قصة كفاح شاب ووالدته.. "محمد مجدي" متوحد يختم القرآن ويعشق الإنشاد الديني (فيديو)

شاب التوحد عاشق لقراءة القرآن الكريم و الابتهالات و الانشاد الدينى
شاب التوحد عاشق لقراءة القرآن الكريم و الابتهالات و الانشاد الدينى

اختفى الأب من المشهد تماما، لينقسم دور البطولة في تلك الرواية على اثنين 'الأم والابن'، فتقول الأولى: 'انفصلت عن والده وعمره 9 سنوات فالأب مثل الطبيب الذي أكد أنه لا يوجد علاج لشفاء ابني، لذا أخشى عليه من بعدي فهو وحيد'.

هكذا بدأت هالة الشافعي الأم التي تبلغ من العمر 49 عاما، والتي تعمل معلمة 'علوم و رياضيات' بإحدى المدارس الابتدائية، قصتها لـ'أهل مصر'، فقالت: 'ابني محمد يبلغ الآن 20 عاما، وهو مريض توحد، لم أعلم أن ابني من مرضى التوحد إلا بعد فترة عندما اكتشفنا أنه لا يميز بين الصواب والخطأ بين الخطر والأمان ويكون لديه إفراط في الحركة لا يمكن التحكم فيه'.

الام مع ابنها محمد

وتابعت: 'كانت صدمة كبيرة لي ولوالده الذي لم يتقبلها، وعندما بلغ محمد من العمر 9 أعوام انفصلنا و قدمت دور الأم والأب وحتى الآن، وعانيت الكثير خاصة أني بمفردي دون سند ولم يسندني سوى الله سبحانه وتعالى، فقد كنت كثيرة الدعاء وكان لدي يقين بأن الله معي في كل وقت وتوكلت عليه في كل أموري، قرأت كثيرا عن أطفال التوحد وكان مرضا غريبا لم يدركه الكثير من الناس ولا يعرفون كيفية التعامل معه ويتلخص في كلمتين هما: عدم الإدراك'.

وأضافت: 'سافرت كثيرا إلى محافظة القاهرة ليخضع نجلي لجلسات تخاطب وتعديل سلوك، وفي جمعية حق أولادنا ببورفؤاد كان يتلقى محمد دروسا للتخاطب، وأخبرني الجمع أنه لا يستطيع تعلم القراءة والكتابة ولكني رفضت أن أجلس وأضع يدي على خدي بل فكرت كيف أتغلب على تلك المحنة بكل ثبات وإيمان'.

حوار محررة اهل مصر مع محمد مجدى الشاب مريض التوحد و حافظ القران الكريم

وعقبت الأم: 'كنت يوميا أذهب من بورسعيد لدمياط ومعي ابني محمد، وعندما أصل لدمياط أذهب به إلى مركز التخاطب وأذهب بعدها للمدرسة التي انتدبت بها هكذا استمر الحال على مدار سنة كاملة إلى أن تعلم محمد الكتابة بشكل جيد، وسط هذا الحزن الشديد الذي طالما أشعر به بداخلي إلا أنه كان ينتابني الأمل في شيء لم أعرف ماذا يكون، ولكن كنت دائما أرفع يدى للسماء للدعاء وأنا ادرك تماما بأن الله لن يخذلني'.

وأضافت الأم: 'بالفعل لاحظت أن محمد بدأ في تقليد مقرئي القرآن بشكل جيد وبتلقائية كبيرة كان يتابع إذاعة القرآن الكريم، بل كان يحفظ جميع البرامج بها وأصوات المذيعين وأسمائهم أيضا، ويقلد أصوات وأداء جميع الشيوخ، ويجيد أداء التواشيح والابتهالات الدينية والآذان أيضا،

سمعته يقرا سورة الملك بطريقة الشيخ العفافي فاشتريت له كمبيوتر، وكنت أفتح النت على القرآن الكريم وكان هو يستمتع بذلك'.

محررة اهل مصر مع الشاب محمد مجدى

وأضافت: 'نجلي يعشق الآذان وأمنيته أن يكون مؤذنا في أحد المساجد الكبرى، فقد اجتاز معهد القراءات وحصل على شهادة التجويد وهو الآن في مرحلة القراءات العالية ابني 'موسوعة إذاعة القرآن الكريم'.

واختتمت الأم حديثها: 'كل ما أطلبه هو الأمن والأمان لابني من بعدي، لا أفكر في أي شيء وليس لدى أي أمنية في الحياة، ولكن أخشى عليه من بعدي فأتمنى أن يتبنى موهبته أحد ليساعده في تحقيق أمنياته'.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً