شاءت الأقدار لهما أن ينجبا 10 أبناء من بينهم 5 معاقين، أكبر الأبناء بلغ من العمر 55 عاما وأصغرهم 34 عاما، ومد الله في أعمارهما حتى تخطيا الـ 70 من عمرهما، ليخدما رغم ضعف بنيتهما الـ 5 معاقين الذين لا حول ولا قوة لهم، فقد أصابهم ضمور الأعصاب منذ سنوات طفولتهم المبكرة، والتي أرجعها الأطباء إلى زواج الأقارب بين الأم والأب، مؤكدين لهم بأن حالة أطفالهم لا علاج ولا دواء لها، وأنهم كتب عليهم البقاء في المشقة ما بقوا أحياء.
مأساة أب وأم أنجبا 5 معاقين
وتعود القصة المأساوية إلى نحو 55 عاما وأكثر، منذ تزوج 'حسن عبدالله عبدالرحمن' البالغ من العمر نحو 75 عاما، من ابنة عمه 'ثريا محمد علي'، المقيمان بقرية الطويلة التابعة لمركز فاقوس بمحافظة الشرقية، وأنجبا أطفالا طبيعيين لكنهم سرعان ما اكتشفوا عدم اتزانهم بدنيا عندما تتم أعمارهم 7 سنوات، لم يستطيعوا حمل كوب من الماء، بسبب انتفاضات ورعشات لا إرادية تصدر عن الأطفال، تردد الأب والأم على أطباء للكشف عن سر إصابة أبنائهم بنفس الحالة المرضية العجيبة والغريبة التي لم يعرفوا لها تشخيصا، حتى اضطر الأبناء التغيب عن المدرسة لأنهم كانوا لا يستطيعون الوقوف ويسقطون أرضا وتفعل بهم الأقدام مفاعلها في حوش المدرسة وفي الشارع.
الأسرة المكلومة
زاد الأمر سوءًا بتوالي إنجاب الأم، وكان الأطفال يعانون نفس الحالة الصحية، فلجأ الأب إلى أطباء بالقاهرة والذين أخذوا عينات من أطفال الأسرة الحزينة، وأرسلوا بها لألمانيا وكانت النتيجة بعد شهور، إذ أكد الأطباء للأبوين أن ما أصاب أبنائهم هو نتيجة طبيعية لزواج الأقارب والذي نتج عنه تشوه الجينات الوراثية وإصابة الأبناء بمرض وراثي خلاصته ضمور في الأعصاب، وشددوا عليهم بألا ينجبا مرة أخرى، ويكتفيا بما رزقهما الله، وكان من بين الأطفال البعض معافى سليم لكن البقية معاقين.
رجال بأجسام أطفال
وقالت الأم 'ثريا محمد علي': 'كنا خلفنا 8، وزوجي قالي ما تخلفيش تاني لأنهم هيتصابوا بنفس الداء، لكن كان عندي أمل أخلف عيال أصحاء ومعافين، وفضلت أخلف لحد ما وصلوا 10، والنصيب قال كلمته، منهم 5 معافين و5 معاقين، وكل ما بيتقدموا في السن حالتهم بتسوء أكتر، طول عمري كنت بخدمهم كانوا بيكبروا ومسؤولياتهم تزيد وحملهم يتقل عليا، لحد ما بقيت ست عجوزة ولسة لازم أشيلهم واعمل ليهم كل حاجة بنفسي وما بقتش قادرة، هما أطفال لكن بأجسام رجالة.. حسب قولها'، ورفعت السيدة الأم يدها للسماء متضرعة لله: 'اجعل يا رب يومي قبل يومهم، لو مت قبلهم مش عارفة مين هايخدمهم ويرعاهم'.
الأم المسنة
وأضاف الأب السبعيني الذي أنهكه المرض ونالت منه الشيخوخة، وتوالت عليه الأمراض إذ تعافى من جلطة في القلب، والآن يعاني من أورام في الغدة الدرقية: 'كنت زمان بصحتي وبشتغل بذراعي، وكنت فلاح بشتغل بالنص في الأراضي، موضحا: 'كنت بزرع أراضي الفلاحين بالنص وذلك أربي مواشيهم بالنص، وكان رزقنا واسع والصحة كانت عال، متابعا: 'كان ربنا عاطينا وكنت كريم على أهل بيتي الولد المحتاج لعلاج ما أبخلش عليه، والمحتاج تعليم أعلمه وأصرف عليه آخر جنيه معايا، لافتا إلى أن له أبناء 5 معافين نالوا حظا من التعليم من بينهم 3 أبناء نالوا شهادات جامعية، مشيرا إلى أن صحته لم تعد تحتمل عمل أو مجهود خاصة بعد إصابته بالغدة الدرقية فأصبح لا يقوى على عمل أو حتى خدمة أبنائه إلا قليل لمساعدة زوجته السبعينية'.
استغاثة الأسرة بأهل الخير
وأكد الزوجان السبعينيان، أن الله كان دائم الستر لهما ورزقهما ومتعهما بصحة وستر وعافية ربما جزاءً لصبرهما على ما صبروا من تربية الأبناء الـ 10، والصبر على إعاقة الـ 5 منهم، وحسن التعامل معهم واحتمال عدم قدرتهم على الحركة، إلا أن الأب ناشد المسؤولين بأن يجدوا فرصة عمل لنجله الثلاثيني المعافى والحاصل على الثانوية العامة، لأنه عائل والديه الوحيد وأخوته الـ5 المعاقين، فضلا عن أنه زوج وأب لطفلين، مؤكدا على ضرورة توظيفه بأي مصلحة حكومية أو عمل ثابت لاستقرار حياته، لأنه ترك التعليم لمساندة والده في زراعة الأرض وتربية المواشي، لكنه يريد له عملا مستقرا فربما تنهار صحته من حيث لا يدري هو الآخر'.
الأسرة المكلومة
وقالت الأم: 'لا أطلب إلا الستر والصحة ورضا الله علينا، وإن كان لي طلب من المسؤولين أو رواد الخير، فأطالبهم بعمل ما يروه مناسبا لأسرة حرمت ملذات الحياة وأن يساعدونا بالطريقة التي تناسبهم وتخفف عنا بعض من الألم فقد تقدمنا بالعمر ونفسي في عمرة وزيارة بيت الله'.
الأسرة المكلومة
الأسرة المكلومة
الأم
الأب
الأسرة المكلومة
الأسرة المكلومة
الأسرة المكلومة
الأسرة المكلومة
الأسرة المكلومة