البدرى فرغلي نائب بورسعيد التاريخي.. قضى حياته بالمقهى وانتصر لأصحاب المعاشات.. تفاصيل آخر حوار له مع "أهل مصر"

وفاة البدري فرغلي عضو مجلس النواب السابق
وفاة البدري فرغلي عضو مجلس النواب السابق

حالة من الحزن أصابت الشارع البورسعيدى إثر وفاة البدرى فرغلى، أشهر نائب عرفته المدينة على مدار الـ 50 عاما الماضية، والذى يمتلك تاريخًا سياسيًا كبيرًا، وأول نائب بالمحافظة يقضي حياته بين المواطنين على أحد المقاهى بحى الشرق.

وفاة البدري فرغلي

ولد البدرى فرغلى فى بورسعيد عام ١٩٤٧، من أسرة تحت خط الفقر، وكان والده عاملا بالشحن والتفريغ فى الميناء، ولديه ستة أخوة، وبعد حصوله على الابتدائية ترك الدراسة وعمل بالشحن والتفريغ مع والده ليساعد فى نفقات المنزل، كان يهوى القراءة، وكان شغوفا بقراءة كتب التاريخ، وكان يقوم بتأجير الكتب من المكتبة ليقرأها ثم يعيدها لأنه لا يملك ثمنها.

حياة قاسية عاشها البدرى فرغلى فخلقت بداخله روح التمرد والنضال ليظل باحثا عن حقوق المواطنين حتى آخر نفس فى حياته.

كان العامل الوحيد الذى يقرأ ويكتب، وهذا ما جعل زملاءه يشجعونه على الترشح لنقابة عمال الشحن، فكان أمينا على مشاكلهم، وكان نائبا للنقيب ثم نقيبا على مدى ٣٠ عاما.

وفاة النائب السابق البدري فرغلي

عندما كان عمره 9 سنوات شنت إنجلترا وفرنسا وإسرائيل العدوان الثلاثى بهجمة على بورسعيد، فتدرب على حمل السلاح، وفى سن ١٨ عاما كان عضوا قياديا بالمقاومة الشعبية، وخلال الاستنزاف كان حكمدار جماعة داخل فصيلة، ومجموعته تضم عشرة أفراد، وشارك فى أعمال عسكرية كثيرة منها المشاركة فى يوم الدفاع الجوى من خلال فريق السد النارى الذى يتصدى للطيران المنخفض، كما شارك كثيرا فى التصدى لعمليات الإبرار الجوى للطائرات الإسرائيلية.

وفاة البدرى فرغلىمحررة 'أهل مصر' مع البدري فرغلي خلال لقاء سابق قبل وفاته

وفي آخر حوار له بمناسبة الاحتفال بعيد بورسعيد القومى 23 ديسمبر 2020، قال لـ'أهل مصر': فى أحد الأيام كان الظلام كثيفا، لكننا شعرنا بأصوات خافتة، ورأينا طائرة منخفضة، فوضعنا آذاننا فوق الأرض، وتأكدنا من الأصوات، وأن هناك محاولة إبرار جوى، فطلبت من مجموعتى رغم الظلام أن نستعد لإطلاق النار دفعة واحدة بشكل متواصل، وبالفعل فتحنا النار مرة واحدة، حتى هربت الطائرة، ومع ضوء النهار اكتشفنا أننا أصبنا عددا من الجنود ونجحنا فى إفشال عملية الإبرار الجوى'.

وأكد أن زملاءه بالشحن كانوا أيضا وراء دفعه للترشيح فى البرلمان، وهم الذين تولوا عمل الدعاية والإنفاق عليها بقروشهم القليلة فى مواجهة المنافسين المليونيرات، فكانوا يصنعون لوحات الدعاية من الصاج بعد رشه بالبوية.

وفاة البدري فرغلي عضو مجلس النواب السابق

وعندما نجح أول مرة فى انتخابات البرلمان ١٩٩٠، أخذه أحد أصدقائه لشراء حذاء جديد، لسوء حالة حذائه، وقرر من وقتها ألا ينفصل عن الناس، وأن يعيش مثلهم ووسطهم، فلم يترك دراجته البسيطة التى كانت وسيلة مواصلاته الوحيدة قبل فقدان بصره.

فقد بصره يوم شم النسيم عام ٢٠١١، بسبب وجبة فسيخ فاسدة، ورغم أن الدولة أرسلته للعلاج فى الخارج، إلا أن العلاج فشل، وضاع نظره نهائيا، وقرر أن يواصل حياته وبدأ بالمطالبة بحقوق أصحاب المعاشات من خلال رحلة طويلة خاضها وهو فاقد البصر، لكنه كان يعيش بعيون أصدقائه.

تزوج قبل أن يكمل ١٨ عاما وأنجب ستة أبناء علمهم وزوجهم، وكان مبدأه فى تربيتهم 'عيش على أدك، حتى تحافظ على نزاهتك'، وحينما كان يشعر أن بعضهم لديه تطلعات كان يقمعها.

ناضل ٤٠ عاما من خلال العمل النقابى ثم البرلمانى، ومنذ حوالى عشر سنوات تفرغ لرئاسة اتحاد أصحاب المعاشات والمطالبة بحقوق هذه الفئة، فلم أعيد ترشيح نفسى فى البرلمان، خاصة أن سنه وصحته لا يسمحان بذلك فكان يقول 'لست رجلا لكل العصور'.

عام ٢٠١٥ طالب بضم الخمس علاوات إلى الأجر المتغير لأصحاب المعاشات، وقضت المحكمة لصالحه مما دعا وزارة التضامن وهيئة مفوضي الدولة بالطعن على الحكم أمام المحكمة الإدارية العليا، والتي أصدرت حكمًا لصالح أصحاب المعاشات بعد تعديل الطلبات بصحيفة الدعوى، ثم قامت وزارة التضامن بطلب الرأي القانوني للفتوى والتشريع بمجلس الدولة.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
نعيم قاسم: سنضرب تل أبيب بعد استهداف الاحتلال لـ بيروت