اعلان

أسعار الأسمدة والأعلاف تحرق الفلاحين والمربين.. والزراعة: برنامج طموح لحل المشكلة

الأسمدة والأعلاف
الأسمدة والأعلاف

مثّل ارتفاع أسعار الأعلاف في مصر، بجانب زيادة أسعار الأسمدة، في الآونة الأخيرة، أزمة للفلاحين ومربي الدواجن، ما اضطر البعض للعزوف عن الزراعة، فيما البعض الآخر لم ير حلا سوى رفع الأسعار، الأمر الذي يؤدي في النهاية إلى ارتفاع أسعار المنتج النهائى من الدواجن واللحوم على المستهلك، لا سيما أن مصر تستورد كميات ضخمة من الأعلاف سنويا وخاصة الذرة الصفراء وفول الصويا من أمريكا والبرازيل والأرجنتين وأوكرانيا، لكن النسبة الكبرى يتم استيرادها من أمريكا.

ومن هنا تظهر مشكلة جديدة وهو الاعتماد على الاستيراد، ويفتح 'أهل مصر' ملف مشكلة الأعلاف والأسمدة التى تؤرق الفلاح والمربي، وكذلك المواطن في النهاية عندما لا يستطيع تلبية احتياجاته من اللحوم والدواجن لارتفاع أسعارها في الأسواق في ظل الظروف التى تشهدها البلاد، ونستعرض آراء المتخصصين في حل الأزمة.

نقيب الفلاحين: ارتفاع أسعار اللحوم والدواجن الفترة المقبلة

وفي هذا الإطار، قال حسين عبدالرحمن أبوصدام نقيب عام الفلاحين، إنه على الرغم من استيراد مصر نحو 7 ملايين طن ذرة صفراء من الخارج، إلا أن الأخبار المتداولة عن شراء الصين لكميات كبيرة منها لن يؤثر سلبيا على أسعار اللحوم في مصر.

وتوقع نقيب الفلاحين في حديثه لـ 'أهل مصر'، ارتفاع أسعار اللحوم في مصر لأسباب أخرى غير الذرة الصفراء.

وذكر أن من أسباب ارتفاع أسعار اللحوم في السوق المصري، خروج الكثير من المربين من منظومة التربية، نتيجة انخفاض أسعار بيعها عن التكلفة، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار الأعلاف، وارتباك الأسواق بسبب كورونا، وثقافة الشعب السائدة في كثرة تناول اللحوم، وكل ذلك في النهاية يؤدي إلى ارتفاع أسعار اللحوم فهى حلقة مرتبطة ببعضها البعض تؤثر في النهاية على المواطن كمستهلك، وعلى المربي الصغير.

وأضاف أن مصر تشتري الأعلاف ومنها الذرة الصفراء بنظام تعاقد من دول كثيرة، موضحًا أن الأعلاف الخضراء في مصر زادت في الأونة الأخيرة بدرجة تغطي أى عجز في الأعلاف المصنعة على عكس ما كان متوقعا.

وأكد أبوصدام أن الفجوة ما بين الإنتاج والاستهلاك من اللحوم الحمراء تصل إلى 40% في التوقيت الحالي، حيث إن المصريين لا يقبلون بصفة عامة على شراء اللحوم المستوردة.

وذكر أن زيادة الأسعار الكبيرة ستؤدى إلى انخفاض أرباح المربين، وبالتالى التأثير سلبا على دورة التربية القادمة التى تستغرق 6 أشهر، لأن المربى ينفق على تربية مواشيه من خلال هذا الربح، وفى ظل الوضع الحالى لن يستطيع تحصيل أى أرباح تمكنه من استمرار التربية الموسم المقبل من تغطيتها.

كما تحدث نقيب الفلاحين على ارتفاع أسعار الأسمدة في السوق السوداء، مشيرًا إلى إنها كارثة تهدد انتاجية معظم المحاصيل الصيفية وسوف تؤدي حتما لارتفاع أسعار في معظم المنتجات الزراعية حيث يتجه بعض الفلاحين لتقليل التسميد أو تأخيره أو تقليل المساحة الزراعية لديه وأحيانًا لتبوير الأرض وتركها دون زراعة.

وقال: يباع طن الأسمدة من سماد اليوريا المدعم بـ 3290 جنيه وطن النترات المدعم 3190 جنيه، ويباع في السوق السوداء بأسعار مرتفعة وصلت في أسمدة اليوريا الي نحو 6500 جنيه للأبيض و7000 جنيه للأزرق ونحو 6300 جنيه لطن النترات.

وطالب وزارة الزراعة بضرورة مساندة الفلاحين في توفير الأسمدة بعيدًا عن السوق السوداء بأسعار مخفضة، لأنه حائرًا ما بين الحد من تسميد المحاصيل الصيفية للارتفاع الجنوني في أسعار الأسمدة بالسوق السوداء والتي وصلت بها شيكارة الأسمدة إلي 350 جنيه في بعض الأماكن والتي تزيد عن سعر الشيكارة المدعمة بنحو 185 جنيه للشيكارة الواحدة او تأخير تسميد محاصيله لعدم توافر الأسمدة المدعمة بالجمعيات الزراعية بما يهدد معظم المحاصيل الصيفية بقلة الإنتاج.

وأشار عبدالرحمن أن مصانع وشركات الأسمدة تتقاعس في توريد حصص الأسمدة لوزارة الزراعة وتفضل بيعها في السوق الحر أو تصديرها طمعا في زيادة الأرباح بالرغم من دعم الدولة لهذه المصانع بالغاز مقابل توريد 55% من إنتاجها لوزارة الزراعة بسعر التكلفة لتوريدها الي المزارعين في صورة أسمدة مدعمة.

وأوضح أن حل هذه الأزمة المتكررة على وزارة الزراعة إعادة هيكلة منظومة توزيع الأسمدة وإجبار الشركات المصنعة على توريد كامل حصصها للوزارة في المواعيد المحددة وزيادة رسم الصادر على الأسمدة المصدرة بالقدر المناسب، مع ضرورة تشديد الرقابة على بيع الأسمدة في السوق الحر للحد من تهريب الأسمدة المدعمة والحد من تفاوت الأسعار الكبير بين الأسمدة المدعمة والحرة بما يضمن ضبط السوق في النهاية، وانتشار السماد بسعر مدعم للفلاح.

رئيس شعبة الدواجن: نحتاج لحل فوري بعد سيطرة الصين على الذرة

توقع الدكتور عبدالعزيز السيد، رئيس شعبة الدواجن بالغرف التجارية، ارتفاع أسعار الدواجن نتيجة لزيادة قيمة الأعلاف محليا، موضحًا أن ذلك يرجع إلى الزيادة التى شهدتها أسعار الأعلاف فى البورصات العالمية، وقيام الصين بتخزين ملايين الأطنان لتلبية احتياجاتها، بجانب تداعيات فيروس كورونا.

وقال رئيس شعبة الدواجن في حديثه لـ 'أهل مصر'، إنه من المتوقع أن يصل سعر طن الذرة إلى 10 آلاف جنيه، خاصة بعد نقص المعروض حاليا بالأسواق وتعاقد الصين مع أمريكا على أكثر من ثلث محصولها من الذرة الموسم المقبل.

وطالب بضرورة وجود حل فورى لمواجهة النقص الحالى فى المعروض من الأعلاف وزيادة أسعاره المستمرة، حتى يتم التوازن في النهاية بين أسعار الأعلاف والدواجن في الأسواق، معلقًا: 'الارتفاع فى الأسعار سوف يؤثر على هامش ربح التاجر والمربيين سواء دواجن أو مواشي، إضافة إلى زيادة السعر على المستهلك النهائى سواء للحوم أو الدواجن'.

الزراعة: برنامج "طموح" لحل مشكلة الأعلاف

ومن جانبه، قال الدكتور عباس الشناوي، رئيس قطاع الخدمات بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، أننا في شهر أغسطس ما يعني أن جميع المحاصيل الصيفية وصلت إلى مرحلة الإنتاج ولا تحتاج إلى الأسمدة، معلقًا 'على سبيل المثال الذرة الشامية في مرحلة السنابل والقطن في مرحلة التفتح اللوزي والأرز في مرحلة لا ينصح فيها باستخدام الأسمدة'.

وأضاف في حديثه لـ 'أهل مصر': الأسمدة للمحاصيل الصيفية بدأت بالاستقرار ماعدا بعض المحاصيل البسيطة المتأخرة ولا تؤثر على الانتاج، لو في حق للفلاح المصري إحنا مستمرين معاه.

وذكر أن الأسمدة متواجدة للفلاحين في الجميعات الزراعية بأسعار مناسبة، ولم يتم زيادة أسعارها منذ 3 سنوات، وتباع شيكارة السماد اليوريا بـ 165 جنيها، والنترات بـ 160 جنيها، مضيفًا 'ذلك لا يمثل عبئا على الفلاح'.

وفيما يخص مشكلة الأعلاف، أفاد 'الشناوي'، بأنها عملية توزان بالنسبة للمنتج من المحاصيل وعلى رأسهم الذرة الشامية والفول الصويا، موضحًا 'الوزارة وضعت برنامج (طموح) من هذا العام لأكثر التقاوي من الأعلاف لتغطي احتياجات الدولة'.

وتابع: ' المشكلة معروفة وتم وضع استراتيجية هذا العام للفول الصويا، والذرة الشامية البيضاء محققين اكتفاء ذاتي منها ولكن الصفراء مصر تزرع 2.8 مليون فدان وهى مساحة كبير، ولكن نستورد لاحتياجاتنا لأننا لدينا انتاج داجني وحيواني كبير'.

وعلق: 'الوصول للاكتفاء الذاتي من الدواجن نجاح، والنجاح يقابله تغذية، والأراضي المزروعة مقارنة بالاستهلاك قليلة وخاصة أننا لدينا مشكلة محدودية المياه وهى التى تؤثر علينا في زراعة الذرة الشامية، بالإضافة إلى أن جزء منها يدخل في الصناعة المتعلقة في التسمين ومنتجات الألبان'.

وقال: 'لا توجد أي دولة في العالم تكتفي ذاتيًا من المحاصيل، عندنا اكتفاء ذاتي من الموالح، والبطاطس والفراولة والأرز ولدينا فائض تصدير ومحاصيل فيها اكتفاء ذاتي كثيرة، فنحن مثل كل الدول، لدينا محاصيل تحتاج توسع والأرض وموجودة لكن أين المياه والمعادلة ليست معادلة كلام مطلق، وهناك توازن بين المحاصيل'.

وأشار إلى أن كل مانستطيع فعله، هو تعظيم الإنتاجية من وحدة المساحة المتاحة بكميات المياه الموجودة بالتنسيق مع مركز البحوث الزراعية مايقدمه من أصناف تعمل على الحد من عجز أي محصول بأن تكون الانتاجية قصيرة العمر وتوفر المياه فيمكن زراعة أكثر من مرة محصول في السنة، وهو مانتجه إليه وحقق نجاح في عددًا من المحاصيل، فيما يقلل الاحتياج للتصدير.

أسباب ارتفاع أسعار الأعلاف وقصة شراء الصين ثلث محصول الذرة

تتباين أسباب ارتفاع الأسعار ما بين المحلية والعالمية، ولعل أكبر مشكلة ظهرت مؤخرًا ما فعلته الصين سببا من أسباب هذا الارتفاع، وكان له تأثير كبير قامت الصين بشراء ثلث احتياجاتها من الذرة من الولايات المتحدة الأمريكية، والتى تعد أكبر مورد عالمى لها، مما ادى في النهاية إلى ارتفاع السعر العالمى بشكل كبير.

وحسبما نشرت وكالة بلومبرج، تعاقدت الصين مع أمريكا على استيراد أكثر من ثلث وارداتها من الذرة خلال الموسم المقبل، من أجل توفير احتياجاتها من الحبوب، حيث اشترت الصين نحو 9.5 مليون طن مترى من محصول موسم 2021-2022 من الذرة الأمريكية، منذ شهر مايو حتى الآن، وفقا لبيانات وزارة الزراعة الأمريكية.

وتعد أمريكا أكبر مورد للذرة فى العالم، فى الوقت الذى تعانى فيه المحاصيل فى البرازيل التى تحتل المرتبة الثانية بين مصدرى الحبوب عالميا موجة جفاف.

وفيما يخص الأسباب المحلية فتتمثل فى احتكار عدد قليل من الشركات لاستيراد الأعلاف من الخارج، وبالتالى التحكم فى السوق، ومحدودية المياة وعدم القدرة على التوسع الزراعي من المحصول.

وجدير بالذكر أن كشف تقرير صادر عن الإدارة المركزية للحجر الزراعي، أن بلغت واردات فول الصويا 4 ملايين و581 ألف طن خلال عام 2020، فيما تراجع استيراد الذرة الصفراء بنحو 10% تقريبا مقارنة بـ 2019، وبلغ 9 ملايين و782 ألف طن مقابل 11 مليونا و60 ألف طن فى العام الماضي.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً