"السيستم واقع".. ترددت الجملة كثيرا في الآونة الأخيرة على ألسنة طلاب الثانوية العامة لمرحلتي النقل، وأولياء أمورهم، منذ انطلاق امتحانات الترم الأول بعد انتهاء إجازة نصف العام أمس السبت الموافق 27 فبراير الجاري.
وتسائل عدد كبير من أولياء الأمور والطلاب، لماذا لا تلجأ وزارة التربية والتعليم، إلى عقد الامتحانات ورقيًا، لطالما يذهب الطلاب إلى مقر المدرسة لأداء الامتحانات عبر التابلت.
وفي هذا الصدد، قال الدكتور حسن شحاته، الخبير التعليمي، إن هناك 23 مليون متعلم في التعليم ما قبل الجامعي والرقم نفسه في التعليم الجامعي، يتم اختبارهم داخل المدارس والجامعات، في ظل انتشار جائحة كورونا وهذه تعد خطوة جيدة تؤكد قدرة الدولة على مواجهة تداعيات الموجة الثانية من الجائحة.
وأضاف الخبير التعليمي في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر"، أنه لأول مرة يتم التعليم والتقويم من خلال نظام "أون لاين"، وهذا يؤكد على اهتمام المنظومة بمهارات التفكير العليا، ويؤدي إلى قياس القدرات الحقيقية لدى المتعلمين، مشيرًا إلى أنه لم تأتي أي شكوى من الطلاب على نوعية الأسئلة في الامتحانات، وذلك لأن الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم، اهتم بأساسيات المنهج والقضايا العامة داخل المقررات، وطالب بأن لا تصل صعوبة الاختبارات إلى مستوى التفاصيل والتفريعات، لافتًا أن الأسئلة دقيقة تقيس القدرات العامة للمتعلم.
وأوضح شحاتة، أن ما حدث من مشكلات في السيستم لا تعد مشكلة وزارة التربية والتعليم، ولكنها مسئولية وزارة الاتصالات، وأنه تم التغلب على هذه المشكلة في امتحانات الصف الثاني الثانوي اليوم، من خلال تنويع بدايات الامتحانات، حيث أن بدأت بعض المحافظات في تمام التاسعة صباحًا، وباقي المحافظات بدأت في العاشرة، مع العلم عدم السماح للطلاب بالخروج من اللجان قبل نهاية الوقت المحدد بساعتين, وذلك لعدم حدوث ضغط على السيستم يؤدي إلى المشكلات.
وأكد شحاتة، أنه هذا النظام الإلكتروني أفضل بكثير من أداء الاختبارات ورقيًا، حيث أنه يتم تصحيح الامتحانات إلكترونيا دون تدخل العامل البشري، بطريقة موضوعية ودقيقة، مما يحقق العدالة والموضوعية بين الطلاب.
وأشار إلى أن الطلاب الذين قابلتهم مشكلة تقنية يحصلون على الدرجة كاملة، مثل الطالب التي فقدت ورقة إجابته، وليس هناك شبهة في عدم تكافؤ الفرص لأن هذه سنوات نقل والهدف منها النجاح أو الرسوب فقط، وما يحدث هو تمهيد لامتحانات الثانوية العامة، حتى لا تحدث مثل هذه المشكلات.
وفي السياق ذاته، قال الدكتور أسامة مصطفى، خبير تكنولوجي، بشأن مشكلة سقوط السيستم أثناء أداء الاختبارات، إن هذه المشكلة لها شقين، الأول خاص بالبرامج الخاصة بالنظام نفسه، والثاني يتعلق بالسيرفرات، والإثنين إذا كان غير مؤهلين لاستقبال عدد كبير من المعاملات في نفس الوقت تحدث مشكلة سواء بسبب قواعد البيانات أو السيرفر.
وأضاف الخبير التكنولوجي في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر"، أن هذا الضغوط على السيستم لا تُعد مبررًا للوزارة، خاصة أن هناك برامج لاختبار السيستم قبل إجراء الامتحانات، لتفادي الوقوع في مثل هذه المشكلات، موضحًا أن السرفرات التي يتم استخدامها عالميًا في جميع المواقع التي يحدث عليها ضغط من المستخدمين، مثل "فيس بوك وتويتر" وغيرها من المواقع تسمى "السيرفرات السحابية" وهذه تتمدد بزيادة الاستخدام.
وتابع: "مفيش حاجه اسمها السيرفر بيقع"، لأن هذا السيرفر متصل بعدد من السيرفرات الأخرى ينتقل إليها مباشرة فور ملئه، مؤكدًا أن السبب الرئيسي في مشكلة امتحانات الثانوية العامة هو عدم إجراء التجارب بشكل كافي، وعدم وجود خطط احتياطية بديلة، تحسبًا لمواجهة العقبات.
ومن جانبه، قال الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، إن جملة "السيستم واقع" المستخدمة في وصف امتحانات الثانوية العامة، لمرحلتي النقل خاطئة بكل مقياس علمي، موضحًا أنها لا تحدث إلا نوعًا من الخوف والبلبلة وإطلاق هاشتاج للهروب من فكرة معينة.
وأضاف شوقي، أن الوزارة تجري الامتحانات الحالية على السحابة وليس خوادم المدرسة، مشيرًا إلى أن تجهيز الخوادم للامتحانات يستغرق وقتًا كبيرًا.