اعلان

تجديد فيمنيستي من شيخ الأزهر.. الطيب يحث على تولي المرأة المناصب القيادية والسفر بدون محرم وإلغاء بيت الطاعة

الأستاذ الدكتور أحمد الطيب - شيخ الأزهر
الأستاذ الدكتور أحمد الطيب - شيخ الأزهر

منذ أن أطلق الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر دعوته إلى تجديد الخطاب الديني، في حلقاته من برنامجه الذي يقدمه طوال شهر رمضان المبارك "الإمام الطيب"، لاقت هذه الدعوة ترحيبا كبيرا من معظم المفكرين والمثقفين، لا سيما أصحاب الفكر "الليبرالي"، والتي كان آخرها الحث على إعطاء المرأة كافة حقوقها بما يتطلبه العصر الحديث، والتي تشمل تمكينها من الحصول على حقها في تولي المناصب القيادية والقضائية، والسفر البعيد بدون محرم إذا كان السفر آمنا، وإلغاء ما يسمى ببيت الطاعة، وحقها من ثروة زوجها إذا كانت ساعدته في تكوينها، وغيرها من الحقوق التي كانت لا تحصل عليها المرأة في السابق تحت مسمى الشرع.

في هذا الصدد، تقول النائبة فريدة الشوباشي، المحامية والكاتبة الصحفية، إن هذه الدعوة الطيبة من شيخ الأزهر لتصويب الخطاب الديني، خاصة حديثه الأخير عن تمكين المرأة من كافة حقوقها، لا شك أنها خطوة إيجابية، تمثل صحوة أزهرية فريدة، ومن يقول غير ذلك يكون إنسان غير منصف.

وأضافت "الشوباشي" في تصريحات خاصة لـ «أهل مصر»، أن هذا التطوير بالطريقة الذي وضحها شيخ الأزهر، يمثل القيم المصرية الحقيقية وقيم الإسلام الحقيقي.

وأوضحت أنها كانت تطالب بأن يصدر هذا الكلام من شيخ الأزهر منذ سنوات عديدة، لافتة أن هذا الأمر أتى متأخرا بعض الشئ، لكن أن تأتي متأخرا خير من أن لا تأتي، مشيرة إلى أنها تريد أن تعود مصر كسابق عهدها منارة للعالم كله.

وتابعت الدكتورة فريدة الشوباشي: "تواصلت مع الإمام الأكبر قبل أكثر من 10 سنوات، قبل أن يتولى مشيخة الأزهر، وخلال فترة رئاسته للجامعة، وطلبت منه أن يكون هناك تغيير للمناهج التي يدرسها طلاب الأزهر، وتنقيحها من الفتاوى والأحكام القديمة، التي لا تناسب القرن الحادي والعشرين".

وأردفت"الشوباشي" أن كلام شيخ الأزهر لا بد من تعميمه وأن نسير عليه جميعا، خاصة فيما يتعلق بقضية "بيت الطاعة"، لافتة أن العلاقة بين الرجل والمرأة لا يجوز أن تكون مبنية على الإكراه، وإنما يجب أن يسودها الحب والمودة والرحمة.

وتابعت أن دعوة الإمام الأكبر سيكون لها أثر كبير في مواجهة الخطاب الديني المتشدد، الذي ينظر إلى المرأة كسلعة وجسد فقط، لافتة أن المرأة هي الأم وفي نفس الوقت الأخت والابنة، وأن لها دور كبير في بناء المجتمع.

وأوضح الدكتور عبدالله رشدي، الداعية والباحث الإسلامي، أن دعوة الدكتور أحمد الطيب إلى التجديد لا تتعارض مع ثوابت الدين.

وأضاف "رشدي" في تصريح خاص لـ «أهل مصر»، أن التجديد لا يتعدى على أصول وثوابت الدين المعروفة والمعلومة من الدين بالضرورة، من الآيات القرآنية، والأحاديث الصحيحة والحسنة والصحيح من الآحاد وليس كل الآحاد.

وأشار إلى أن التجديد لن يغير أحكاما ثابتة يسعى إليها "التيار العلماني"، مستغلين الدعوات إلى تطوير الخطاب الديني لتحقيقها، مثل إلغاء الحجاب وتغيير المواريث تحت مسمى مساواة الرجل بالمرأة، لافتا أن التجديد مطلوب للتيسير على الناس، وليس لمراضاة أحد أو لتغيير الأحكام الثابتة على حساب الدين.

وقال الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، إن هذه الدعوة تدعو لضبط الخطاب الديني، وتصحيح ما أفسده مشايخ "التيار السلفي" المتشدد.

وأضاف أستاذ الشريعة في تصريح خاص لـ «أهل مصر»، أن الرئيس عبدالفتاح السيسي قضى على أحلام هذا التيار الوهابي، في تحقيق أهدافهم، من تطبيق لأحكام الشريعة حسب أهوائهم، ومحاسبة الناس على أفكارهم وآرائهم، تحت مسمى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لافتا أن الرئيس السيسي بعد ثورة 30 يونيو، استطاع أن يوقف المد السلفي في مصر، وهذا نجاحا كبيرا يحسب له، ليأتي شيخ الأزهر ويطلق هذه الدعوة إلى التجديد في هذا الوقت، لتكون بمثابة القشة التي قسمت ظهور المتشددين والتكفيريين.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً