كورونا يختبئ فى الأسواق الشعبية.. تحذير (صور)

العتبة
العتبة

العتبة والموسكي ووكالة البلح الأكثر خطرًا في نشر الوباء

جولة بأسواق القاهرة تكشف حجم الكارثة ..والإجراءات الاحترازية منعدمة

تزاحم وباعة جائلون وسيارات وأشخاص متلاصقون، وبضائع تغطى الأرصفة والطرقات أيضًا، لا إلتزام بالإجراءات الاحترازية ولا تباعد اجتماعي.. هنا العتبة، أكبر أسواق القاهرة الكبرى، هنا بيئة خصبة لوجود فيروس كورونا وانتشاره.

هذا المشهد ليس في سوق العتبة فقط، إنما يتكرر كثيرًا في جميع الأسواق المنتشرة بالقاهرة والمحافظات أيضًا، الأمر يزداد صعوبة مع اقتراب شهر رمضان الذى يزيد معه الزحام داخل الأسواق، خاصة في ظل انتشار فيروس كورونا ونحن الآن في الموجة الثانية لانتشار الوباء، ونقترب من الثالثة.

الموسكي، وكالة البلح، العتبة، سوق التلات، شارع عبدالعزيز، الغورية، سوق الصاغة، خان الخليلي، الصاغة، سوق الجمعة، الإمام الشافعي، وغيرها الكثير، كلها أسواق شعبية يتجمع فيها يوميًا آلاف البشر، من بائعين وزبائن ومارة، في بضع أمتار، ويتعامل الجميع مع بعضهم في مسافات قليلة للغاية، تكاد تكون منعدمة، فرصة الإصابة بالفيروس قريبة جدًا من الجميع دون استثناء، بالإضافة إلى أن الكثيرين لا يلتزمون بارتداء الكمامات أثناء تواجدهم بالأسواق، وهذا يزيد من فرص الإصابة بالفيروس وانتشار الوباء.

أخذنا جولة داخل بعض الأسواق بالقاهرة، لنرصد الوضع على أرض الواقع، وتقدير حجم الكارثة والمأساة التي يمكن أن تنتج عن التزاحم خاصة في ظل تفشى الوباء وقرب شهر رمضان الذي يزيد معه الزحام داخل الكثير من الأسواق.

البداية من سوق العتبة بالقرب وسط القاهرة، حيث مئات البائعين وآلاف الأشخاص من زبائن ومارة، وعدد كبير من السيارات التي تمر بنفس الشارع، تكاد من شدة الزحام لا تستطيع التجول داخل السوق، أو على الأرجح لن تستطيع حتى المرور منه، بكيات البائعين والبضائع المتراصة على الأرض وفوق الأرصفة وفى المحال أيضًا التي تعرض بضائعها بالخارج تحاصرك من كل جانب، وكأن هذه المنطقة ملك لهم ولا يحق لأحد المرور من شارع أو السير فوق رصيف.

كورونا حاضر هناك وبقوة، ولا أحد يلتزم بالتباعد أو الإجراءات الاحترازية، وكثير من الأشخاص لا يرتدون كمامات، ولا أحد يكترث بالوباء المنتشر، الكثير من السيدات يتجولون داخل السوق برفقة أطفالهم لشراء مستلزمات الشهر الكريم، فهذا موسم للبائعين، وموسم لكورونا أيضًا.

الشوارع الرئيسية المحيطة بميدان العتبة والشوارع الجانبية أيضًا تمتلئ بالبضائع المتراصة على الأرض وفوق الأرصفة والبائعين والزبائن والمارة هذا بالإضافة إلى سكان المنطقة، المشهد هناك مخيف، فهذه سيدة اصطحبت أولادها الصغار لشراء ملابس لهم من السوق، باعتبار أن الأسعار بسوق العتبة أرخص من المحال الكائنة بمنطقة وسط البلد، وهذه السيدة يبدو عليها البساطة، فهي لن تقدر على شراء ملابس لأولادها بمئات الجنيهات، فلجأت لسوق العتبة.

سوق العتبة سوق العتبة

السيدة وأطفالها الصغار لا يرتدون كمامات ولم يحافظوا على المسافات الآمنة والتباعد الاجتماعي كإجراء احترازي للوقاية من فيروس كورونا، مثلها مثل الكثيرين داخل السوق، فهناك تكدس كبير بالشوارع والطرقات. رجل كبير السن تخطى عمره الـ60 عامًا، جاء بصحبة زوجته لشراء بعض المستلزمات المنزلية من سوق العتبة، يتحدث مع أحد البائعين الجائلين وبجواره الكثير من الأشخاص الذين تسببوا في تزاحم كبير حول البائع، دون أن يكترث أحدهم بالإصابة بفيروس كورونا.

البائعين في السوق عددهم كبير للغاية ومنتشرين في كل أرجائه، وهم المتسبب الأكبر في التزاحم، بسبب تجمع عدد كبير من الأشخاص حولهم لشراء بضائعهم المتراصة في كل مكان، حيث أن البائعين يكادوا يكون متلاصقين فلا مسافة بين بائع وآخر إلا سنتيمترات.

العتبةالعتبة

من العتبة إلى شارع عبدالعزيز، الشهير بتجارة الأجهزة الكهربائية والتليفونات المحمولة، أيضًا يشهد تكدس من قبل المواطنين الراغبين في شراء الأجهزة الكهربائية والموبايلات، ويتكرر هذا المشهد يوميًا، كما أن الشارع ملئ بالمحال التجارية والأكشاك والباعة المتجولين والتجار والمارة، وكغيره من الأسواق المعروفة به تكدس وزحام وقلما تجد أحدًا ملتزم بالإجراءات الاحترازية ويحافظ على التباعد الاجتماعي، خشية الإصابة بالفيروس اللعين.

استكملنا جولتنا بالمنطقة وذهبنا إلى سوق الموسكى، وهو قريب من العتبة، نفس المشهد الذى رأيناه بالعتبة وربما أسوء، فالزحام أكبر فلا مكان هناك لقدم، حتى أون لم تكن ذاهبًا لشراء شيئًا ما، وأردت المرور من الشارع فقط، فسوف تجد صعوبة بالغة في ذلك، فتعد مهمة شبه مستحيلة، فكل ما تتقدم خطوة ستجد شخصًا أمامك.

حركة السيارات المارة بالشارع الممتد أمام الموسكى بطيئة للغاية من شدة الزحام الموجود، فالناس يتراصون أمام محال الأقمشة والعطارة والسجاد المنتشرة بالسوق، حتى أن الأرصفة أمام المحال مليئة بالبشر، والمحال من الداخل مكتظة بالناس.

العتبةالعتبة

يزداد الأمر سوءً مع قرب شهر رمضان حيث يذهب المواطنون لأسواق العتبة والموسكى والأزهر لشراء مستلزمات الشهر الكريم خاصة اليميش، وأيضًا بأسواق الموسكى والأزهر هناك زحام بسبب محال الفوانيس المنتشرة بهما والتي تعرض بضاعتها في الشارع وعلى الأرصفة لجذب الزبائن، حيث يعتبر شهري شعبان ورمضان موسم بالنسبة لهم، ويزداد الزحام داخل هذه الأسواق مع حلول الليل. بالقرب من سوق الموسكى يوجد سوق الغورية، المشهور ببيع مستلزمات شهر رمضان وخاصة المفارش القماش التي تتزين بهلال رمضان، وصور 'بوجي وطمطم' والمسحراتي' وفوانيس رمضان' وغيرها والتي تلقى رواجًا وإقبالًا كبيرًا من قبل المواطنين.

الموسكيالموسكي

تزدحم الغورية بعد المغرب بالزبائن خاصة خلال هذه الأيام قبل بداية شهر رمضان، فمعروف أن الغورية هى أكبر الأسواق لشراء مستلزمات الشهر الكريم، وفى ظل انتشار فيروس كورونا والموجة الثانية من الوباء والتي تعتبر الأشد فتكًا من الأولى فالوضع صعب للغاية، وهناك الكثيرين معرضين للإصابة.

الإجراءات الاحترازية داخل سوق الغورية لا يلتزم بها إلا القليلون، وهناك العديد من الأشخاص لا يرتدون كمامات ولا يوجد تباعد بين الأشخاص، كما أن البائعين متراصين بجانب بعضهم بالطبع الزبائن أيضًا.

فى الجهة المقابلة للغورية توجد الصاغة والتي تعتبر أشهر أسواق الذهب في القاهرة الكبرى، والذى بها الكثير من المحال التي تعمل ببيع الذهب وصيانة المشغولات الذهبية وتلميعها وكذا الفضة والحلى، يشهد أيضًا السوق زحام خاصة فى الليل، حيث يقصده الكثيرين وخاصة النساء لشراء المشغولات الذهبية والفضة.

السوق كغيره الوضع داخله غير مطمئن فخطر الإصابة بالفيروس موجود واحتمالات الإصابة قائمة، فشوارع الصاغة ذات مساحة ضيقة وتتراص فيها المحال وأمامها الزبائن، وهناك الكثير من المارة بالشوارع الجانبية بحارة الدرب الأصفر والجمالية وشارع المعز الذين يشهدون زحام شديد خاصة قبل شهر رمضان وفى الشهر نفسه يزداد الزحام الذى يزداد معه احتمال الإصابة بالفيروس وانتشار الوباء.

العتبةالعتبة

تركنا منطقة القاهرة الفاطمية وذهبنا بعيدًا حيث سوق وكالة البلح ببولاق أبو العلا، أحد أشهر الأسواق لبيع الملابس المستعملة والبالة فى مصر، ويتميز بأسعاره المنخفضة التي تعتبر في متناول الجميع، لذلك يعتبر مقصد للكثيرين خاصة منخفضى ومحدودى الدخل.

في الحقيقة سوق وكالة البلح الذي يعمل منذ الصباح الباكر ليس فى حاجة لقرب شهر رمضان كى يشهد زحامًا فهو تقريبًا طوال أشهر السنة مزدحم، وهذا أمر معروف لدى الكثيرين لكن فى هذه الفترة يزداد الزحام، حيث ياتى إلى السوق إلاف الزبائن من القاهرة والمحافظات والقرى البعيدة لشراء الملابس بأسعار زهيدة، تتناسب مع دخولهم.

على أرض الواقع أثناء جولتنا شاهدنا زحامًا شديدًا داخل سوق وكالة البلح وفى الشوارع الجانبية بالسوق التى ينتشر فيها البائعين أيضًا، ومعظم تجار السوق هم بائعين ليس لديهم محال، فكل بائع لديه 'استندات وكراتين' ويتراص الزبائن أمامه لمعاينة البضائع وشرائها.

أغلب الزبائن من السيدات والفتيات فهن الأكثر تواجدًا داخل سوق وكالة البلح، ولاحظنا أن كل الأسواق السابقة مزدحمة للغاية لكن الأمر داخل وكالة البلح أصعب بكثير فهناك زحام شديد وتكدس من قبل البائعين والزبائن والمارة أيضأ دون الالتزام بالإجراءات الاحترازية والتباعد الاجتماعي.

وكالة البلح وكالة البلح

يعتبر الباعة الذين يفترشون الأرصفة والشارع الرئيسي والشوارع الجانبية هم لسبب الرئيسي في الزحام، فعددهم كبير وبضاعتهم منتشرة في كل مكان خاصة على الأرصفة وفى الشوارع المحيطة، فالمشهد هناك مخيف، وفرص انتشار الوباء كبيرة والوعى فى حالة يرثى لها.

هناك عدة أسواق تقام فى القاهرة الكبرى لكنها مرتبطة بأيام معينة فلى الأسبوع كـ 'سوق التلات' الذي يقام بمنطقة المرج، و'سوق الجمعة' الذى يقام بمنطقة السيد عائشة، وهو من أشهر الأسواق المعروفة ببيع كل شيء، تلك الأسواق تشهد زحام شديد فى ظل انتشار الوباء واقتراب الموجة الثالثة من الفيروس حيث تقام بصفة دورية ويقصدها الألاف أسبوعيًا من القاهرة وخارجها.

وهناك أسواق أخرى كسوق الأمام الشافعى الذى يقام بجوار المقابر، والذى يقصده عدد كبير من الناس، ويشهد زحامًا أيضًا فى ظل كورونا.

الأزمة الكبرى أنه رغم التحذيرات التى تطلقها الحكومة ومنظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة من انتشار الوباء وضرورة تجنب الزحام والالتزام بالإجراءات الاحترازية فالبائعين يقيمون الأسواق ولا يكترثون بكل ذلك وأيضًا المواطنون يذهبون للأسواق غير مكترثين بحياتهم وحياة أبنائهم، ويظل الخطر قائمًا خاصة فى ظل انتشار الموجة الثانية من الوباء وازدياد الزحام مع قرب شهر رمضان فاحذروا.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً