'وَنَزَّلْنَا مِنْ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكاً فَأَنْبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ. وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ. رِزْقاً لِلْعِبَادِ'.. جاء ذكر النخيل في الآية الكريمة إشارة لعظمة خلق الله تعالى، ويُعد 'النخيل' رزقا للإنسان كثمرة وكمهنة، حيث كانت نخيل التمر مغروسة بمصر في عصور ما قبل التاريخ وهي في ذلك شبيهة بوادي الرافدين، ما يدل على قِدم توطن النخل في مصر، و'النخّيل' أو طالع النخل هي إحدى أقدم المهن في التاريخ وواحدة من أكثر المهن خطورة.
ففي محافظة الفيوم استطاع الفلاح الفيومي القديم بالمنجل وحبلٍ من الليف (المطلع) أن يُحافظ على مهنته، وتحاور 'أهل مصر' مع شخص يتسلق النخيل الطويلة بجسمه النحيل ليحصد رزقه.
'عم حسين السيد' ابن قرية فيديمين بمحافظة الفيوم، وهو أقدم طالع نخل بالفيوم، حيث ورث المهنة 'أبًا عن جد' وبدأ بالعمل فيها منذ 40 عامًا، حيث تعلم المهنة منذ أن كان عمره 15 عامًا من خلال والده، وفقًا لحديثه معنا، والذي يتسلق النخيل بحركات رشيقة وخفة متناهية ليستقر أعلاها.
ويُوضح 'عم حسين'، أنه يطلع النخلة بسرعة ويقدر على التحكم في أعصابه ويعرف كيف يتصرف بسرعة في أي موقف يقابله لأنه يبقى في الهواء ممنوع النظر أسفل النخلة حتى لا يصاب بدوار النخيل، مضيفا: 'اللي يطلع النخل مش ممكن يكون جبان اللي يخاف يغلط والنخل طوله أكثر من 30 مترًا'.
ويُضيف: 'تتعرض أشجار النخيل لمهاجمة عدد كبير من الآفات الحشرية في كل أجزائها المختلفة تشتمل على سوسة طلع النخيل ودودة البلح ودودة الطلع ودودة البلح، ويجب الاهتمام بسلامة النخيل عند إجراء العمليات الزراعية ونظافة البستان مع تجنب إحداث جروح في النخلة، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: أكرموا عمتكم النخلة فإنها خُلقت من فضلة طينة أبيكم آدم'.
واختتم 'عم حسين'، حديثه قائلًا: 'مواسم البدء في تلقيح النخيل تختلف بين مناطق محافظة الفيوم، بحسب الطبيعة الجغرافية والمناخية، والتي عادة ما تكون في شهر مارس، مع بداية ارتفاع درجات الحرارة في شهر أبريل'.