لم تمر سوى شهور قليلة على إنتاج لقاحات لفيروس كورونا المُستجد 'كوفيد 19'، حتى تلقفته مصانع 'بير السلم' في الصين لتقدم عقارًا مقلدًا من عقار 'سينوفارم'، والجريمة بدأت من مدينة 'ووهان' منشأ الفيروس.
مصانع بير سلم في الصين تنتج لقاحًا لكورونا
في 2 فبراير الجاري، اعتقلت الشرطة الصينية 70 مشتبهًا به في بيع لقاحات مزيفة في الصين وخارج الصين، وكانت الحالة الأولى لغش هذا اللقاح في مدن 'كونج مو' و'كياو مو'، كما باع أفراد آخرين عقارات تم تقليدها في المنازل.
مصانع بير سلم في الصين تنتج لقاحًا لكورونا
وكشفت مواقع صينية، عن أن هناك شخصين هما 'كونج' و'تشياو'، لهم سوابق تزوير في العملات وأشياءٍ أخرى، انتقل نشاطهما إلى تزييف اللقاح، حيث بحثا في الإنترنت عن أساليب الحقن وتعبئة القاح، واشترى الاثنان محاقن مملوءة مسبقًا واستخدموا المحلول الملحي العادي لصنع لقاحات كورونا جديدة مزيفة في غرف الفنادق والمنازل المستأجرة، وبدأوا ببيعها على نطاق داخلي لأفراد ثم بحثا عن بعض الأقارب لتصميم ملصق مشابه تمامًا للقاح الصيني الأصلي، لتكتمل عملية البيع بشكل كلي.
مصانع بير سلم في الصين تنتج لقاحًا لكورونا
الأمر تطور وبدأت عدة شركات في الصين من مافيا السوق السوداء، في استغلال الأمر وتوصلا إلى 'كونج' و'تشياو' واتفقا معهما على توسيع عملية التزوير، لكن بإضافة مادة 'الزئبق' على المكونات التي استخدموها مع المحلول الملحي الفسيولوجي، وتم إنتاج 58 ألف لقاح مزيف، وحققوا ربحًا يبلغ حوالي 18 مليون يوان، داخل الصين فقط في نوفمبر 2020.
وفي 22 ديسمبر، قرر 'الجنرال تشين ويان'، صاحب إحدي الشركات الصينية من الباطن المتورطة مع 'كونج' و'تشياو' في بيع اللقاحات المزيفة وهي شركة لبيع الأقنعة الواقية 'الكمامات' والملابس في إنتاج كميات أكبر من اللقاح الصيني المزيف لبيعه خارج الدول لبعض الدول الفقيرة بهدف الربح، وفقًا لموقع 'صيناصين نيوز'.
تفاوض 'الجنرال تشين ويان' وآخرون من 3 شركات أخرى على تفاصيل الصفقة وتقسيم العمل، وقرروا شراء 2000 لقاح من 'كونج' و'تشياو' بـ1.32 مليون يوان، وقسم 'تشين ويان' صاحب الشركة مجموعة اللقاحات إلى أربع حاضنات، ونقلها إلى مدينة 'شنتشن' عن طريق الجو عبر شركة لوجستية، ثم نقل 'ويان' الدفعة الأولى المكونة من 600 لقاح إلى هونج كونج من خلال وسيط على شكل شحنة مخفية، ثم تم شحن هذه اللقاحات إلى الخارج، وكانت أول شحنة للخارج مكونة من 600 لقاح خرج من 'هونج كونج' إلى أندونيسيا عبر شريك 'ويان'، وهناك تم بيعها لبعض الشركات الصغيرة في عدة بلدان صغيرة في إندونيسيا على أنها لقاح صيني معتمد من الحكومة بعد تزوير الختم والعلب وكل ما يخص الاسم والمنتج، وفي 22 يناير الماضي تم شحن الدفعة الثانية من 1200 لقاح إلى هونج كونج بنفس الطريقة.
وذكرت صحيفة 'بيبولز ديلي' في الأول من فبراير، أن 3000 لقاح مزيف ل دخلت السوق في الصين.
الكارثة أن هناك من تناول اللقاح المزيف وتعرض للتسمم، وفي يناير الماضي أبلغت بعض المستشفيات عن 200 حالة تسمم في الدم نتيجة لحقنهم بمادة سامة وبتحليل العينات تم التعرف على 'مادة الزئبق' بها، وبالبحث في حالات أخرى وجد أن هنا 400 حالة أخرى في هونج كونج تم الكشف عنهم بنفس الطريقة من خلال عدة مستشفيات.
سارع البعض في الصين إلى تناول اللقاح بسبب سعره الذي لا يعتبر مرتفعًا وهو 480 يوانًا، بما يساوي 74.33 دولار أمريكي، وكانت حصيلة شركة الجنرال تشين ويان من بيع هذه اللقاح المزيف 547 ألف يوان، وكان الدفع يتم عن طريق عملة البيتكوين.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
