا لهم في مواجهة خصومهم، حيث سجلت الشوارع الأميركية حوادث كثيرة قاموا بها وحظرت وسائل التواصل حسابات حركتهم مرارا.
وعناصر هذه الجماعة يؤيدون ترامب بشكل جنوني ويرون بأنه يدافع عن معتقداتهم وأفكارهم وشعاراتهم التي تقول 'عودة أميركا العظمى. أغلق الحدود. أعطي الجميع سلاحا. مجدوا رواد الأعمال. والمرأة دورها أن تكون ربة منزل'.
والكثير من عناصر 'براود بويز' هم سجناء سابقين أو في سجلهم قضايا عنف وغيرها، إلا أنها تتوسع بشكل كبير وتندمج معها جماعات يمينية متطرفة تشبه توجهاتها.
إلا أن الغريب في شأن هذه الجماعة أن من يترأس الجماعة إنريكي تايلور، الذي اعتقلته الشرطة قبل يومين، صاحب أصول إفريقية وكوبية.