تزيد حالات فيروس كورونا حول العالم خلال هذه الفترة مع تفشي الموجة الثالثة من الوباء مما يجعل اللقاحات هي الحل الآمن الوحيد بعدما تراجع الكثيرون عن إتباع إجراءات احترازية ووقائية ضد الفيروس حيث يجب أن يتم تطعيم أكثر من 70% من المواطنين لما يسمى المناعة المجتمعية للتغلب على الوباء.
من جانبه، أوضح الدكتور شريف حتة أستاذ الطب الوقائي والصحة العامة، أن الاتجاه لتصنيع لقاح فيروس كورونا في مصر أمر في منتهى الأهمية خاصة مع زيادة الطلب العالمي على الشركات المنتجة خلال هذه الفترة ولكن مع بدء تصنيع اللقاح في مصر سيكون هناك إنتاج مما يسهل قضاء الحاجة محليا ومن ثم التوجه للتصدير إلى دول قارة إفريقيا.
وقال الدكتور شريف حتة في تصريحات خاصة لـ "أهل مصر"، إنه من الصعب عمل اتفاقيات للحصول على لقاحي فايزر وموردنا لأكثر من سبب حيث هناك أسباب تكمن في التخزين بسبب درجات الحرارة المنخفضة التي تصل ل 70درجة تحت الصفر وبالإضافة إلى صعوبة النقل والتخزين في المطارات والمواني وحتى بعد الوصول على الرغم من ارتفاع معدل الفعالية والأمان الذي يصل إلى 92% ولكن هناك معايير أخرى تتبعها كل دولة قبل الحصول على أي لقاح لتوفيره للمواطنين فيها، مضيفا أن السعر أيضا يدخل ضمن هذه الأسباب وهل هناك اتفاقيات يمكن عملها بين مصر وأمريكا لاستيراد فايزر.
ولفت أستاذ الطب الوقائي والصحة العامة إلى أن هناك مصالح بين مصر والهند والصين وبالتالي سهل الحصول على لقاحي إسترازنيكا وسينوفارم وجاري العمل على تصنيع لقاحي سيتوفاك الصيني وسبوتنيك الروسي في فإكسيرا، مشيرا إلى أن وزارة الصحة أكدت أنه سيتم إنتاج 2 مليون في الفترة الأولى وهو معدل جيد في ظل عدم الإقبال الشديد من المواطنين للحصول على اللقاح ولكن مع استمرار توافر اللقاحات وحتى يطمئن الناس ويبدأ التصنيع والإنتاج فمن المتوقع الوصول إلى 40 مليون جرعة في السنة بجانب ما يتم استيراده وهو يكفي بالنسبة لأن الوضع الوبائي حاليا ثابت من حيث عدد الإصابات والوفيات بفيروس كورونا.
وقال الدكتور محمد عز العرب أستاذ الجهاز الهضمي والكبد والمستشار الطبي للمركز المصري للحق في الدواء، إنه إذا تم الاعتماد على استيراد لقاحات فيروس كورونا من الشركات العالمية فقط فلن تكفي عدد المواطنين أو الوصول لمناعة المجتمعية، حيث إن الأهم هو وصول اللقاح للمواطن في الزمن والوقت المناسب لوجود صراع على اللقاحات في العالم كله موضحا أنه شركة إسترازنيكا تعاقدت مع الاتحاد الأوروبي على 100 مليون جرعة خلال توقيت معين ولم يحصلوا سوى على 30 مليون جرعة فقط وحدثت مشاكل قانونية والتهديد بإغلاق مصنع إنتاج إسترازنيكا، فمن لديه أموال جاهزة سيحصل على اللقاحات فأكثر من 90% من اللقاحات حصل عليها الدول الغنية أولا.
وأضاف عز العرب في تصريحات خاصة لـ "أهل مصر"، أنه بالنسبة لآلية كوفاكس التي تتبع منظمة الصحة العالمية والتي يدخل فيها الاتحاد العالمي للقاحات جافي فمن المفترض وصول 40 مليون جرعة منه ولم يصل سوى عدد قليل فقط رغم الاتفاقيات التي تم إبراهمها من فترة طويلة ولكن الأمل حاليا في إنتاج اللقاحات بنفس المواصفات بتقنية know how وهي نقل التكنوجيا المعرفية للقاحات كورونا من الدولة المنتجة بنفس المواصفات، والمتوقع بحسب ما تم إعلانه سيتم إنتاج 2 مليون جرعة فقط من لقاح كورونا أي يمكن أن نغطي حتى آخر العام 20 مليون جرعة حيث أننا بدأنا التطعيم في 24 يناير ووصل حتى الآن 6 مليون جرعة من اللقاحات حيث تم تطعيم 2 مليون ومن حصل على جرعتين من اللقاح 400 ألف مواطن فقط وبالتالي فالأمل في التصنيع المحلى والفائض سيتم تصديره لإفريقيا وبالتالي فإن خطوات التصنيع المحلي أساسية ومهمة للوصول إلى 70 - 85% من المقيمين على أرض مصر حتى أن هناك أكثر من 6 مليون وافد.
وتابع خلال حديثه، أن لقاحات فيروس كورونا عبارة عن جرعتين ماعدا لقاح جونسون أند جونسون جرعة واحدة لذا فمصر تحتاج من 150- 150 مليون جرعة، لافتا إلى أهمية الاتجاه لعمل اتفاقيات مع شركة فايزر لأنها تنتج لقاح كورونا الأكثر فعالية وتتجه خلال الفترة المقبلة لإنتاج لقاح كورونا سهل التخزين من 2- 8 درجة مئوية بخلاف -70 درجة وبالتالي يجب الاتفاق معهم مع تدعيم التصنيع المحلي.
ومن المقرر استلام مليون و900 ألف جرعة من لقاح فيروس كورونا من إنتاج شركة استرازينيكا، كدفعة ثالثة ضمن اتفاقية كوفاكس بالتعاون مع التحالف الدولي للأمصال واللقاحات (GAVI)، ومنظمة الصحة العالمية، فضلاً عن استلام مليون جرعة من لقاح سيتوفاك الصيني، وذلك خلال شهر يونيو المقبل، حيث إن مصر استلمت حتى الآن 3 ملايين جرعة من لقاح سينوفارم الصيني من بينهم مليون ونصف جرعة مقدمة كهدية من دولة الصين، على أن يستمر استلام مزيد من اللقاحات تباعاً خلال الفترة القادمة.
وناشدت الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة، المواطنين مجددًا بأهمية التسجيل لتلقي لقاح فيروس كورونا، خاصةً كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة من خلال المنظومة الإلكترونية (http: //www. egcovac. mohp. gov. eg/)، كما تم تخصيص 400 مركز ثابت على مستوى محافظات الجمهورية لتلقي لقاحات فيروس كورونا، بالإضافة إلى مركز أرض المعارض، فضلاً عن التنسيق مع المحافظين لتخصيص مراكز مماثلة بجميع المحافظات، كما يتم التنسيق مع اتحاد الصناعات لتخصيص مراكز بالمدن الصناعية لتلقي العاملين بقطاع الصناعة اللقاح، ضمن خطة الدولة للتصدي لجائحة فيروس كورونا وفي إطار الاهتمام بالصحة العامة للمواطنين.