تزامن تنصيب جو بايدن رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية مع الذكرى العاشرة لثورة 25 يناير بمصر وانطلاق ثورات الربيع العربي، وهو ما جعل البعض يستدعون مواقف الرئيس المنتخب جو بايدن من ثورة 25 يناير 2011، ويتحدثون عن أن الديمقراطيين يعودون لحكم أمريكا في هذا التوقيت، حتى يعيدوا مصر والمنطقة العربية إلى الفوضى من جديد، ولكن ما مواقف الرئيس النتخب جو بايدن من مصر والرئيس الراحل محمد حسني مبارك وثورات الربيع العربي؟ وهل يخطو على خطى أوباما أم له وجهة نظر أخرى؟
تغريدة علاء مبارك
لكي يمكن فهم موقف الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن من مصر، يجب العودة لمواقفه قبل ثورة يناير، وهو ما كشف عنه نجل الرئيس الأسبق، حسني مبارك، علاء، بنشره صورا قديمة تجمع والده ووالدته، مع بايدن وزوجته.
وشارك علاء مبارك متابعي صفحته الرسمية على موقع تويتر صورتين جمعتا حسني مبارك ببايدن حين كان الأخير رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالكونجرس عام 2002.
وعلق نجل الرئيس المصري الراحل على الصورتين قائلا: 'الله يرحمك مفتقدينك'، في إشارة إلى والده الذي توفي مطلع العام الجاري.
مبارك وجو بايدن
رأي جو بايدن في ثورات الربيع العربي
وفقاً لصحيفة الفايننشيال تايمز التي أعادت فتح الملف مرة أخرى بعد نشر علاء مبارك الصورة التي جمعت جو بايدن بوالده، حيث قالت الصحيفة لم يكن الرئيس الديمقراطى جو بايدن مؤيدا لما حدث فى يناير 2011 فى مصر، والتى انتهت بتخلى الرئيس المصرى الأسبق حسنى مبارك عن منصبه، فقد كان من الفريق المعارض داخل إدارة أوباما للربيع العربى والذى تزعمه وزير الدفاع وقتها، روبرت جيتس وآخرون، وهو نفس الفريق الذى لم يكن مرحبا بالاتفاق مع إيران أو التساهل مع حماس.
ودافع بايدن، فى مقابلة تليفزيونية مع برنامج News HOUR يوم 27 يناير 2011، عن الرئيس الأسبق مبارك ورفض وصفه بالديكتاتور، بل وصفه بالحليف.
وردا على سؤال إذا ما كان يعتقد أن هناك موجة من الديمقراطية تهب على المنطقة العربية وأن نظرية الدومينو تعمل بعد سقوط النظام التونسى، وأن الدور على مصر، رد بايدن قائلا 'لا أعتقد بوجود هذه الظاهرة'.
وعند سؤاله عما إذا كان الرئيس مبارك يجب النظر إليه كديكتاتور، قال بايدن: 'مبارك كان حليفا لنا فى العديد من القضايا، وكان حليفا مسئولا.. ولن أصف مبارك بأنه ديكتاتور'.
تفاصيل العلاقة الخاصة
وهاتف بايدن حينذاك نائب الرئيس المصرى عمر سليمان مؤكدا تنديد الرئيس أوباما بالعنف الأخير فى مصر وداعيا جميع الأطراف إلى التزام ضبط النفس.
وفي 27 يناير 2011، أكد نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن، أن الرئيس المصري حسني مبارك حليفه داعيا إياه إلى التجاوب مع التظاهرات واحتياجات الشعب المصري، ونشرت بعض وسائل الإعلام العربية والأجنبية هذا التصريح الذي أعادت الفايننشيال تايمز نشره'.
جو بايدن
وقال بايدن لشبكة (بي.بي.اس) إنه يعرف مبارك جيدًا، وأن الوقت حان للرئيس مبارك ليبدأ التحرك تجاه أن يكون أكثر تجاوبا مع بعض احتياجات الشعب هناك، مشيرا إلى عدم رؤيته أي رابط بين الأوضاع الراهنة في تونس ومصر واليمن.
وذكر أن مبارك، كان حليفا في عدد من الأمور وكان مسؤولا جدا في مصالح جيوسياسية في المنطقة وعملية السلام في الشرق الأوسط والإجراءات التي اتخذتها مصر فيما يتعلق بتطبيع العلاقات مع إسرائيل.
هل سيسير بايدن على خطى أوباما؟
دعا إيريك بوردنكيرشر، الباحث في مركز تنمية الشرق الأوسط التابع لجامعة لوس أنجلوس كاليفورنيا 'UCLA'، الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن إلى تجنب السياسة التي اتبعها سلفه باراك أوباما تجاه الشرق الأوسط، لا سيما فيما يخص دعمه لجماعة الإخوان في مصر وليبيا، وتوسيع النفوذ الإيراني ضد السعودية.
وأضاف الباحث في مركز تنمية الشرق الأوسط، في مقال له على موقع 'ويكلي بليتز' الآسيوي، أن أوباما كان يعمل على إنكار عنف وتطرف الإخوان ويسعى لتبييض أجندتهم التوسعية، ما أدى إلى الإضرار بمصالح دول المنطقة وخلق حالة من الفوضى، وموجات من العنف سمحت بانتشار جماعات الإسلام السياسي المتطرفة، وعلى رأسهم داعش والقاعدة فضلا عن تعزيز التدخلات الخارجية في أزمات دول المنطقة والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان.
وقال الباحث إنه لا ينبغي على بايدن إحياء سياسة أوباما في الشرق الأوسط، نظرا لأن سياساته فعلت الكثير لجعل الوضع السيئ أسوأ، وألحقت الضرر بعلاقات أمريكا مع الحلفاء الإقليميين الرئيسيين، كما أنها أضعفت المصالح الإقليمية للبلاد بشكل عام، وتابع أن سياسات أوباما أدت إلى خلق حالة فراغ في السلطة ساهمت في زيادة تهديدات تنظيم داعش الإرهابي، وتعميق النفوذ الإيراني، في حين أدت تدخلاته في ليبيا إلى خلق حالة من الفوضى المماثلة، إلى جانب جعل الباب مفتوحًا أمام الحصول على أسلحة نووية إيرانية واستمرار توسعها المهيمن، ما أدى إلى خسارة أمريكا أبرز حلفائها الإقليميين.