'يا مكوة العز يا ولعة يا منضفة كل الحتة'، كلمات أغنية للعبقري الراحل محمود شكوكو في الستينات.
في شارع 'المبيضة'، شرق مدينة الفيوم، ترى أصحاب المهن والحرف القديمة، صنايعية وتجار بنظارات طبية وشعر أبيض، و حركه بطيئة.
رصدت كاميرا 'أهل مصر' عم إبراهيم أحمد قطب، والذي يقترب من عامه الـ 80، وشقيقه 'محسن'، يعملان على بنك منخفض فوق سطح الأرض بقليل، بخلاف المكوجي العادي، حيث يقوم كلًا منهما بأداء عمله جالسا أو راكعا أو منحنيا، وذلك لأكثر من 60 عامًا وسط أدوات بسيطة وهي 'مكواة' حديدية ثقيلة الوزن، تأخذ شكل المثلث، ذات ذراع طويلة لا يقل طولها عن 50 سم، ووزنها عن 30 كيلو جرام.
مكوجي الفيوم
يقول عم قطب الذي يحاول تجميع الكلمات بصعوبه ولا تفارقه الابتسامه: 'أنا ا٦قدم أسطى مكوجي رجل في محافظة الفيوم، اشتغلت وكان عندي 10 سنين، ورثة الصنعه من أبويا اللي كان بيلسعني لما اخسر شغل أو يطلع شغل مش مظبوط، كنت باخد قرش في كل قطعة، وأواصل الشغل 10 ساعات يوميا، ثمن الجلبية كان 25 قرش، دلوقتي حسب نوع القماش المتر بـ 300 جنيه'.
ويُضيف عم قطب: 'أعمل أنا وشقيقي محسن في المحل لأكثر من ٨ ساعات يومياً لننفق علي أسرتي المكونه من ٥ أفراد جميعهم، يعملون في مهن أخري'.
مكواة الرِجل في الفيوم
مكوجي الفيوم
ويتابع: 'أصبحت مهنة مكوجي الرجل حاليا على وشك الاندثار مع الوقت، ولن تجد من يعمل بها تدريجيا، حيث يعمل بها عدد قليل جدا، فالجميع يرغب فى العمل بالبخار كما أنه مع مرور السنوات سوف تختفي تماما، لأن هذا العمل مرهق جدا وشاق بالنسبة للرجال، فما بالك بشباب اليومين دول لأن المكواة ثقيلة جدا، لكن لأنها أيضا تتعامل مع النيران والتي تعمل بهذا الشكل وتتحمل هذه المشاق في هذه المهنة الشاقة'.
مكواة الرِجل في الفيوم
مكوجي الفيوم
ولفت عم قطب، إلي أنه 'مع مرور الوقت تنخفض كميه الملابس التي نقوم بكيها يوميا، وبرغم قلة الزبائن سأظل أحافظ علي مهنتي، رغم مشقة العمل والظهر اللي اتحنا أكتر من خمسين سنة'.
ويواصل حديثه قائلا: 'مازال البعض متمسكا بارتداء العباءة والجلباب، والملابس المصنعة من الصوف، الأمر الذى يدفعهم إلى الذهاب لمكوجى الرجل منهم العمد والمشايخ بقرى الفيوم.
مكواة الرِجل في الفيوم
مكوجي الفيوم
واختتم عم قطب حديثه قائلًا: 'بحب اسمع أغنية دستة مناديل لكارم محمود، من فيلم يحمل نفس الأغنية ده أنا يوم المنى يوم ما أكويلك.. ولا تحرمنيش من مناديلك.. كانوع من التسليه والترفيه لمشقه العمل بالمكوه طول النهار'.